ضربت النتائج الكبيرة بالدوري السعودي في الموسم الرياضي الجاري بعد ان رسمت الكثير من علامات الاستفهام حول المستويات المتقلبة التي تشهدها الفرق المحلية والتي لم تسر على ثبات حتى الان سواء فرق المقدمة التي تتنافس على صدارة الدوري او فرق المؤخرة التي لا تزال تبحث عن مخرج من أزمتها النقطية . وشهد دوري الموسم الجاري تحقيق نتائج كبيرة تجاوزت حاجز الخمسة اهداف والستة اهداف في كثير من المباريات وهي التجربة الفنية الجديدة التي يعيشها الدوري السعودي بهذه النتائج ففي السابق كان معدل الاهداف يصل في غالب الاحيان للحد الطبيعي ونادرا ما تشهد المباريات نتائج كوارثية على بعض الفرق بعكس الموسم الجاري والذي تفننت فيه الفرق بالضرب وبقوة على الفرق الصغيرة منذ بداية الموسم حيث كانت بداية النتائج الكارثية فوز الهلال على القادسية ( 5/4 ) ليأتي الاتحاد ويزيد جراح بني قادس ويقسو عليهم بنتيجة قاسية جدا عندما فاز عليهم ( 8/صفر ) ومن ثم فاز الاتفاق على التعاون بخماسية ليخلو الامر للشباب والذي لم يفرط بضيفه هجر ويقسو عليه هو الاخر بسداسية مثيرة . ويبدو ان للموارد المالية دورا كبيرا فيما تتعرض له الاندية الصغيرة من كوارث نتائجية وهذا الامر تسبب بالتأكيد في عدم تدعيم تلك الفرق فنيا مما تسبب في كشفها امام الشارع الرياضي ، كما ان الموارد المالية المتواضعة تسببت في اخفاء فرق الوسط والتي كانت تمثل الاغلبية في اندية الدوري السعودي حتى اصبح تقسيم فرق الدوري مقسوما على فئتين فقط .. إما فرق تبحث عن صدارة الدوري مثل الهلال والاتفاق والشباب والاتحاد والاهلي .. واما فرق تبحث عن النقاط لتأمين وضعها بالدوري وعدم الانجراف بامواج الهبوط . ( الميدان ) فتح ملف نتائج الجولات الماضية من دوري الموسم الجاري واستطلع اراء عدد من الخبراء والمحللين والمدربين الوطنيين ، وكانت البداية من خلال المدرب الوطني القدير ورئيس لجنة المدربين الوطنيين بالاتحاد السعودي لكرة القدم محمد الخراشي والذي اكد في حديثه ل( الميدان ) ان مشاركات النجوم مع المنتخبات اثرت وبشكل كبير جدا على نتائج الفرق بالدوري مما تسبب في ظهور دوري هذا الموسم دون المستوى حتى الان . وقال الخراشي في حديثه : الدوري منذ بدايته ومستواه متواضع جدا جدا على الرغم من ان بعض الاندية قد استعدت جيدا ولكن مشاركات المنتخبات السعودية المتعددة ساهمت وبشكل كبير جدا في التأثير على الاندية من خلال غياب الكثير من اللاعبين عن فرقهم مما انعكس على مستوى الدوري بشكل عام . واضاف الخراشي بقوله : بعض الفرق خاضت مباريات ودية لتصحيح الاخطاء ولكنها تعاني كثيرا من الغيابات المؤثرة ولعل ما تتعرض له الاندية الكبار حاليا اكبر دليل على ذلك ، وكنا نتوقع ان تعتدل الامور بعد الجولة السادسة او السابعة بحكم توقف مشاركة المنتخب السعودي الاول وكنا نتوقع ايضا اصلاح الخلل ولكن الامور سارت على ماهي عليه وظلت الغيابات مستمرة خصوصا فيما يتعلق بالمنتخبات السعودية الاخرى . وعن رؤيته الفنية للفرق حتى الان قال الخراشي : هناك اخطاء فنية قد تكون مشتركة بين عدد من الفرق والتي تتمثل في حراسة المرمى وبالخطوط الخلفية فنحن شاهدنا الكثير من الاندية تعاني من ازمة في الحراسة وفي خط الدفاع ويبدو لي ان هذا الامر تسبب في حدوث النتائج الكبيرة بالدوري ولكن لا نستطيع ان نحكم من الان على استمرار هذه النتائج فنحن لا نزال في الدور الاول وفترة التوقف القادمة ستشهد العديد من التغييرات لتنطلق المرحلة الثانية من الدوري والتي حتما لن تكون كما هي الان وسوف تختلف الكثير من المراكز والمواقع وستبدأ كل الفرق لمرحلة حصد النقاط سواء في مقدمة الدوري لنيل الصدارة ومن ثم اللقب او في المؤخرة للابتعاد عن شبح الهبوط ووقتها سيكون بامكاننا التصنيف الحقيقي للاندية . الصالح : مستوى الدوري متدحرج .. وضعف الخصوم سبب النتائج الكبيرة من جهته اكد زكي الصالح لاعب فريق الاتفاق السابق والمحلل بالقناة الرياضية السعودية ان مستوى الدوري السعودي بشكل عام متدحرج ويسير فنيا للاسوأ ولذلك لم تظهر مستويات الفرق المحلية كما هي باستثناء الاتفاق والذي كان مقنعا لدرجة كبيرة قياسا على نتائجه بالمواسم الماضية وقال زكي الصالح في حديثه ل( الميدان ) : في السابق كنا نستمتع باداء الكثير من الفرق بالملعب ولكن بالموسم الحالي فقد غابت هذه المتعة ولم تعد اندية الهلال والاتحاد والاهلي تقدم نفس المستويات التي كانت تقدمها ولا حتى نفس النتائج التي ظلت تخرج بها على مدى المواسم الطويلة الماضية ولذلك فان المستوى العام للدوري تأثر بسبب غياب هذه الاندية عن مستوياتها واضاف الصالح : الاتفاق هو الوحيد الذي اراه مقنعا منذ بداية الموسم اما بقية الفرق فمستوياتها متقلبة وعلى سبيل المثال القادسية يفوز على الفتح بسداسية ومن ثم يتلقى خمسة اهداف من الهلال وبعدها مباشرة يذوق ثمانية اهداف من الاتحاد ، والفتح كذلك فاز على النصر وعاش الفرحة ليتلقى سداسية من القادسية وهكذا تسير النتائج . واضاف الصالح بقوله : باعتقادي ان ضعف الخصوم تسبب في حدوث مثل هذه النتائج فمستوى القادسية مثلا امام الاتحاد هو من جعل الاخير يحرز 8 اهداف وليس مستوى الاتحاد ، كما ان لثقافة الفوز دورا رئيسيا في المحافظة على النتائج وذلك من خلال التعامل مع الانتصارات بشكل متزن وليس كما فعل الفتح عندما بالغ بالفوز على النصر ليخسر من القادسية . واشار الصالح الى الامكانيات الفردية للاعبين وقال : هذه الامكانيات كان لها دور كبير في احراز الكثير من الاهداف ولعل الشباب من اكثر الفرق التي استفادت من هذه الامكانيات . المطلق : ضعف الحراسة والدفاع تسبب في النتائج الكبيرة .. والتطور فقط في الاتفاق النجم الدولي السابق والمدرب الوطني الحالي صالح المطلق علق على القضية و قال في حديثه للميدان : بالموسم الماضي كنت اتحدث عن ضعف بالمستوى العام لجميع الفرق ومعاييري بنيتها على ان الدوري لا يوجد به اي مستجد فني وحتى الاجهزة الفنية لم تكن بالمستوى والتطلعات التي يترقبها الشارع الرياضي حيث عمل بالدوري السعودي في الموسم الماضي 34 مدربا وهو عدد غير مقبول تماما ويعني ان هناك تخبطات لدى الاندية في عملية تعاقداتها ، وكذلك الاندية لم تستطع ان تنجب مواهب جديدة للكرة السعودية باستثناء الوحدة في المباريات الاربع الاخيرة بعد قرار هبوطه لدوري الاولى عندما لعب بفريقه الاولمبي واخرج وجوها جديدة وكل تلك المعايير صادقت على ان الموسم الماضي كان ضعيفا فنيا . واضاف المطلق : في الموسم الماضي استمر هذا السوء ولكن بصورة مختلفة فالاندية ابرمت تعاقدات مميزة نوعا ما ، وخرج لنا اكثر من مدرب مبدع ومتمكن مثل مدرب الاتفاق برانكو ، وكذلك شاهدنا نجوما جددا ومواهب صاعدة في كل من الاتفاق والاتحاد والهلال ونجران ولكن بقي المستوى ضعيفا جدا وبالاخص في خطي الدفاع وحراسة المرمى وهما برأيي احد اهم الاسباب وراء كثرة الاهداف والنتائج الكبيرة التي شاهدناها هذا الموسم فمعظم الاندية لا تمتلك دفاعات جيدة ولا حراس مرمى متمكنين ولذلك شاهدنا هذه الوفرة من الاهداف الدبيخي : النتائج الكبيرة أمر ايجابي جدا .. وحارسا الاتفاق والتعاون نجحا في المهمة الكاتب والناقد في ( الميدان ) والمحلل بالقناة الرياضية السعودية حمد الدبيخي كان له رأي مختلف عن الجميع حيث اعتبر النتائج الكبيرة في الدوري امر ايجابي وليس سلبيا على الفرق مؤكدا ان تسجيل هذا الكم من الاهداف يؤكد ان لدينا هجوما قويا في الدوري وباستطاعتنا ان ننظر للقضية من جانبها الهجومي الايجابي لو اردنا . وقال الدبيخي في حديثه : نحن لا نزال في الدور الاول ولا نستطيع ان نحكم على النتائج حتى ننتهي منه ومن ثم يكون بامكاننا التقييم ولكن بحسب الارقام فانا شخصيا اعتبر الامر ايجابيا وليس سلبيا فهذه النتائج تعتبر جيدة الى حد ما . واضاف الدبيخي بقوله : بامكاننا ان نناقش امرا فنيا مشابها وهو فارق الاهداف بين كل مباراة واخرى لجميع الاندية واقصد هنا تتبع نتائج مباراتين متتاليتين لكل فريق وعلى سبيل المثال نشاهد القادسية فاز على الفتح بخماسية ومن ثم خسر من الهلال بنفس النتيجة وبعدها ايضا خسر من الاتحاد بثمانية حتى اصبح اكثر اندية الدوري استقبالا للاهداف وانا هنا الوم ادارة القادسية والجهاز المشرف على الفريق فكيف يتم تسريح لاعب مثل زكريا الهداف وهو المدافع المتمكن وعدم الاتيان ببديل عنه حيث كان على القادسية ترميم دفاعه كي يتجنب مثل هذه النتائج السيئة . واضاف الدبيخي : لن اضرب المثال بهجر كونه ضيفا جديدا على الدوري ولكنني ضربت المثال بالقادسية كونه متواجدا بالدوري منذ سنوات طويلة ومن المفترض ان يعي القائمون عليه ان اخطاء بسيطة بامكانها ان تضع الفريق في وضع صعب جدا للغاية . وعرج الدبيخي الى حراس المرمى وقال : نجح حارس الاتفاق فايز السبيعي في تكوين سمعة جميلة عنه شخصيا وعن دفاع الاتفاق واصبح احد اهم الحراس السعوديين خصوصا وانه انقذ الاتفاق من اهداف محققة ونفس الحال ينطبق على فهد الثنيان حارس التعاون فكلاهما كان مميزا ونجحا في تقليل نسية الاهداف في شباكهما ، وبالنسبة للمدافعين فان كل الاندية تعاني من ضعف بما فيها الهلال فاسامة هوساوي لم يعد كما كان قبل موسمين وهنا مشكلة فنية اخرى واختتم الدبيخي بقوله : بشكل عام ارى ان النتائج الكبيرة تعتبر امرا ايجابيا وليس سلبيا واذا كانت الخطوط الخلفية ضعيفة فالهجوم يعتبر قويا ومميزا