عد المحلل والناقد الكروي حمد الدبيخي، الإمكانات المادية والفنية لفريقه السابق الاتفاق، العائق الأكبر أمام تحقيق رغبات جماهيره ومسؤوليه في الظفر بلقب دوري "زين"، مشدداً على أن خسارته في نهائي كأس ولي العهد لا تعد إخفاقاً للسبب ذاته. ولم يتردد اللاعب السابق ل"فارس الدهناء" في التأكيد على قدرة الاتفاق على تحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي، كاشفاً في حواره مع "الوطن" عن آراء مثيرة متعلقة بالبيت الاتفاقي، وتحديداً الأحداث التي صاحبته هذا الموسم داخل المستطيل الأخضر وخارجه.. لماذا يتباين أداء الاتفاق مما أدى لابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري؟ ليس بالإمكان أفضل مما كان.. إمكانات الاتفاق كفريق، وأقصد المادية أو البشرية، متمثلة في جودة اللاعبين وخصوصاً المحليين دائماً ما تخذله في المنعطف الأخير. بدأ الموسم بقوة ولم يستطع أن يكمله بذات القوة بسبب عدم جودة لاعبيه المحليين، ولم تحاول إدارته أن تجلب لاعبين في فترة الانتقالات الشتوية، وهو أمر مرتبط بعدم وجود شركة راعية أو داعمين شرفيين، والمادة تمثل عائقاً أمامه للبحث عن لاعبين جيدين، إضافة إلى أن الفرق التي تعاني من ضعف الإمكانات عادة إما تبدأ جيداً وتتراجع في النهاية، أو أنها تلتقط أنفاسها في البداية وتظهر قوتها وطاقتها في الأخير، والاتفاق وصل مرحلة أن يلعب ثلاثة أشهر أو 70% من المباريات وفي ال30% المتبقية يجد نفسه كما هو حاله الآن، ولهذا ما وصل إليه الفريق هو نتاج لإمكاناته المادية والبشرية، ولن يصل إلى أكثر من ذلك. هل يعني ذلك أن على الاتفاقيين ألا يطمعوا بالمنافسة على بطولة بحجم الدوري؟ المنافسة ممكنة، ولكن تحقيق اللقب غير ممكن، وعلينا أن نربط هذا بتصريح لرئيس النادي عندما قال إنهم من الممكن أن يحققوا واحدة من بطولات الموسم، وهذا التصريح جاء بعد مباراة الهلال في الدوري في بداية الموسم، لأنه يعرف أن الحصول على كأس ولي العهد ممكن بسبب تقسيم الفرق وأيضاً كأس الأبطال، ولكن الدوري يحتاج فرقاً "ثقيلة" وقوية لديها إمكانات مادية تجلب لاعبين جيدين، وهذا ليس موجوداً في الاتفاق للأسف. بعد ضياع كأس ولي العهد، هل ترى أن الفريق سينافس فقط على كأس الاتحاد الآسيوي؟ أولاً كأس ولي العهد لم تضع على الاتفاق، والفريق حقق هدفه بوصوله للنهائي، والوصافة بحسب إمكاناته تعد جيدة، خاصة أنه واجه فريقاً مميزاً وقوياً هو الهلال وفي الرياض. وأنا هنا أقارن الاتفاق مع الأندية الخمسة التي تملك رعاة، ولو كان الاتفاق مثلها يمكننا حينها أن نقول إنه أخفق. هل تعد الاتفاق أفضل الأندية التي ليس لديها راع رسمي؟ نعم، وبامتياز، بل ويتفوق على أندية مثل الاتحاد والنصر التي تملك الرعاة. وماذا عن المسابقة الآسيوية، وخماسية الكويت الكويتي، وسداسية بي في المالديفي، كيف تقيم الفريق؟ آسيوياً، الاتفاق يملك حظوظاً أفضل ويعد من بين أفضل الأندية المشاركة في هذه المسابقة المطبقة للاحتراف مقارنة بالآخرين، ولن يجد منافسة حتى الآن وإنما في الجولات المتقدمة، وتحديداً من ثلاثة فرق هي القادسية الكويتي والوحدات والفيصلي الأردنيان.. الاتفاق لديه حظوظ كبيرة في الآسيوية أفضل من المحلية، وأمامه فرصة كبيرة لتحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي.. ونتائجه تشير لهذا الأمر. وهل حسم موضوع تأهله عن مجموعته بالفعل؟ التأهل محسوم، وأنا لا أنظر للمرحلة الحالية، فالاتفاق أفضل فرق مجموعته نتائج وأداء، لكنني أتحدث عما بعد هذه المرحلة، وهو تخطيط الإدارة، بدليل أنها طلبت استضافة البطولة، وهي إشارة على أنهم يعرفون أنهم قادرون على بلوغ النهائي. وهل تتفق مع من يقول إن برانكو أفضل المدربين الذين مروا على الاتفاق في السنوات الأخيرة؟ لا يمكن الجزم بذلك، لأن كل مدرب ترك بصمة في الفريق، ففي الموسم الماضي وما قبله مر على الفريق أكثر من اسم، لكن ما ميزه هذا الموسم أن برانكو بدأ معه وسيستمر حتى نهاية الموسم، بينما الموسم الماضي تعاقب على الفريق مدربان والموسم الذي قبله ثلاثة.. من وجهة نظري يعد برانكو الأفضل في الدوري مع ثلاثة آخرين، هم مدرب الشباب برودوم ومدرب الأهلي ياروليم ومدرب الفتح الجبالي، وجميعهم لهم بصماتهم على فرقهم. ماذا عن التأخير في تجديد عقود لاعبين بالاتفاق، وكيف ترى الملابسات المصاحبة لاحتراف الحافظ في البرتغال والإبراهيم في البوسنة؟ الفاصل في التجديد من عدمه هو أداء اللاعب، فمثلاً فايز السبيعي كان مطلبا ضروريا هذا الموسم، وبالتالي كان اللاعب هو العنصر المتحكم في مسألة التجديد، بعكس الوضع مع عبدالمطلب الطريدي الذي أرى أنه يملك إمكانات فنية كبيرة لكنه لا يستغلها.. السبيعي بإمكانه أن يضع شروطه على طاولة الاتفاقيين، وهذا ما حدث، بينما الطريدي لا يمكنه ذلك، فاللاعب يضع شروطه من خلال مستواه، ولهذا وجدنا اللجنة التنفيذية تدخلت في تجديد عقد الأول في حين لم يتم التوقيع حتى الآن مع الثاني، وربما لو بالغ في مطالبه لن يتم ذلك إطلاقا. أما عن الحافظ والإبراهيم، فلا أرى أي مشاكل في احترافهما، بدليل أن الحافظ توجه للبرتغال وحصل على المبلغ الذي يريده هو وناديه، والإبراهيم في طريقه للأمر نفسه، وهي خطوة جيدة للتسويق لهما.. عموماً أنا لست ملماً بكامل التفاصيل، وإن كنت أعتقد أن احتراف الحافظ أقل تعقيداً من الإبراهيم، وبصفة عامة تأخرنا في خطوات احتراف لاعبينا خارجياً، ونتمنى أن نجد غيرهما كثيرين، ويكفينا التأخير في هذا الجانب، ومردود ذلك سيكون جيداً على الكرة السعودية وليس على أنديتهم فقط.