تضاءلت فرصة المنتخب السعودي لكرة القدم في التأهل للمرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014 ، وفرط الأخضر السعودي في إعلان تأهله رسميا للدور الحاسم عقب التعادل السلبي أمام ضيفه العماني في المباراة التي اقيمت اول أمس الثلاثاء على استاد الملك فهد الدولي بالرياض ،وبهذه النتيجة رفع الأخضر رصيده إلى 6 نقاط مقابل 5 نقاط لعُمان ، ولكي يتأهل المنتخب السعودي فإنه مطالب بالفوز في مباراته الأخيرة أمام مضيفه الأسترالي أو التعادل مقابل تعادل أو خسارة منتخب عُمان أمام ضيفه التايلاندي يوم الأربعاء 29 فبراير المقبل . ووضع لاعبو المنتخب السعودي أنفسهم في مأزق كبير بعد توقف رصيدهم عند 6 نقاط من فوز وحيد على تايلاند وهزيمة واحدة من استراليا وثلاثة تعادلات اثنان منها امام عُمان وتعادل مع المنتخب التايلاندي. وظهر أداء الأخضر السعودي امام عمان باهتاً وفشل المدرب الهولندي فرانك رايكارد صاحب التجربة الكبيرة مع برشلونة الاسباني مع المنتخب السعودي ، وبدا المنتخب السعودي غير قادر على القيام بهجمة منظمة يستطيع تسجيل هدف من خلالها ووضح مدى الانضباط التكتيكي الذي فرضه رايكارد على لاعبيه احتراماً للخصم ، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين من الجماهير السعودية خاصة وان الاخضر يلعب على ارضه ووسط حشد جماهيري لا يقل عن 70 الف متفرج ،واصبح الفريق السعودي في وضع لا يحسد عليه بعدما وضع نفسه في مأزق كبير حيث أنه الآن يعاني من أجل الصعود ويحتاج إلى أداء رجولي من الدرجة الأولى أمام استراليا لتحقيق الفوز واصبحت مهمته شبه مستحيلة لان الفريق الاسترالي حقق الفوز على الاخضر السعودي 3/1 في مباراة الذهاب التي اقيمت بالدمام . المنتخب بحاجة لأداء رجولي من الدرجة الأولى أمام استراليا لتحقيق الفوز لم تعد الخيارات كثيرة أمام رايكارد السعودية لضمان التأهل للدور الرابع في الجولة الأخيرة امام استراليا ، حيث لم يتبق امامه سوى خيار الفوز فقط على الكنغر في ملعبه ووسط جماهيره لضمان التأهل بغض النظر عن نتيجة مباراة عُمان أمام تايلاند لكن التعادل في أستراليا يحتاج لتعادل عمان أو فوز تايلاند بفارق ضئيل من الاهداف لأن هنا سيكون فارق الأهداف هو الفيصل في حسم بطاقة التأهل بين السعودية وتايلاند. خسارة السعودية مع أستراليا تضع حظوظ الفريق في مهب الريح لأن فوز عُمان أو تايلاند يعني تأهل الفائز منهما للدور الرابع وخروج الأخضر من التصفيات مبكرا وتكرار ما حدث في تصفيات مونديال 2010 عقب التعادل في الملحق الاسيوي مع البحرين سلبا ذهابا في المنامة الا انه فشل في تحقيق الفوز في الرياض وتعادل ايجابيا 2-2 وودع التصفيات بعد التأهل للمونديال 4 مرات متتالية . وستحبس الجماهير السعودية انفاسها مع انطلاق مباريات الجولة الأخيرة للتصفيات الآسيوية خاصة أنها قد تضع المنتخب السعودي العريق في الدور الرابع الحاسم أو تُلقي به خارج السباق لصالح تايلاند وعمان . من جهته ابدى الامير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب أسفه ،في حديث لبرنامج "في المرمى " لقناة العربية ، لعدم الفوز وقال :" هذه كرة القدم يجب أن نتعايش مع معطياتها ونتائجها، ونحن أمامنا فرصة التأهل بالفوز على أستراليا، هذا ما سوف نهتم به، دون أن نغفل أنه من الممكن أن تلعب النتائج لمصلحتنا أو ضدنا، لكن نحن متفائلون بالفوز وأمامنا أكثر من شهرين سوف يكون لها إعداد خاص وأكيد أن رايكارد سيغير البرنامج ويلعب مباريات ودية، أيضا ربما تكون الظروف أفضل فقد لا يلعب بعض نجوم منتخب أستراليا كونهم تأهلوا، لكن هذا ليس أساسيا في تعاملنا وسنلعب من الآن على الفوز ". و عن أداء اللاعبين والمستوى الذي ظهروا به خلال المباراة ، قال :" اللاعبون اجتهدوا وحاولوا ولكن لم يوفقوا ، وفي المقابل نجح منتخب عمان في تطبيق طريقة المدرب التي لعب بها كي يخرج بالتعادل، وفقوا كثيرا فيها، لذا لم نتمكن من الفوز، نحن كنا نتوقع تقديم مستوى أفضل لكن هم اجتهدوا وهذا جيد". وأكد الامير نواف بن فيصل خلال حديثه :"أنه لن يستبعد هجوما من الإعلام على خطط اتحاد القدم وربما توصف بالفاشلة بعد التعادل ، في حين لو فاز المنتخب سيكون المديح للخطط وأنها ناجحة ، وشدد على أن المرحلة المقبلة سيوليها رايكارد اهتماما خاصا ". بدوره أبدى مدرب المنتخب السعودي فرانك رايكارد عدم سعادته بالتعادل مع عمان مؤكدا أن نتيجة المباراة لم تكن لصالح المنتخب السعودي، وقال:" كنا نبحث عن الفوز وحاولنا بكل الطرق أن نسجل ولم نوفق لأنه من الصعب أن تخترق فريقا يلعب بطريقة دفاعية بحتة فقد واجهنا أكثر من تسعة لاعبين تكتلوا في ملعب عمان اذ اعتمدوا على المرتدات، وفريقنا قدم ماهو مطلوب منه حيث كنا ضاغطين هجوميا وحصلنا على بعض الفرص التي لم نوفق في تسجيلها". وأضاف:" كرة القدم حاليا تعتبر أصعب، فحتى الفرق الصغيرة باستطاعتها أن تقدم نتائج جيدة إذ أصبحت تغلق ملعبها تماما وتبالغ جدا في الدفاع، وأعتقد أن الجماهير لاتستمتع بمثل هذه المباريات، وبالنسبة لهذه المباراة فمن الصعب أن تجازف بها لأن عمان لديها لاعبون مميزون يجيدون اللعب بالهجمات المرتدة التي قد تؤثر علينا سلبيا" . واعترف رايكارد بأن اللاعبين يقدمون مستوى جيدا مع أنديتهم ويقل عطاؤهم مع المنتخب إذ قال:" هذا أمر طبيعي فهناك اختلاف بأن تلعب بالدوري أو تشارك مع المنتخب بمثل هذه المباريات خصوصا أنه لا يوجد لاعبون سعوديون يحترفون بالخارج فكثير من لاعبي عمان واستراليا محترفون خارج بلدانهم وهذا أمر مفيد لهم بشكل كبير. " وحول تحفظه الهجومي بالتغييرات ودخوله المباراة بمهاجم واحد ابان:" حاولنا أن نطبق جميع الحلول للوصول للمرمى من خلال التكتيك الذي لعبنا به ومن الصعب أن نبدأ المباراة مجازفين بثلاثة مهاجمين لأن التوازن مطلوب أيضا". وعن تراجع مستويات المهاجمين السعوديين واصراره على اللعب من الأطراف على الرغم من طول قامة حارس عمان ومدافعيه قال رايكارد:" بالعكس لدينا عناصر مميزة بالهجوم وقد سنحت لنا فرص عدة لم نوفق في تسجيلها، وأعتقد أن جميع المراكز قدمت المطلوب منها، ونحن نوعنا طرق اللعب وبحثنا عن المرمى بشتى الطرق، وبالنسبة للأطراف فقد كانت أخطر هجمتين لنا بالرأس من هزازي والشمراني".