تم اليوم الاثنين في القاهرة الاتفاق على تشكيل وفد يضم 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين للذهاب الى سوريا ورصد الواقع هناك على ان يحدد وزراء الخارجية العرب موعد هذه الزيارة وترتيباتها خلال اجتماعهم غدا في الرباط، حسب مصدر مسؤول في الجامعة العربية. وتم التوصل لهذا الاتفاق خلال اجتماع ترأسه صباحا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وحضره ممثلون عن المنظمات العربية المعنية بحقوق الإنسان. وقال الأمين العام للجنة الاغاثة والطوارئ في اتحاد الأطباء العرب ابراهيم الزعفراني بعد الاجتماع: إن المشاركين فيه "أحيطوا علما برسالة وزير خارجية سوريا وليد المعلم التي تسلمها الأمين العام للجامعة وتتضمن موافقة النظام السوري على حضور الآليات العربية وأن تضم عسكريين ايضا". وأضاف "تم تكليف أحد المختصين بوضع تصور لبروتوكول ليراقب الوفد العربي الوضع السوري على أساسه على ان يوقع النظام السوري عليه لضمان حماية المراقبين وتمكينهم من حرية الحركة ومقابلة كل الأطياف السورية بمختلف انتماءاتهم وفي كل المدن مع توفير ضمانات الحرية والحماية". وقال الزعفراني : "سنذهب الى كل الأماكن لاعداد تقارير حول أوضاع المدنيين وسبل حمايتهم ورفعها لوزراء الخارجية العرب". من ناحية ثانية, التقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعد ظهر الاثنين وفدا من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة الناطقة الرسمية باسمه بسمة قضماني، حسب مصادر في الجامعة العربية. وقال مسؤول في الجامعة : إن موعد وترتيبات زيارة الوفد لسوريا، خصوصا الحصول على ضمانات خطية من دمشق بشأن حماية اعضاء هذا الوفد، سيتم تحديدها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده غدا في الرباط على هامش اعمال المنتدى العربي التركي. وفي ذات السياق, حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين احسان أوغلي أمس السلطات السورية من ان تجاهل النداءات لوقف العنف سيؤدي الى تدويل الأزمة، مشيرا الى ان المنظمة دعت مجلسها التنفيذي الى اجتماع لاتخاذ قرار في الشأن السوري. وقال احسان أوغلي في بيان : "أحب أن استرعي انتباه سوريا الى ان عدم الالتزام بالمطالب المشروعة للشعب السوري والنداءات الدولية سواء منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية أو الأممالمتحدة وتجاهل هذه النداءات سوف يؤدي الى خروج الأزمة من الاطار المحلي الى الاطار الدولي والى تدويل الأزمة". وأضاف ان "تدويل الأزمة ليس في صالح أحد وسوف يكون لهذا تبعيات خطيرة على الأمن والسلم في سوريا وفي بقية دول المنطقة الأمر الذي نحن لسنا في حاجة اليه". وكشف الأمين العام ان "المنظمة دعت الى اجتماع عاجل للمجلس التنفيذي لها على المستوى الوزاري لنصل الى قرار على المستوى الوزاري باسم الدول الأعضاء يعطي الأمين العام الصلاحية ليتحرك في اطار أكبر من صلاحياته الحالية". وتابع "كأمانة عامة قمنا ومازلنا نقوم بالعمل الدبلوماسي". وأضاف ان " هذا تم منذ فترة مبكرة جدا من بداية الأحداث أو من خلال البيانات أو من خلال الاتصال بالسلطات السورية باسلوب الدبلوماسية الهادئة". "لكننا في هذه اللحظة نرى ان هذه الجهود لم تعط ثمارها ولم تؤد الى النتيجة المرجوة، لذلك دعونا الى هذا الاجتماع". وعبر احسان أوغلي عن ترحيب المنظمة بالجهود الأخيرة التي قامت بها الجامعة العربية بشان الوضع السوري. وقال : "بالنسبة لجهود الجامعة العربية بشأن الأزمة السورية نحن نرحب بهذه الجهود. كما سبق واعلنا عن استعدادنا للمساهمة في أي حل سلمي للأزمة يستجيب للمطالب المشروعة للشعب السوري ويضمن أمن واستقرار سوريا". وتمنى احسان أوغلي ألا يتكرر السناريو العراقي أو الليبي في سوريا، وقال : "نتمنى حلا سياسيا من داخل سوريا يجنب البلاد الدمار والقتل وسفك الدماء". وكشف عن اتصالات أجرتها المنظمة مع شخصيات سورية معارضة. وقال : "هناك حوار منذ مدة طويلة مع شخصيات معارضة تمت في أكثر من مكان ونتفهم رغبة القوى الوطنية في تحقيق التحول الديموقراطي في سوريا على أسس سلمية"