العرفان بالجميل وفاء للشهيد فرمان علي خان كان حضورا قويا في ذاكرة سكان جدة هذه الايام ، حيث وضع اسمه على واحد من شوارعها تأكيدا على تقديمه لواجهة ترمز للشهامة والمروءة والرجولة حين قام بتسطير عمل بطولي بإنقاذ 14 مواطنا علقوا وسط مياه السيل الهادر الذي اجتاح مدينة جدة قبل سنتين . وكان لتكريم الشهيد باهتمام شخصي من الملك عبدالله بن عبدالعزيز في منحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ، الاثر الايجابي والتقدير والاعتزاز من أفراد عائلته بعد تأديتهم للمناسك ، مثمنين عاليا هذه البادرة الانسانية وتمكينهم من الحج في ضيافة خادم الحرمين الشريفين . وقال والده « عمر رحمن خان « ان هذا الوسام يعد فخرا وله اكبر التقدير لانه من ملك محبوب من جميع المسلمين وخاصة في الباكستان ، و ان ما قام به ابنه « فرمان علي « لم يكن مستغربا ، فقد عرف متطوعا بشجاعة نادرة ، وتأدية واجبه في جدة هو فضل من الله ورحمة بموته شهيدا بالغرق بعد انقاذ ارواح اخوة لنا جميعا . من جانبهم قال اخوانه واقاربه ان تمكينهم من اداء الحج مكرمة من خادم الحرمين الشريفين خفف من مصابهم بفقد شقيقهم فرمان ، وفرصة هنا في البقاع المقدسة للدعاء ان يتقبله الله شهيدا عنده ، واعرب « عصمت ومحمد علي « عن شكرهما للمملكة قيادة وشعبا نظير ما تقدم من رعاية لاسرة الفقيد الذي ضرب اروع الامثلة في الايثار ، باشارة الى ما كانت له من مواقف مماثلة حين اقتحم حريقاً مشتعلاً في قريته بالباكستان وعمره 16 عاماً بانتزاع اسطوانة غاز من وسط الاشتعال بجوار مستودع اسلحة قبل ان تنفجر وتؤدي الى ضحايا في الارواح ، وسيظل فرمان مثالا قويا لا ينسى لانه ترك هذه الذكرى الطيبة في النفوس بما قدم نحو الاخرين من عمل بافعاله الشجاعة التي تضاعف حسناته وينال احسن الثواب عند رب غفور رحمان رحيم . يذكر ان فرمان علي الحاصل على شهادة في رياضة الكاراتيه 32 عاما ، له من البنات (زبيدة ومديحة) و( جريرة ) الصغرى التي مات ولم يشاهدها ، حيث قام بعملية الانقاذ المتوالية للعالقين في السيل بالحي الذي كان يسكن شرق جدة والى ان نجح بانتشال 14 شخصا ، وعند المحاولة الاخيرة جرفته المياه المندفعة بشدة . وحول هذا العنوان في شارع باسمه ، قال عدد من المواطنين انه تكريم لمن يستحق فهو جدير بما به ، وكذلك فان منحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الاولى ، يوضح مدى التقدير من ملك الانسانية لكل عمل من هذا النوع بالاضافة الى ما قدم لعائلته من لدن خادم الحرمين الشريفين برعاية كريمة تفوق الوصف ، وقولهم ان فرمان علي مشهود له بالتقوى والصلاح وله احترامه من السكان الذين تعاملوا معه في المسجد وبقالة الحي وجيرانه ، ;كما ان جدة لن تنساه لانها قلوب تعودت على الوفاء من ابناء هذه الارض الطيبة ، وذكراه باقية خاصة عندما تزدحم السماء بالغيوم وقد حان موسم المطر . من جانبه قال المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين عبدالله المدلج ، إن توجيه خادم الحرمين الشريفين باستضافة عائلة الشهيد « فرمان علي « يأتي إلى جانب صدور الأمر السامي الكريم بمنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى نظير عمله البطولي - رحمه الله - وتكريماً للشهيد وعائلته على هذا العمل الإنساني النبيل ، واضاف ان برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين استضاف هذا العام 1400 حاج من مختلف البلدان. تجدر الاشارة الى ان إجمالي المستضافين منذ البدء في تنفيذ هذا البرنامج على نفقة الملك المفدى وحتى موسم الحج الحالي ، بلغ (18000) مسلم ومسلمة من مختلف دول العالم تحت إشراف لجنة تنفيذية من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مهمتها العناية بضيوف خادم الحرمين الشريفين منذ مغادرتهم بلادهم إلى وصولهم إلى أرض المملكة واستقبالهم وتهيئة المساكن المريحة واللائقة بهم وتمكينهم من أداء حجهم وعمرتهم بيسر وسهولة وزيارتهم للمدينة المنورة، والصلاة في المسجد النبوي الشريف.