تعتبر الأبراج بشقيها السكني أو المكتبي من الوحدات العقارية التي تعكس تطورا نموذجيا في التخطيط العقاري، وهي أصبحت شائعة في كثير من الدول لجدواها التنموية والاستثمارية الكبيرة، وقد أحدثت فرقا مهما في عكس مؤشرات التنمية الاقتصادية والعقارية في تلك الدول وأسهمت إلى حد كبير في توفير الوحدات المطلوبة وأكدت جدواها الاقتصادية والاستثمارية مما سمح بأن تصعد كثير من المدن لتناطح السحاب. ومن خلال التجربة الخجولة في مدينة الخبر حيث شهدت في السنوات الأخيرة إنشاء عدد من تلك الأبراج، الأبراج السكنية تعكس تطورا نموذجيا في التخطيط العقاري (اليوم) يمكن الحكم بنجاحها من واقع ما أضافته للمدينة من حضور عقاري حضاري وتنموي تقدم بتصنيفها بين مدن العالم، ما يعزز الحاجة بصعود مزيد من الأبراج. في البداية يرى عبد الهادي الحقيط عضو مجلس غرفة الشرقية ورئيس مجموعة الحقيط التجارية أن مدينتي الخبروالدمام على وجه التحديد مؤهلتين للتوسع في بناء الأبراج للأغراض السكنية أو المكتبية خاصة وأنهما تشهدان هجرات داخلية كبيرة فضلا عن جاذبيتهما الاستثمارية التي تتطلب التوسع في البناء الرأسي باعتباره نمطا معماريا معاصرا يعكس صورة متقدمة لمشروعات التطوير العقاري. إنشاء عدد من تلك الأبراج يمكن الحكم بنجاحها من واقع ما أضافته للمدينة من حضور عقاري حضاري وتنموي تقدم بتصنيفها بين مدن العالم، ما يعزز الحاجة بصعود مزيد من الأبراج.وقال الحقيط أن هناك تجاربا ناجحة في الخبر على وجه التحديد لإنشاء أبراج مكتبية وسكنية على السواء بحيث تصلح لأن تكون مقرات للشركات المحلية والدولية التي تستقطبها باستثماراتها في مجالات النفط, الطاقة, الماء والبتروكيماويات، وهذا يوفر قدرا كبيرا من الوحدة المكانية والخصوصية حيث تتوفر جميع الخدمات في موقع واحد وتلك ميزة مهمة ينبغي أن ينظر إليها كداعم لفكرة التوسع في إنشاء الأبراج، وهي ذات سمة حضارية تواكب التطور العقاري الذي يشهده العالم من حولنا، حيث استطالت كثير منها وناطحت السحاب واكتسبت حضورا تنمويا واستثماريا كبيرا من خلال الاتجاه عاليا واقعا وحالا». ويشير عبد العزيز الدعيلج الرئيس السابق للشركة الأولى إلى أن الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وجه فيما مضى بإنشاء عدد من الأبراج التجارية لخدمة الشركات المستثمرة في المنطقة, والتي دائما ما تبحث عن مكان خاص وبارز ومتوسط للمنطقة يجمعها مع نظيراتها الوطنية تتوافر فيه جميع الخدمات المطلوبة يتميز بالخصوصية من السهل الوصول إليه, وذلك يعني أن يوضع في الاعتبار البناء بحيث تضم هذه الشركات في أماكن متجاورة تحقق معها فوائدها من هذا التقارب باعتبار أن الوضع أشبه بالسوق المشترك, كما أن من شأن ذلك أن يسهم في إنشاء أبراج أخرى ذات صلة بالأعمال الخدمية كالفنادق والمستشفيات وغيرها. ويضيف أن الأبراج تحصر كثيرا من الخدمات في موقع واحد ومحدد وتلك ميزة مهمة في إنشائها والاستفادة منها، وقد استفادت الخبر من موقعها الجميل في إطلاق عدد من الأبراج حيث أصدرت بلدية محافظة الخبر مؤخرا 5 تراخيص لبناء أبراج تجارية ذات ارتفاعات عالية حيث يتراوح عدد الأدوار فيها إلى 30 طابقا ليصل عدد الأبراج بالخبر إلى 15 برجا. ويقول الدكتور إبراهيم القحطاني الرئيس التنفيذي لشركة سمو إن الخبر ذات ميزات تنافسية عقارية واستثمارية كبيرة تجعلها مدينة قابلة للنمو الرأسي، وقد فطن المسؤولون بها إلى ذلك، فهي استراتيجية في أي مشروعات تطوير عقاري حيث أن هناك عددا من المناطق التي يسمح ببناء الأبراج التجارية والسكنية عليها منها طريق الملك فهد بن عبد العزيز (مدخل الخبر الشمالي) وطريق الملك عبد العزيز، وطريق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (مدخل الخبر الغربي)، وطريق الملك سعود بن عبد العزيز، والعديد من المناطق المركزية، إضافة إلى الكورنيش الجنوبي. ويوضح القحطاني أن تقديرات حجم السوق العقاري للمكاتب التجارية في الدماموالخبر تصل إلى أكثر من 80 مليار ريال من إجمالي سوق العقار في المنطقة الذي يقدر بدوره بنحو 400 مليار ريال، وذلك يعني أن الاستثمار العقاري ذو جدوى كبيرة تجعل إنشاء الأبراج أمرا ضروريا.