اعتبر عدد من المستثمرين في المجال العقاري أن التوسع في نظام «الأبراج السكنية والإدارية» هو الحل لأزمة ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة الشرقية، مشيرين إلى أن مدينة الخبر قدمت في السنوات الأخيرة نموذجا ناجحا للأبراج بما أضافته للمدينة من حضور عقاري حضاري وتنموي بين مدن العالم. ويؤكد رجل الأعمال حسن محمد آل عبدالكريم القحطاني أن المنطقة الشرقية مؤهلة لإنشاء الأبراج لاعتبارات تتعلق بالتنوع الاستثماري وجاذبيتها وتنافسيتها مع دول الخليج المجاورة، ويقول إن تقديرات حجم السوق العقارية للمكاتب التجارية في الدماموالخبر تصل إلى أكثر من 80 مليار ريال من إجمالي سوق العقار في المنطقة الذي يقدر بدوره بنحو 400 مليار ريال. وقال: «ذلك يعني أن الاستثمار العقاري ذو جدوى كبيرة تجعل إنشاء الأبراج أمرا ضروريا، ولو ارتكزت على الجانب المكتبي فقط لكانت ذات جدوى لأن الطلب كبير قياسا بالمعروض والنمو المتواصل»، فيما تشير الإحصائيات إلى أن مدينة الخبر تستحوذ على 45 % من مكاتب، تليها الدمام بنسبة 35 %، وبعد ذلك الظهران. ويشير القحطاني إلى أن «الخبر» ذات ميزات تنافسية عقارية واستثمارية كبيرة تجعلها مدينة قابلة للنمو الرأسي، وفطن المسؤولون بها إلى ذلك، فهي تنفيذ استراتيجية التطوير العقاري، حيث إن هناك عددا من المناطق التي يسمح ببناء الأبراج التجارية والسكنية عليها منها طريق الملك فهد بن عبدالعزيز «مدخل الخبر الشمالي» وطريق الملك عبدالعزيز، وطريق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «مدخل الخبر الغربي»، وطريق الملك سعود بن عبدالعزيز، والعديد من المناطق المركزية، إضافة إلى الكورنيش الجنوبي. رؤية تنموية أما العقاري سليمان بن ابراهيم الرميخاني فيوضح أن الأبراج تحصر كثيرا من الخدمات في موقع واحد ومحدد وتلك ميزة مهمة في إنشائها والاستفادة منها، مشيرا إلى أن الخبر استفادت من موقعها الجميل في إطلاق عدد من الأبراج، حيث أصدرت بلدية محافظة الخبر أخيرا خمسة تراخيص لبناء أبراج تجارية ذات ارتفاعات عالية، حيث يصل عدد الأدوار فيها إلى 30 طابقا ليصل عدد الأبراج بالخبر إلى 15 برجا. ويضيف الرميخاني أن الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وجه فيما مضى بإنشاء عدد من الأبراج التجارية لخدمة الشركات المستثمرة في المنطقة، والتي دائما ما تبحث عن مكان خاص وبارز ومتوسط للمنطقة يجمعها مع نظيراتها الوطنية تتوافر فيه جميع الخدمات المطلوبة يتميز بالخصوصية من السهل الوصول إليه: «وذلك يعني أن يوضع في الاعتبار البناء بحيث تضم هذه الشركات في أماكن متجاورة تحقق معها فوائدها من هذا التقارب باعتبار أن الوضع أشبه بالسوق المشترك، كما أن من شأن ذلك أن يسهم في إنشاء أبراج أخرى ذات صلة بالأعمال الخدمية كالفنادق والمستشفيات وغيرها». سمة حضارية ويرى رجل الأعمال سفر الحارثي أن هناك تجارب ناجحة في الخبر على وجه التحديد لإنشاء أبراج مكتبية وسكنية على السواء بحيث تصلح لأن تكون مقرات للشركات المحلية والدولية التي تستقطبها باستثماراتها في مجالات النفط، الطاقة، الماء والبتروكيماويات: «وهذا يوفر قدرا كبيرا من الوحدة المكانية والخصوصية، حيث تتوفر جميع الخدمات في موقع واحد وتواكب التطور العقاري الذي يشهده العالم من حولنا». ويقول الحارثي إن مدينتي الخبروالدمام على وجه التحديد مؤهلتان للتوسع في بناء الأبراج للأغراض السكنية أو المكتبية خاصة أنهما تشهدان هجرات داخلية كبيرة فضلا عن جاذبيتهما الاستثمارية التي تتطلب التوسع في البناء الرأسي باعتباره نمطا معماريا معاصرا يعكس صورة متقدمة لمشروعات التطوير العقاري.