استحق مدرب فريق القادسية الأول لكرة القدم ماريانو مرتو أن يطلق عليه المدرب الشجاع بعد أن كسر كل التوقعات وعزز اللعب الهجومي ولم يتراجع الى المناطق الخلفية مع توالي الاهداف الهلالية في الشوط الأول في مباراة فريقه الماضية والتى وصلت الى خمسة اهداف مقابل هدف لفريقه سجله النجم البارع الحاج بوقش الذي بات يعتبر نموذجا للاعب المخلص المقاتل داخل المستطيل الأخضر واستحق بكل جدارة أن ينفرد بصدارة الهدافين بعد نهاية تلك المباراة التى تعد من أجمل مباريات الدوري لهذا الموسم حتى الآن وأوفرها أهدافا. ومع أن هناك أصواتا قدساوية نادت بضرورة أن يتراجع الفريق للوراء لمحاولة تقليل عدد الاهداف الا أن ماريانو أصر على اللعب الهجومي بعد الهدف الهلالي الثاني بعد أن استبدل عبدالكريم الخيبري المدافع بالوسط المائل للهجوم صالح الغوينم مقابل تراجع الشاب فهد السبيعي للظهير الايسر ومجابهة الاسد الكاميروني إيمانا. ورغم توالي الاهداف بعد هذا التغيير الا أن مارينو كان واثقا من عطاء لاعبيه ومقدرتهم على عمل شيء وهذا ماحصل في الشوط الثاني حينما سجل القادسية ثلاثة أهداف قلصت الفوز الهلالي الى فارق هدف وحيد بعد أن كان الفارق في الشوط الاول بأربعة أهداف. وإذا ماتمت الاشادة بشجاعة ماريانو فلا يمكن تناسي الدور الكبير الذي قام به المشرف العام على كرة القدم عبدالعزيز الموسى الذي عمل مع مدير الكرة محمد الضلعان وبقية الطاقم على تجهيز فريق على أسس قوية ومنح فرصة لأكبر عدد ممكن من المواهب الشابة لأخذ فرصتها والتعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى فني عالٍ رغم ضعف المداخيل المالية حيث تحمل الموسى تحديدا نصيب الأسد من الأعباء المالية وعقد الاجتماعات الصباحية والمسائية من أجل أن تتغير الصورة السلبية التى كان عليها الفريق في الموسم الماضي والذي نجا من خلاله من الهبوط للأولى. ومع أن هناك الكثير من السيوف التى سلها تجاه كل من له علاقه بفريق القادسية بعد نهاية الشوط الاول الا أن من سل تلك السيوف أجبر على إعادتها لمواضعها ورفع قبعة الإشادة والتقدير للفريق الذي لم يستسلم وجابه فريقا مرصعا بالنجوم وحرمه من الهناء بالفوز وأربك أنصاره حتى اللحظات الاخيرة من المباراة حيث ترقب الهلاليون بشغف إطلاق الحكم صافرة النهاية في الشوط الثاني على العكس تماما ما كان في الشوط الأول الذي خرج به فريقهم بخماسية آخرها في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع. وإذا كان القادسية قد عرف منذ سنوات أنه لايجيد اللعب الهجومي حتى في الفترة التى تواجد فيها النجوم ياسر القحطاني ويوسف السالم والسهلاوي فإن العكس تماما هو ما كان عليه الفريق هذا الموسم حيث إن المدرب ماريانو يلعب بطريقة متوازنه وبلغت جرأته ذروتها في مباراة الهلال حينما لعب بأربعة مهاجمين في الدقائق الاخيرة ولم يكن متخوفا من تلقي شباك فريقه المزيد من الاهداف عاملا بالمثل القائل: (الواحد مثل العشرة). ونتج عن طريقة ماريانو تسجيل 14 هدفا في الجولات الست الماضية منها عشرة أهداف في آخر مباراتين وهذا الرصيد من الاهداف جعل القادسية يعادل هجوم الشباب والهلال في عدد الاهداف المسجلة رغم أن نجما هلاليا أو شبابيا تعادل قيمتة حاليا قيمة جميع لاعبي القادسية من حيث العقود المالية وليس مايتعلق بالأمور الفنية كما ذكر ذلك ماريانو بعد مباراة الهلال دون ذكر الشباب. ويبقى على القدساويين دور ومسؤلية في المحافظة على المكتسبات والسعي لتحقيق إنجاز يؤكد أنه استفاد من دروس الموسم الماضي على الاقل.