في حياتنا لحظات لا تقاس بوحدات الزمن المعروفة، وإنما بعامل الحسم في تحقيق المطلوب في الزمن المتاح، هذه المعادلة التراجيدية هي ما يمكن أن نراه في الكثير من اللحظات الحرجة، كما في حالات الغرق والحرائق والاختناقات، التي يكون للثانية فيها قيمة ساعة في غيرها . أبواب الطوارئ التي نراها في المستشفيات، والمدارس، والإدارات الحكومية، لم توضع لتغدو مكملات ديكورية وإنما لدواعي الأمن والسلامة، ولاستخدامها في أوقات الأزمات، وهو ما يعني أن إغلاقها تعطيل لوظيفتها، وإسهام في مفاقمة الأزمة حال وقوعها، وبعد خراب كل شيء يبدأ التلاوم حولها، شأن من تعود أن يصحو متأخرا، ليناقش أسباب الكارثة، وتفريطه في تلافيها، ولماذا لم يحذرها كما ينبغي، ولماذا لم يقم بواجبه نحوها، ولكن بعد أن تكون المصيبة قد حصدت أرواح الكثيرين، حينها فقط تبدأ الحلول في الظهور، ويبدأ التحرك العملي لمناقشة سبل تنفيذها، ولكن بعد فوات الأوان، لأجل هذا وقبل أن يقع المزيد من الحوادث وقبل أن نقول عن ضحايانا: قضوا احتراقا، أو اختناقا أقول: افتحوا أبواب الطوارئ المغلقة ! إهمالنا وتقصيرنا هما سبب الكثير من مشاكلنا وليس القضاء والقدر الذي تعودنا أن نحملهما جميع أخطائنا، هناك عقول مغلقة، والعقول المغلقة دوما تعجز عن فتح باب مغلق، لذا يجب التحقق من فتحها وتحميل الآمر بإغلاقها مسئولية ما يترتب على الإغلاق ! تلك التي لا تُفتح إلا لظرف استثنائي، ولغير وظيفتها الأساس، وهو ما يعني أن وجودها كعدمه، أما أسباب الإغلاق فغالبا ما تكون لذريعة تافهة كذريعة الموظفين والمراجعين الذين يستخدمونها بدلا من الأبواب الرئيسة، ومن ثم يخرجون ويدعونها مفتوحة، أو للحد من تهريب الموظفين للفول والتميس الممنوعين بأمر المدير، حتى لا تكون إدارته مخترقة فوليا، وبإغلاق تلك الأبواب يتحقق الأمن النفسي من منطلق باب يأتيك منه التميس أغلقه وتستريح ! قبل سيول جدة لم نكن نتصور أن الماء بوسعه أن يُغرق ويدمر ويقتل حتى رأينا ما لم يخطر لنا على بال، والمتسلطون على إغلاق أبواب الطوارئ لن يعرفوا فداحة تصرفهم إلا حين تقع مصيبة تتفاقم بسبب إغلاقها، كما إن إهمالنا وتقصيرنا هما سبب الكثير من مشاكلنا وليس القضاء والقدر الذي تعودنا أن نحملهما جميع أخطائنا، هناك عقول مغلقة، والعقول المغلقة دوما تعجز عن فتح باب مغلق، لذا يجب التحقق من فتحها وتحميل الآمر بإغلاقها مسئولية ما يترتب على الإغلاق ! [email protected]