كنت قد عزمت على كتابة هذا المقال عن نادي الاتفاق مباشرة بعد مباراته مع نادي هجر. ليس بسبب نتيجة المباراة أو مستوى الفريقين. فأنا لا أشجع الفريق الذي يبدع في المستطيل الأخضر فقط بل أرى كيف علاقة النادي بالمجتمع. وقد قررت الانتظار بعد أن ينتهي أكبر اجتماع تاريخي لأعضاء الشرف بنادي الاتفاق. فدور الأندية الرياضية أكبر من المستطيل الأخضر. وأنا منذ طفولتي وبعد أن سمعت عن أول بطولة للاتفاق في الستينيات وأنا من أشد المعجبين بهذا النادي وبأسلوب لعبه حتى وإن خسر المباراة. فما حققه النادي على المستوى الداخلي وعلى مستوى الخليج والعالم العربي يعتبر تشريفا للأنديه . وكنت ولا أزال أعتبر أن نادي الاتفاق هو بمثابة الأخ الأكبر لاندية المنطقة الشرقية والأحساء بغض النظر عن الميول الرياضية. لقد خرجت من مباراة نادي الاتفاق وهجر محبطا لأنني لم أر أي مشجعين في الملعب. وصدمت عندما أعلن المذيع الداخلي أن عدد المشجعين كان 1300 فقط. وعادت لي ذكريات الماضي عندما حضرت مباراة لنادي الاتفاق ونادي النهضة عندما لم أر مقعدا خاليا. فقد كانت مباريات الاتفاق كرنفالات ممتعة. وقد يقول من يقول ان المشجع السعودي قد تذوق طعم متعة الكرة الأوروبية ولكن نحن نتكلم عن نادي الاتفاق الذي وحسب رأيي المتواضع سيكون بطل الدوري لهذه السنة. لأنه النادي الوحيد الذي أرى فيه اكتمالا وثباتا في الملعب والإدارة الجيدة. والحق يقال بأن نادي الاتفاق محظوظ بوجود إدارة برئاسة الأستاذ عبدالعزيز الدوسري الذي يعمل بصمت. ورجل لا يبحث عن الشهرة. أي أن أعضاء شرف ومشجعي نادي الاتفاق عليهم دور كبير إذا ما أرادوا مساعدة النادي لصعود منصة التتويج. لقد رأيت في الملحق الرياضي لجريدة (اليوم) صورة جماعية للمجتمعين يوم الأربعاء لمناقشة وضع نادي الاتفاق. وبكل صراحة فإن الموجودين في الصورة يعتبرون من أكثر الشخصيات جاذبية للجمهور ولديهم القدرة على إعادة الجمهور للمدرجات. وأنا أعيب على جمهور الاتفاق كثرة الكلام عن أي هفوة في المستطيل الأخضر. وتراه في المباريات المهمة والمصيرية يناقش ويحلل وينتقد أمام شاشة تلفزيون أحد المقاهي دون العناء للحضور إلى الملعب. ان ارتفاع مستوى نادي الاتفاق ينطوي عليه ارتفاع وشدة المنافسة بين فرق المنطقة. ووجود جماهير الاتفاق في الملعب هو بمثابة زيادة حرارة المباريات. وأستغرب أن مشجعي الاتفاق لديهم ناد يملك أول بطولة خارجية للمملكة عام 1984 م وصاحب إنجاز تحقيق دوري دون هزيمة ومع ذلك مدرجات خالية. وبكل صراحة ومع ميولي الهجراوية فأنا أعتقد بأنني حضرت مباريات للاتفاق في السابق أكثر من أي مشجع اتفاقي. فقد كنت أشجع فريق الاتفاق لأنه الأفضل. ويمثل أندية الشرقية ويلعب لعبا يجعل الكل ينظر له بأنه الفريق المثالي. وأنا لا أعلم أين أعضاء الشرف. وكذلك لماذا لا تقوم الشركات التي هي جزء من المنظومة الحكومية كالاتصالات برعاية فريق كرة القدم بنادي الاتفاق؟. ولماذا الصحافة لا تتكلم عن إنجازاته بنفس الأسلوب الذي تتكلم به عن أندية معينة. ولكن الحال يقول ... إذا كان أعضاء الشرف لا يعطون نادي الاتفاق حقه .. فلماذا نلوم الآخرين؟. [email protected]