ظهرت بعض الجماهير السعودية في الآونة الأخيرة بظاهرة سلبية في ملاعب كرة القدم، خصوصاً في أثناء مباريات الأندية المحلية في البطولات الخارجية، وذلك بمؤآزرة الفرق الأخرى التي تقابل الفريق السعودي والذي هو منافس لفريقه في البطولات المحلية، وذلك بعدما اختلف فكر المشجع، وخرج عن مسار الروح الرياضية بسبب «التعصب» الرياضي «الحارق». «الحياة» رصدت تلك الظاهرة السلبية، من خلال لقائها عدداً من الجماهير الرياضية، إذ رفض المشجع الهلالي نايف الصعيب مؤازرة فريقي النصر والاتحاد في مشاركاتهما الخارجية مهما كلف الأمر، مبرراً ذلك بسوء المعاملة من جماهير الناديين في مشاركات فريقه الهلال الخارجية، وقال: «الوطن قبل كل شيء، لكن عندما نرى مشجعي النصر يباركون لنا في فوزنا في الآسيوية ويدعون بأنهم في صفنا وبعد خسارة الفريق تجدهم أول من يشمت بنا ويفرح بتلك الخسارة، وأشجع الشباب والأهلي عندما يمثلان الوطن، أما النصر والاتحاد فمن المستحيل أن أشجعهما مهما كلف الأمر، خصوصاً بعدما شجعت جماهيرهما الفرق الإيرانية أمامنا، فأي تعصب هذا؟ ولو لعب أي من هؤلاء الفريقين مع تشلسي الإنكليزي على نهائي بطولة كأس العالم للأندية لن أشجعهما، وسأكون مع تشلسي». وقال المشجع الهلالي الآخر، نواف خالد: «بصراحة كنت في اللقاء الأخير بين الاتحاد وسيول الكوري أشجع الفريق الكوري، لأن اللاعب لي يونغ لاعب الهلال السابق يلعب له، ولكون الاتحاد أخرجنا من البطولة الآسيوية في دور ال16 أيضاً، وكنت أريد أن يفوز الكوري إلا أنه بعد بداية اللقاء بربع ساعة تحولت لتشجيع الاتحاد وكأن شيئاً بداخلي يجذبني لهم، وأتمنى لهم التوفيق وحصولهم على البطولة القارية، ولو لعب أي فريق سعودي غير الهلال أمام فريقي مانشستر يونايتد سأشجع الفريق الإنكليزي، إلا إذا لعب مع الهلال، ففريقي أولاً». وفي جانب آخر، كان للإعلاميان النصراوي طارق بن طالب والهلالي عادل التويجري رأي حول تلك الظاهرة كل بحسب ميوله، حيث اعتبر مدير المركز الإعلامي في الهلال سابقاً، عادل التويجري، تشجيع فريق ضد آخر سعودي في مشاركة خارجية ظاهرة سيئة، وقال: «الوسط الرياضي يمر بمرحلة احتقان وتشنّج وحديث الدكتور صالح بن ناصر ل«الحياة» أخيراً خير دليل». وأضاف: «أرى بأنها ظاهرة خاطئة ولا أربطها بأي أمر آخر، فمثلاً عندما نرى نادٍ إيراني يلعب في السعودية أمام نادٍ سعودي ويكون هناك جماهير نادٍ معين تساند الجمهور الإيراني، فهذه دلالة واضحة على الحال السيئة التي وصلنا إليها، فبدلاً من أن نحب أنديتنا كافة أصبحنا نكرهها بشكل علني، فأنا أحببت الهلال وآخر يحب الاتحاد وغيره يحب النصر وهكذا، وأصبح البعض للأسف الشديد يتنافس في كثرة البغض والكراهية، إذ يتغنون ب«اختلفنا من يكره الثاني أكثر»، وهي ظاهرة محزنة جداً، وأنا أرى أنه لا شأن لها في جانب الوطنية وعدم الوطنية». وزاد التويجري قائلاً: «كما وصل بنا الحال لمرحلة متأزمة مع منتخب الوطن، فهناك جماهير وبعض الإعلاميين يتمنون خسارة المنتخب، فالجمهور ربما لديه العاطفة الزائدة أحياناً، لكن أن يكون هناك إعلاميون يتمنون خسارة المنتخب فهذه كارثة، وعندما نسأل لماذا تمنى الإعلامي الخسارة للمنتخب؟ نجد أن السبب لأنه لم يختر لاعب ما للمنتخب من ناديه، والوسط الرياضي مكون من مسؤولين ومشجعين وإعلاميين ولاعبين وأندية، ونحن لسنا في غابة، بل في وسط رياضي صغير عمره بين ال50 أو 70 عاماً، وهذا لا يعتبر شيئاً في عالم كرة القدم، وهناك من يتهمنا بالعصبية للفريق الذي نميل إليه، وللأسف هناك حال احتقان في الوسط الرياضي قوية جداً لم تقف على الجمهور فحسب، بل حتى من المسؤولين، كان آخرها حديث الدكتور صالح بن ناصر في صحيفتكم، إذ كان واضحاً أنه متشنج، فأنا أحترمه وأقدره وأعتز به، لكن لم أكن أتمنى أن تخرج منه كلمة (قلة حيا)، وبصراحة أول مره أرى الدكتور ابن ناصر في حالة تشنج كهذه بعد 42 عاماً». وحول أسباب هذا التشنج الذي غزى الوسط الرياضي السعودي، قال عادل التويجري: «هناك أسباب عدة قد يكون صاحب القرار مضغوطاً، وقد يكون لديه أخطاء كثيرة لا يعرف كيف يصلحها، أو لديه مشكلات في التنظيم، ولديه قضايا لم تحل من العام الماضي، وأيضاً من أسباب احتقان الجمهور وكرههم للأندية الأخرى رؤساء الأندية، فعندما يخرج أحدهم يتهم لاعب نادٍ معين وهو في مهمة وطنية بتعاطيه للمنشطات هذا أمر سيء جداً، وهي سلسلة في الجماهير الأخرى، والوطنية لا يمكن اختصارها في شعار أو قلم أو في صحيفة أو قناة، فهي أكبر من كل هذا الكلام، وأيضاً وسائل الإعلام، وأنا هنا لا أبرئ نفسي، فقد أكون استخدمت العاطفة في بعض الأمور، ونحن بشر نخطئ ونصيب. وثالثاً وهو الأهم اللاعبون داخل الملعب، ففي السابق كنا نرى اللاعبين يصافحون بعضهم البعض بعد كل مباراة وأثناء المباراة، والآن اختلف الوضع، رابعاً المؤسسة الرياضية تتحمل دوراً كبيراً في هذا الأمر، وأنا لا يمكن أن أشجع النصر محلياً مع أنني أتشرف بذلك، أما في المشاركات الخارجية فأنا نصراوي واتحادي وأهلاوي وشبابي واتفاقي ومع أندية الوطن كافة». ابن طالب: لن أشجع الهلال ... لكنني لا أكرهه