فاز نادي القادسية بنتيجة (6-0) أمام الفتح. و بالنظر لمستوى نادي الفتح المتألق فإن أي فريق يفوز على الفتح بهذه النتيجة سيكون بلا محالة بطل دوري زين. و لكن لم تمض أيام قليلة إلا و انهزم نادي القادسية أمام نادي الإتحاد بنتيجة (8-0). و هذا لا يحصل إلا في مباريات الحواري. و بعد مباراة القادسية و الإتحاد تذكرت أيام الطفولة و لعب الحواري. حيث يجتمع الأطفال في براحة الشعيبي بمدينة الهفوف. و هذه البراحة مسماة نسبة إلى أسرة الشعيبي العريقة. و كنا نلعب الكرة بعد صلاة العصر. و يكون المرمى من جهة بيت البونهية و المرمى الآخر من جهة جدار المسجد و المشجعون من جهة بيوت السماعيل. أما المنصة الرئيسية فهي دكان اليعيش. و لا نتوقف إلا في حالتين. و هما أذان المغرب من مسجد البراحة. و عند ذلك يتم الإعلان بأن قول المغرب يعادل 12 هدفا. و لهذا دائما النتائج كبيرة. أما الحالة الأخرى التي نتوقف فيها. فهي دخول إحدى ثلاث سيارات. و هي سيارة زرقاء شفرولية موديل 68 يقودها فهد الشعيبي. أو سيارة شفرولية برتقالية اللون موديل 70 يقودها عبد الله الشعيبي. أو سيارة وانيت أزرق نوع شفرولية يقودها محمد العرفج. و في هذه الحالة يتم الانتقال إلى الملعب الرديف في حارة النعاثل و هو صباط العجاجي. « فريق القادسية لديه القدرة على أن يكون أحد أفضل الأندية في المملكة في جميع المجالات»ما أردت قوله عن نادي القادسية هو أنه ناد نتائجه محيرة. فتجده يستقبل 13 هدفا من فرق الغربية و الوسطى (الهلال و الإتحاد). و لكن يتحول إلى فريق برشلونة إذا قابل هجر أو الاتفاق أو الفتح. و الغريب أن نادي القادسية لم يستفد من موقعه في مدينة الخبر التي تزخر بالكثير من رجال الأعمال الذين يتمتعون بقدر كبير من الثقافة و الوجاهة و الأسلوب الراقي. و كذلك عدم قدرة القادسية على الاستفادة من قدامى الرياضيين أمثال سعود جاسم. و ما يزيد حيرتي هو كثرة ما نسمع من كثرة القيل و القال بين الإدارة و أعضاء الشرف. و لكن لا نرى أي جهد مضاعف. ففريق القادسية لديه القدرة على أن يكون أحد أفضل الأندية في المملكة في جميع المجالات. و أنا في هذا المقال أحيي الشيخ أحمد الزامل الذي يدعم النادي بجميع الوسائل و أهمها الدعم المعنوي. حيث نراه في كل مناسبة للقادسية غير باحث عن الشهرة و الوجاهة. و رأيت بنفسي قبل عدة أشهر مباراة القادسية و الإتحاد على بطولة المملكة لكرة الماء و التي فاز بها الإتحاد. و عند تسليم الكؤوس و الميداليات. لم أر من إدارة أو أعضاء الشرف لنادي القادسية إلا الشيخ أحمد الزامل. أنا أعلم بأن هناك أمورا في النادي لا أعلمها. و لا أعرف رئيس نادي القادسية. و لكن ما يحز في النفس أن نادي القادسية كان جاذبا للجماهير الرياضية و غير الرياضية في مدينة الخبر. و ذلك لأن نادي القادسية كان يمثل المجلس الثقافي للمنطقة. فقد كانت علاقته مثلا في السابق مع قاعدة الملك عبد العزيز الجوية و كأنهم بيت واحد. بل كان تواجد نخبة من قادة هذه القاعدة الباسلة هم جزء من نادي القادسية. أمثال صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز و اللواء الطيار ركن عبد الله بن خالد آل سعود. لقد كان شعلة في النشاط على مسماه السابق (نادي الشعلة). و أكثر ما يجذبني لأي ناد هو مدى ما يحققه النادي للمجتمع و ليس في المستطيل الأخضر. و الآن بدا واضحا أن فريق القادسية يخسر اللعب داخل المستطيل الأخضر و يخسر العلاقات العامة خارج المستطيل الأخضر. و من يدري فقد يتبرع اليوم نادي القادسية بثلاث نقاط لنادي الرائد الجريح. [email protected]