من رأى المباراة النهائية بين نادي الاتفاق ونادي الهلال على كأس سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز فلا بد أن يوجد لديه نوع من التعاطف أو الإعجاب بنادي الاتفاق مهما كانت ميوله. ورغم أن نادي الاتفاق خرج مهزوما. إلا أنه قدم مباراة أعتبره منتصرا فيها منذ انطلاقة صافرة الحكم. فوجود أميرنا نايف بن عبدالعزيز في المنصة. فإن اللعب أمامه شرف كبير. وبعد المباراة رجعت بتاريخ من خدم نادي الاتفاق. وأنا أعلم أنهم كثيرون ولكنني أريد أن أتحدث عن شخصية واحدة فقط بغض النظر عن الاسمين الواردين في العنوان. ويرجع ذلك لسببين. الأول ضيق المساحة والسبب الثاني هو أنني لا أريد أن أدعي بأنني أعرف إنسانا لا أعرفه تمام المعرفة. فأنا لا أعرف الأستاذ القدير والإداري المبدع الأستاذ عبدالعزيز الدوسري. فأنا لم أقابله إلا في مناسبات رسمية واجتماعية قليلة. وهذا الرجل سواء كتبت عنه أو كتب غيري عنه فلن يتم إعطاؤه حقه. وأسلوبه هو العمل بصمت. ولذلك سأدعه لشأنه. أما الشخصية الثانية فقد سمعت عنها وأنا طفل صغير بعد مباراة نادي الاتفاق ونادي الهلال والتي فاز فيها نادي الاتفاق عام 1388ه. وبعدها رأيته شخصيا لأول مرة في مناسبات كروية في ملعب يعقوب بالخبر. وكونه لاعبا فقد استمرت مشاهداتي له. وأنا أراه بين فترة وأخرى في مناسبات اجتماعية. وقد يتذكر بعض القراء في مقالاتي السابقة بأنني أكتب عن الرياضة كنظام اجتماعي وكرابط بين الشباب ومجتمعهم. فلدي ما يحدث خارج المستطيل الأخضر هو أهم مما يحدث داخله. ولهذا السبب فالأستاذ خليل الزياني بالنسبة لي شخصية رياضية مختلفة. خليل الزياني جرب جميع أنواع الرياضة. وأولها ما كنا نسميه في الصغر أنشطة (غصن المغصوص). وهذا النشاط لا نراه الآن. وبعد ذلك كان خليل الزياني جزءا من الحركة الكشفية. وهذا أيضا نشاط بدأ يختفي من مدارسنا. أي أندية كثيرة تتمنى وجود شخصية مثل عبدالعزيز الدوسري وبجانبها عملاق شامخ مثل خليل الزياني. بل لا أعرف حتى لماذا إدارة المنتخب السعودي لا تستفيد من خبرات الأستاذ عبدالعزيز الدوسري وخليل الزياني. أن نادي الاتفاق لديه صقور كثيرة ومواهب رياضية وإدارية عظيمة. ولكنها لم تستغلأن خليل الزياني بدأ بنشاط له علاقة قوية بين الشباب والمدرسة والبيت والمجتمع. وعندما لعب كرة القدم كان يمثل الأخلاق الحميدة في الملعب قبل أن يمثل الرياضة. فهل سبق أن رأى أحد خليل الزياني يتصادم مع أحد في الملعب... لا أطن ذلك... فأخلاقه وابتسامته على شفتيه كانت تسبق ركلة قدمه للكرة. وبعد أن ترجل من النشاط الكروي درب فريقه وحقق انتصارات كنا نحلم بها. فحقق أول بطولة سعودية. واستمر مشواره الكروي عندما تم تكليفه بتدريب المنتخب السعودي أثناء بطولة كأس الخليج في عمان عام 1984م. وعندما درب المنتخب السعودي لم أكن أنظر إلى ما كان يمكن أن ينجزه في المستطيل الأخضر. لأن فترة تدريبه للمنتخب كانت نقطة تحول في تكاتف لاعبي المنتخب. لأن خليل الزياني كان واحدا منهم فكما يقول المثل (حلو الثوب رقعة منه وفيه). ومع تحقيق منتخبنا بطولات عالمية أثناء تدريبه لمنتخبنا منها كأس آسيا والتأهل لأولمبياد (لوس أنجليس). وقد مهدت تلك البطولات لندخل عالم كرة القدم من أوسع أبوابه. فقد أصبحنا جزءا من بطولة كأس العالم. وما جعلني أكتب هذا المقال هو أن نادي الاتفاق لم يحصل على التغطية الإعلامية بعد مباراته مع نادي الهلال يوم الجمعة الماضية, وصحيح أن الكأس كانت من نصيب نادي الهلال ولكن تذكروا أن نادي الاتفاق لا يوجد لديه حتى راع رسمي وبإمكانيات محدودة. ولا ننسى جماهير الاتفاق التي بكل صراحة لا تعرف ما لديها من قدرات. فأندية كثيرة تتمنى وجود شخصية مثل عبدالعزيز الدوسري وبجانبها عملاق شامخ مثل خليل الزياني. بل لا أعرف حتى لماذا إدارة المنتخب السعودي لا تستفيد من خبرات عبدالعزيز الدوسري وخليل الزياني. أن نادي الاتفاق لديه صقور كثيرة ومواهب رياضية وإدارية عظيمة. ولكنها لم تستغل. سواء من الفريق أو المنتخب. فعبدالعزيز الدوسري وخليل الزياني صقور فقط لمن يعرفهم. ومعلوم ما يفعل من لا يعرف للصقور. [email protected]