عندما يحقق ناد (ما) الفوز تخرج الجماهير وتصف اللاعبين بالأبطال وتطالب (ريكارد) بضم اغلبهم للمنتخب وبعدها بأيام وبنفس اللاعبين عندما يتعادل هذا الفريق او يخسر يصبح هؤلاء اللاعبون فاشلين وبدون روح واحساس ومسؤولية ويجب عقابهم وتسريح نصفهم. عندما تسمع هذه الكلمات من بعض الجماهير تشعر ان فريقهم ودع الدوري بدون اي فوز وهبط للدرجة الأولى وهناك اشبه بالكارثة حلت بالفريق وعلاجها اصبح امرا مستحيلا. بعض الجماهير تعشق الدخول في تحديات مع جماهير الأندية الأخرى ومع الأصدقاء والأقارب قبل المباريات وعندما ينتهي لقاء فريقه بالخسارة او التعادل تجده بحالة غضب غريبة ويبدأ بالسب والشتم في اللاعبين لكي يشفي غليله. اتفهم معاناة الجماهير ولكن السب والشتم اسلوب قديم وعقيم عفا عليه الزمن ولم يكن يوما ما حلا ولا هو الطريقة المثالية للتعبير فيه عن عدم الرضا والاستياء من مستوى اللاعبين والفريق والكلمات البذيئة ليست دليل الرقي والتطور انما دليل التخلف والجهل. اتفهم معاناة الجماهير ولكن السب والشتم اسلوب قديم وعقيم عفا عليه الزمن ولم يكن يوما ما حلا ولا هو الطريقة المثالية للتعبير فيه عن عدم الرضا والاستياء من مستوى اللاعبين والفريق والكلمات البذيئة ليست دليل الرقي والتطور انما دليل التخلف والجهل. اعرف ان الجماهير تتعب وتعاني وتتحمل الكثير وتضحي بوقتها وصحتها وتحضر المباريات ومنهم من لا ينام الليل عندما يخسر فريقه ولكن يجب ان يعرفوا انها كرة قدم وكل شيء وارد بها (فوز، تعادل، خسارة) ومن يعشقها عليه ان يرضى بحلوها ومرها. فاز مانشستر يونايتد على الأرسنال في ثالث مبارياته بالدوري وفاز على تشلسي في خامس مبارياته وبعدها تعثر بالتعادل مع ستوك ستي في مباراة لم يقدم فيها الفريق مستواه المعهود وبعد المباراة وقفت الجماهير بكل احترام تصفق للاعبين (انها ثقافة جماهير). مازلنا وربما اشعر قد نستمر لسنوات طويلة ونحن نعتقد ان الأندية الصغيرة من العيب ان تفوز او تتعادل مع الأندية الكبيرة وعندما يفوز ناد صغير او يتعادل تجد الجميع يصف الأمر بالمفاجأة بينما في اوروبا يقولون (من يقدم الأداء الأفضل قادر ان يفوز على اي فريق). احدهم ارسل لي رسالة وقال ان اللاعبين (ما يجون الا بالعين الحمراء) ولا ادري ماذا يقصد بالضبط؟ فهل ندخل الملعب وفي ايدينا العقال بدل الصافرة حتى نوريهم العين الحمراء؟ فهؤلاء لاعبون محترفون لهم حقوق وعليهم واجبات وان قصروا فهناك لائحة تطبق بحقهم وهم ليسوا مساجين في (معتقل غوانتانامو). لو كان الأمر كذلك كان لزاما على (فينغر) مدرب الأرسنال بعد الخسارة بالثمانية من مانشستر يونايتد ومدرب الأهلي (جاروليم) بعد الخسارة من الهلال بالأربعة ومدرب النصر (كوستاس) بعد الخسارة من الفتح ان يدخلوا الملعب وفي يد كل منهم (سوط) ويورون اللاعبين العين الحمراء. اخيرا.. يستحق مدرب الفتح الرائع (فتحي الجبال) كل الثناء والتقدير فقد قدم في مباراة فريقه امام النصر درسا كبيرا في كيفية التعامل مع احداث المباراة واعطى نموذجا رائعا في القدرة على العودة للمباراة بعد ان كان فريقه خاسرا بهدف ويلعب بنقص عددي وامام ناد كبير والسؤال الأهم ماذا لو كان الجبال مدرب النصر وكستاس مدرب الفتح كيف سيكون الوضع بعد المباراة؟!. [email protected]