تحولت الحقائب المدرسية الثقيلة الى هاجس يداهم الطلاب وأولياء أمورهم بين الوقت والآخر فى الوقت الذى توالت فيه نصائح المختصين بألا يزيد وزن الحقيبة على 5 إلى 10 بالمائة من وزن جسم الطالب. ويطالب أولياء أمور طلاب وطالبات المدارس إدارة التربية والتعليم بتخفيف وزن الحقيبة المدرسية، وأكدوا أن بعض أبنائهم أصيبوا بآلام في الكتفين والظهر أثرت سلباً في قوامهم البدني، مطالبين بتوفير خزائن خاصة للطلاب داخل الفصول المدرسية لتخفيف وزن حقائبهم التي تمثل عبئاً كبيراً على أبدانهم الضعيفة. وفي البداية يقول زكريا أبو سرير، والد طالب، إن معلمي المدرسة يطلبون من ابنه إحضار جميع الكتب الدراسية يومياً إلى المدرسة، بما في ذلك الكتب الدراسية التي لا تتم دراستها في الجدول اليومي ، مضيفا يعود ابني من المدرسة متعباً من حمل الحقيبة المدرسية التي يتجاوز وزنها خمسة كيلوغرامات، مع أن في وسعه الاستغناء عن نصف الكتب الموجودة فيها، لأنها لا تدرس لهم يومياً. ويؤكد حسين العلق ان ابنه يعاني من آلام شديدة في الظهر بسبب وزن حقيبته المدرسية الثقيلة ، ويضيف أن وزن حقيبة المدرسة لا يتناسب مع وزن الطالب في المراحل الأولى، ويشير إلى أنه يجب على إدارة المدرسة الاهتمام بصحة الطالب البدنية، من خلال تخصيص مكتبات أو خزائن في الصفوف الدراسية لتسهل على الطالب حمل كتبه الدراسية من البيت إلى المدرسة بكل سهولة. وذكرت والدة الطالبة فاطمة أن ابنتها أجرت عملية جراحية في عمودها الفقري قبل أربع سنوات «بسبب وزن الحقيبة المدرسية، التي شكلت مصدر ضغط مستمر على عمودها الفقري، ما أدى إلى انزلاق فقرات الظهر من مكانها الصحيح». وأكدت الباحثة وأخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى الأمير سلمان بن عبد العزيز فاضلة القلاف، أن نسبة كبيرة من الطالبات يعانين من آلام في أماكن مختلفة من الجسم في مقدمتها آلام الكتف بنسبة 43 في المائة، ويليها آلام الظهر والرقبة، وأن معظم الطالبات يشعرن بأن حقيبتهن المدرسية ثقيلة الوزن، ويجدن صعوبة في حملها أثناء الصعود والنزول من الدرج. وطالبت القلاف بضرورة أن يكون وزن الحقيبة 5 بالمائة من وزن الطالبة أو أقل، فمثلاً إذا كان وزن الطالبة 55 كيلوجراماً فإن وزن الحقيبة يجب ألا يزيد عن 2.75 كيلوجرام، وإذا كان وزن الطالبة 30 كيلوجراماً فإن وزن الحقيبة يجب ألا يزيد عن 1.5 كيلوجرام، وهكذا. وأظهرت النتائج أن متوسط وزن الحقيبة المدرسية 4,57 كيلو جرام ويتراوح بين 2,10 - 7,40 كيلو غرام ومتوسط نسبة وزن الحقيبة لوزن الجسم هو 10,08 في المائة ويتراوح بين 4.54 - 19,76 في المائة. كما كشفت النتائج عن تغيرات أثناء حمل الطالبات للحقيبة في مستوى الأكتاف مما يدل على اختلال في قوام الطالبات أثناء حملهن للحقيبة. وأوضحت النتائج أن هناك اختلالا في التوازن المتحرك للطالبات أثناء حملهن للحقيبة المدرسية. وأوصت الباحثة القلاف الأهل باختيار الحقيبة المثالية، وهي الحقيبة التي تحمل على كتفين خلف الظهر، واستخدمت القلاف في الدراسة جهازاً إلكترونياً مخصصاً لقياس التوازن، تم عن طريقه قياس توازن الطالبات بدون الحقيبة المدرسية ومرة أخرى أثناء حمل الحقيبة المدرسية، ثم المقارنة بينهما، حيث أظهرت النتائج أن الدلالات الإحصائية تغيرت أثناء حمل الطالبات لحقائبهن المدرسية . ويقول الدكتور مصطفى جمال استشاري طب الأطفال: ان نحو ربع الطلاب تحت سن الرابعة عشرة يحملون الحقائب المثقلة بالكتب والكراسات، والتي تزن أكثر من 20 بالمائة من أوزانهم، ويوضح أن حمل الأطفال لحقائب ثقيلة لفترات طويلة أمر بالغ الخطورة، وغالبًا ما يسبب آلامًا مزمنة ومشكلات طويلة الأمد في الفقرات الممتدة من الرقبة إلى أسفل الظهر. ويشير الدكتور جمال إلى أن نسبة عالية من الأطفال يعانون آلامًا في الظهر، وأن الإصابات التي تنتج من زيادة الأحمال على الظهر ارتفعت لأكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية. ويطالب المختص الاجتماعي جعفر العيد بتوفر بعض الشروط في الحقيبة المدرسية وتشمل أن تكون الأحزمة الخلفية للحقيبة، عريضة ومبطنة لتعمل على حماية ظهر الطفل، اختيار الحقيبة بحيث يكون الجزء الخلفي منها مبطناً، ليخفف ذلك من تأثير ثقل محتوياتها على العمود الفقري، كما يمكن اللجوء إلى الحقائب ذات العجلات، والتي تساعد الأطفال على تحريكها من خلال الدفع .