دعت أخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى الأمير سلمان بعد عبد العزيز بالرياض فاضلة فاضل القلاف، في دراسة أعدتها، إلى ضرورة تقليل وزن الحقيبة المدرسية الطالبات لتلافى تأثيرها على التوازن والقوام والجهاز الحركي، بعدما طبقت الدراسة على 175 طالبة بين عمر 12 إلى 15 سنة في المرحلة المتوسطة داخل خمس مدارس حكومية في منطقة الرياض. وشددت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان "تأثير وزن الحقيبة المدرسية على توازن الطالبات وعلى الجهاز الحركي" التي حصلت إثرها الأخصائية القلاف على درجة الماجستير، تخصص أطفال، من جامعة الملك سعود، على ضرورة أن يكون وزن الحقيبة 5 % من وزن الطالبة أو أقل، فمثلاً إذا كان وزن الطالبة 55 كيلوجراماً فإن وزن الحقيبة يجب ألا يزيد عن 2.75 كيلوجرام، وإذا كان وزن الطالبة 30 كيلوجراماً فإن وزن الحقيبة يجب ألا يزيد عن 1.5 كيلوجرام، وهكذا. وبيّنت الدارسة أن هذه النسبة جاءت على ضوء نتائج الدراسة التي أثبتت أن وزن الحقيبة له تأثير واضح علي التوازن والقوام ومشاكل العمود الفقري، وتبدأ هذه التغيرات إذا زاد وزن الحقيبة عن 5 % من وزن الطالبات. وكشفت الدراسة أن متوسط وزن الحقيبة المدرسية في المدارس التي تمت فيها الدراسة هو 4.57 كيلوجرام، ويتراوح بين 2.1 و 7.4 كيلوجرام، ومعدل وزن الحقيبة بالنسبة لجسمهن هو 10 % تقريباً، يتراوح بين 4.5 و 19.7 %، حيث أظهرت الدراسة أن الطالبات الأصغر سناً يحملن حقائب أثقل وزناً. ودرست القلاف التغيرات التي تحدث للقوام أثناء حملهن للحقيبة باستخدام قياس مستوى الأكتاف، مرة من دون الحقيبة المدرسية ومرة أخرى أثناء حملهن للحقيبة، ثم المقارنة بينهما. وأثبتت نتائج هذا الاختبارات أن الحقيبة المدرسية تتسبب في حدوث تغيرات في مستوى الكتف الحامل للحقيبة المدرسية، حيث عزت الدراسة حدوث ذلك إلى أن الطالبات يستخدمن الحقيبة الخطأ، ويحملن حقيبتهن المدرسية بطريقة خاطئة، إذ تُحمل الحقيبة على كتف واحد وتتدلى إلى مستوى الركبة أو أسفل من ذلك، إضافة إلى الألم الذي قد يسببه حزام الحقيبة بسبب ثقل وزنها الذي يتحمله كتف واحد وتدليها بعيداً، أو بسبب الإجهاد الذي يسببه حمل حقيبة ثقيلة الوزن لوقت طويل. كما أن حمل الحقيبة بهذه الطريقة قد يتسبب في حدوث اختلال في قوام العمود الفقري. وتقول القلاف في دراستها: "ومما تم ملاحظته أن الطالبات أثناء حملهن للحقيبة ينحني جسمهن للأمام، وأثناء حملهن الحقيبة باتجاه واحد يميل الجسم إلى اتجاه واحد ما قد يؤدي إلى آلام في العمود الفقري والكتف والرقبة، وقد يتحول ذلك إلى تشوهات في العمود الفقري خصوصاً في مرحلة النمو السريع لطالبات المرحلة المتوسطة". واستخدمت القلاف في الدراسة جهازاً إلكترونياً مخصصاً لقياس التوازن، تم عن طريقه قياس توازن الطالبات بدون الحقيبة المدرسية ومرة أخرى أثناء حمل الحقيبة المدرسية، ثم المقارنة بينهما، حيث أظهرت النتائج أن الدلالات الإحصائية تغيرت أثناء حمل الطالبات لحقائبهن المدرسية، كما أن الحقيبة المتدلية تساعد في حدوث هذه التغيرات لأنها تتحرك بسرعة وتتأرجح أثناء قيامهن بالحركات، ما يدل على أن الحقيبة المدرسية تحدث اختلالاً في التوازن قد يتسبب في سقوطهن، وأيضاً تسبب الإجهاد أثناء حمل الحقيبة. كما أظهرت نتائج الاستبيان الذي تم توزيعه على جميع الطالبات المشاركات أن نسبة كبيرة منهن يعانين آلاماً في الكتف والرقبة وأسفل الظهر، وأن معظم الطالبات يشعرن بأن حقائبهن المدرسية ثقيلة الوزن ويجدن صعوبة في أثناء الصعود والنزول من السلم. وأوضحت النتائج أن معظم الطالبات يقضين أكثر من 4 ساعات في مشاهدة التلفاز والجلوس على الكمبيوتر. والسبب في حدوث الآلام الظهر والرقبة والأكتاف يرجع إلى حمل حقيبة ثقيلة أو اختيار الحقيبة الخطأ وحملها بطريقة خاطئة، والسبب في اختيار الطالبات هذا النوع من الحقائب هي عدم القدرة على اختيار الحقيبة المثالية أو اتباع الموضة والتشبه بزميلاتهن في المدرسة. ويرجع ثقل الحقيبة المدرسية لعدة أسباب، منها عدد الكتب المدرسية، استخدام دفاتر بأوراق كثيرة، حمل الطالبات أشياء غير ضرورية، عدم الالتزام بجدول دراسي ثابت، وأخيراً عدم مراقبة الأهل والمعلمات. وقد خلصت الدراسة إلى توصيات ونصائح عدة، أهمها: أولاً: اختيار الأهل للحقيبة المثالية؛ وهي الحقيبة التي تحمل على كتفين خلف الظهر، والطريقة الصحيحة لحملها هي استخدام الحزامين وتوسيطها في منتصف الظهر. ثانياً: اختيار حقيبة مبطنة ذات أحزمة عريضة ومبطنة أيضاً. ثالثا: نصائح للأهل بمراقبة أبنائهن حتى لا يحملن إلا المستلزمات الدراسية. وطالبت الأخصائية من وزارة التربية والتعليم النظر في هذا الأمر مراعاة الطالبات في جميع المراحل الدراسية، بالأخص عمر ما بين 12 إلى 15 سنة، وهي مرحلة البلوغ والتطور السريع في النمو، مشيرة إلى أن من التوجيهات والاقتراحات تقليل وزن الحقيبة إلى 5 % أو أقل، وتوعية الطلاب والمدرسين، والمجتمع ككل عن مخاطر حمل الحقيبة الثقيلة، وتوصية المدرسات بالالتزام بالجدول الدراسي، ومحاولة تقليل متطلبات اليوم الدراسي قدر الإمكان، واستخدام الأجهزة الإلكترونية.