يقولون «شر البليّة ما يُضحك»، وقبل أن نستطرد، عليكم أن تستلقوا القفا، وتبحثوا لكم عن مخابئ وأنفاق وجحور لتختبئوا فيها.. خوفاً من التهديد المزعوم! علينا هنا، وفي هذه الأرض بالذات، أن ندعو قرابة 26 مليوناً من البشر، لشراء كمامات وبدل واقية، لمواجهة صواريخ إحدى العمائم الطائرة التي وجّهها إلينا من سردابه! علينا أن نرتعش، ونتصبب عرقاً ورعباً، لأن المدعو مقتدى الصدر، زعيم ما يُسمى بالتيار الصدري بالعراق، سيجتاحنا ويحرق الأخضر واليابس على أرضنا، ولا نستبعد أن يستدعي لنا دجاليه وشياطين إنسه وجنّه، في حال وتأملوا «إذا مسّت البحرين شعرة من رأس أحد آيات الله هناك.! مع أن الموضوع بحريني داخلي، ولا شأن لنا به، إلا أن هذا «السيد» يأبى إلا أن يستعرض عضلاته الوهمية، ويقحمنا في الأمر، وكان حرياً به، أن يرفع صوته على الأقل ضد أسياده الذين يديرون اللعبة السياسية في بغداد، وضد أعمامه الذين يتلاعبون به سواء في قم أو في إيران. بإمكان أصغر طفل، في أي قرية سعودية، أن يهدد بنتف لحية هذا الصدر، أو ربما يحرقها وكأنه يلهو في إحدى ألعابنا الشعبية، وربما أيضاً يصمم على قطع لسانه، إلا أن أطفالنا بكل براءتهم لن ينزلوا لمستوى هذا المعتوه، الذي ارتعد هو وأزلامه أمام صوت الرئيس الراحل صدام حسين وهو في طريقه لمنصة الإعدام، بل إن أحدهم (.....) على نفسه من الرعب. بإمكان أصغر طفل، أن يخرج لسانه، سخريةً من صواريخ وقذائف و»طراطيع» هذا «الإصبع» الذي سبق أن هدّد القوات الأمريكيةالمحتلة لبلاده بالويل والثبور وعظائم الأمور، ثم ما لبث أن ابتلع لسانه عندما أحسّ بأن عمامته ستسقط، وهرول في جبته طالباً اللجوء لأسياده في طهران. هذا الصدر، يذكّرنا بأطفال الاستنساخ، يثرثر كثيراً، ويهدّد ويتوعّد، ثم ما يلبث أن يفيق من أوهامه فيسكن جسده، ويعود إلى عقله، بعد قرصة أو اثنتين، كلنا نذكر أوهام الكفاح والنضال التي بشرنا بها، وتوعّد بها الأمريكيين من أجل تحرير العراق، على يد ما سماّه «جيش المهدي» الذي اتضح بعد ذلك أنه مجموعة من قطاع الطرق والطائفيين والعنصريين وسفاكي الدماء، كما اتضح أيضاً أن الرجل الذي يدّعي العروبة والإسلام، ولاؤه الأول ليس للعرب بل للفرس، وليس للإسلام الصحيح في الكعبة المشرفة، ولكن قبلته إلى قم! وأخيراً.. هل يعرف هذا الصدر حكاية الذبابة التي حطت على ظهر فيل، يبدو أنه لم يسمع عنها من قبل، فليخرج من سردابه إذاً.. ويسأل عنها، ربما يعرف جيداً مقامه!