تواصل أمانة الأحساء حملات المداهمة التي دأبت عليها منذ فترة طويلة، في المزارع والأحواش المنزوية البعيدة عن الأنظار، لمراقبة ما يحدث فيها من مخالفات وتجاوزات، تهدد الصحة العامة للمواطنين والمقيمين معاً. وكشفت جولة قام بها رجال الأمانة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي، عن مسلخين مختبئين داخل مزرعتين، يشهدان كل يوم ذبح ما يقرب من 2500 دجاجة، بطريقة غير صحية، ومن ثم توزيعها على مطاعم الشاورما والأكلات الجاهزة. وبينت أن العاملين في هذين المسلخين، لا يملكون أي شهادات صحية، وجميعهم من العمالة الآسيوية، التي على ما يبدو احترفت هذا العمل، الذي يدر عليهم أموالاً طائلة، وعلى المستهلكين للدجاج، أمراضاً لا حصر لها.. الكسب السريع لم تتوقف العمالة الوافدة عن زرع الخوف والهلع، والتلاعب بصحة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، التي فتحت مجال العمل لهم لكسب لقمة العيش بالحلال، إذ فضل بعض هذه العمالة الكسب السريع على حساب صحة المواطن «المسكين». «اليوم» رافقت جولة قام بها مسئولون في إدارة المسالخ، في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، لمداهمة وكر عمالة أجنبية مخالفة، تعمل في مجال الدجاج المذبوح. وشملت الجولة عددا من المزارع في القرى الشمالية والشرقية، التابعة لمحافظة الأحساء، لضبط عمليات الذبح العشوائي للدجاج في المزارع، وبعيداً عن عيون الرقابة. الذبح العشوائي وتبين أن هذه العمالة في هذه المواقع، تعمل تحت تنظيم معين ومدروس، وباغت رجال الأمانة بقيادة خالد عبدالمحسن الشليل، ومحمد عيسى الخميس، هذه المواقع بوضع خطة محكمة، تقرر فيها أن يكون وقت الدهم في وقت مبكر من الصباح، وتبين أن الموقع مُعد إعداداً جيداً للذبح العشوائي للدجاج، وسط الأوساخ وتطاير الحشرات والقوارض والأتربة، والدم الفاسد، هذا بخلاف الملابس المتسخة للعمالة، التي ثبت أنهم لا يملكون شهادات صحية، وقد يكون بعضهم مصابا بمرض معد، ينتقل إلى الآخرين عبر الأكل. 1500 دجاجة وقامت العمالة بتوزيع أقسام المسلخ على الموقع بشكل متقن، يوهم المارة من الخارج، بأنه مزرعة، وليس مسلخا، بطاقة تستوعب ما يقدر ب 1000 دجاجة يوميا، ويزيد العدد مع المواسم، ليصل1500 دجاجة يوميا، يتم توزيعها على المطاعم والبوفيهات، وكذلك محلات بيع شاورما الدجاج. وبعد تفتيش رجال الأمانة، للموقع، تبين وجود عدد كبير من الدواجن مخزنة بطريقة غير سليمة أو صحية، وشاهد رجال الأمانة، في الخلف باباً كبيراً، يتم من خلاله دخول السيارات الكبيرة، لتفريغ حمولتها من الدجاج، وذهل الجميع بعد علمهم ان جميع من يقوم بهذه الأعمال من العمالة الآسيوية، بل أحدهم لا يتجاوز عمره 25 سنة، وهو مرافق لوالده في الإقامة. وبعد عملية المداهمة، حاول بعض العمالة الهرب، ولكن التعاون الكبير من رجال الأمن والدوريات الأمنية التي حضرت للموقع، كان له الأثر الكبير في إفساد محاولات الهرب، والقبض على العمالة في الموقع. الرائحة الكريهة وتوقعنا بعد ذلك ان المهمة انتهت، ولكن رجال الأمانة اثبتوا للجميع حرصهم على وطنهم، وصحة أبنائهم، فقرر فريق الأمانة التوجه لموقع آخر، كانوا قد تابعوه أسابيع عدة، وانتظر الجميع، حتى تبين حضور عدد من السيارات إلى الموقع، لتفريغ حمولاتها من الدجاج، وهنا تيقن رجال الأمانة بوجود مسلخ آخر مخالف في هذه المزرعة، التي توحي من الخارج بأنها مزرعة عادية، ولا يوجد بها ما يثير الشك، وبعد محاصرة المزرعة من قبل رجال الأمانة، والدخول إليها، تبين أننا في مسلخ دجاج كبير، ولسنا في مزرعة، يعمل بطاقة تقدر ب 1000 دجاجة في اليوم، وتبين وجود معدات ذبح كبيرة متسخة وملطخة بالدماء، والأرض متسخة من آثار الدم الأسود، والرائحة الكريهة، التي تنبعث من هذا المسلخ. ثانيا المسلخ وبعد دخول رجال الأمانة للموقع، كان العمالة منهمكين في ذبح الدجاج، ولا نعلم هل هذه العمالة مسلمة أم لا، وهل تحمل شهادات صحية تؤهلها لذبح الدجاج، وبعد سحب إقاماتهم، تبين أن مهنهم بعيدة كل البعد عن عملهم الذي يمارسونه في هذا الموقع، ولعل الغريب في الموضوع، ان العمالة كانت غير مبالية بخطورة ما تقوم به من مخالفات وتجاوزات قانونية وصحية صريحة، وتم ضبط معدات الذبح والسلخ من قبل رجال الأمانة، وحصرها، وسحب الإقامات من العمالة. والغريب في الأمر، أن هناك عددا من العمالة، كان يتوقع أن يتم أخذ تعهد عليهم فقط، ومن ثم تركهم يمارسون الذبح العشوائي والمتاجرة بصحة الناس. وتجول رجال الأمانة في أرجاء المزرعة، لعلهم يجدون بين ثنايا المسلخ، ما يدل على مراعاة النظافة، ولم يجدوا شيئاً للأسف، بل وجدوا بقايا قطع دجاج في المكان.