كثرت المخاوف في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة التي نشأت حول موضوع زيادة سقف الدين الأمريكي وقد اطلعت على أكثر من خمسين تحليلا وقراءة حول هذه المشكلة والحل المؤقت الذي نتج بعد صراع طويل ، ولكن هل هذه التقارير صحيحة أم أنها تحمل رؤية صاحبها بمعزل عن السوق وحركته وسلوكه حيث من الممكن أن يكون التحليل مبنيا على أسس عاطفية كالذي يحتفظ بالذهب ولا يريد أن تهبط أسعاره فلا تجد عينه إلا المقومات الإيجابية التي تساعد في رفع سعره أما السلبيات التي تؤدي إلى هبوط أسعاره فإن عينه ووجدانه لن يراها ... بين هذه التخبطات وبين عدم الركن إلى توقعات وتحليلات الآخرين رأيت من الأفضل ألا أقرأ جميع هذه التحليلات الأساسية والمالية وأبني قراري بناء على توقعات الغير والتي من الممكن أن تصيب ومن الممكن أن تخطئ وأعود مرة أخرى للتحليل الفني الذي يرصد من النهاية ما فهمه المتعاملون من تلك التحليلات وما قاموا به فعليا على أرض الواقع فهذا ما يهم المتعاملين البسطاء حيث يكون اتجاه دخول الكبار هو اتجاه دخول الصغار كي لا يحدث صدام الخاسر به طبعا هم المبتدئون الصغار الذين دخلوا عكس التيار الذي يفرضه كبار محركي السوق من خلال أموالهم الضخمة . الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري فشل الدولار الأمريكي في تجاوز مستويات المقاومة الأولى له أمام الفرنك السويسري الواقعة على مستويات 0.9284 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضح بالرسم البياني المرفق حيث كان افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 0.9237 والتي صعد منها في اليوم الأول إلى مستويات المقاومة المذكورة حيث تعرض عندها لموجة بيع دفعته إلى التراجع والإغلاق بشكل سلبي مما كان له أثر واضح في عدم توجه المتعاملين للشراء مما أفقده الكثير من النقاط في الجلسة الرابعة حيث بلغت قيمة التراجعات في تلك الجلسة 112 نقطة وتلاها هبوط في الجلسة الخامسة والأخيرة إلى مستويات 0.9108 التي قلص من عندها بعضا من خسائره لينهي تعاملاته عند مستويات 0.9133 دولار لكل فرنك سويسري . إن أقرب الدعوم الحالية يقع عند مستويات 0.9082 المتمثلة بأدنى مستوى في الأشهر السبعة الماضية ويفتح كسرها الأبواب أمام هبوط يستهدف مستويات الدعم التالي عند مناطق 0.8929 المتمثلة بأدنى نقطة في عام 2011 والقريبة أيضا من مستويات الدعم الرئيسي الواقع على مستويات 0.8860 المتمثلة بحاجز 38.2بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه . الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بعد أن اخترق الدولار الأمريكي مستويات مقاومته الرئيسية الأولى حينها أمام الين الياباني والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والواقع على مستويات 87.02 ين لكل دولار أمريكي وذلك في الأسبوع ما قبل الماضي افتتح الزوج شمعته الأسبوعية الماضية عند مستويات 88.10 حيث انخفض منها في أول يومين إلى مستويات المقاومة المذكورة التي تحولت دعما بفعل الاختراق لكن عدم كسرها مجددا والحفاظ عليها أعطى المتعاملين دفعة من الثقة التي أعادت فكرة الشراء إليهم وهو ما أدى إلى صعود الزوج في الثلاثة أيام الأخيرة إلى مستويات 89.43 قبل أن ينخفض في الساعات الأخيرة إلى مستويات 89.20 ين لكل دولار أمريكي التي أغلق عندها لينهي تعاملاته على مكسب أسبوعي بلغ 110 نقاط وهو ما نسبته 1.2% من سعر افتتاح الشمعة الأسبوعية ، ويأتي هذا الانطلاق السريع بعد أن تم اختراق مستويات المقاومة الرئيسية حينها والتي تحولت دعما بذات القوة والمتمثل بسقف المستوى السعري الذي سار به الزوج طيلة أكثر من عام ونصف وتم اختراقه في الشهر الأخير من العام الماضي حيث أدى إلى حدوث انفلات سعري نحو الأعلى بسبب الشراء الكثيف فضلا عن تفعيل أوامر وقف الخسارة للعقود البيعية . إن الاختراق المذكور قد تمت الإشارة إليه قبل حدوثه بأسابيع طويلة وقد أشرنا إلى السيناريو الذي يحدث الآن وذلك حسب رؤية فنية صرفة حيث كان واضحا تكوين النموذج الانعكاسي Failure Swing والذي نحن في موجته الصاعدة الدافعة التي لن يكون من السهل توقع انتهائها أو دخولها في موجة تصحيحية ... إن الخيار الأفضل حاليا هو انتظار وصول الأسعار إلى مناطق الدعوم الرئيسية مثل مستويات 87 ويليها مستويات 83.37 حيث ان الشراء عند هذه المناطق يعتبر آمنا بشكل كبير خصوصا وأن أوامر وقف الخسارة لن تكون بعيدة جدا عن مناطق الدخول وهو ما يساعد في حفظ الكثير من الأموال من التبعثر . الجنيه الاسترليني مقابل الين الياباني منذ أن اخترق الجنيه الاسترليني مستويات الضلع العلوي للمسار الجانبي الذي سار به أمام الين الياباني وذلك لما يقارب السنة والنصف والواقع على حاجز 133.46 ين لكل جنيه استرليني انطلق الزوج في الأسابيع الخمسة الماضية بما يقارب الألف نقطة وهو ما أشرنا إليه في مقالات تحليلية سابقة حيث كان واضحا أن اختراق تلك المستويات سوف يدفع لحدوث انفلات سعري قد يصعد لمئات النقاط بسبب تفعيل أوامر وقف الخسارة القابعة أعلى ذلك المستوى فضلا عن قوة الزخم الصاعد الذي حدث بفعل طلبات الشراء الكبيرة التي تعرض لها حين الاختراق وما يتعرض لها بعد أن تم الاختراق حيث انه حاليا يستهدف مستويات مقاومته الأولى عند 148.50 الواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق والتي لا أعتقد أن يكون اختراقها سهلا حيث من المتوقع أن يحدث عندها بعض من جني الأرباح فضلا عن دخول بعض المتهورين في أوامر بيعية عند مستويات مقاومة جيدة ولو كانت ضد الاتجاه العام حيث ان سلوك هذا الزوج يعتبر من أشرس الأزواج تذبذبا فمن الممكن أن يصعد في يوم واحد لخمسمائة نقطة مخترقا عدة مقاومات ويكمل صعوده في اليوم التالي لخمسمائة أخرى دون تصحيح لذا يجب أخذ الحذر أثناء التفكير في الدخول البيعي والأفضل أن يكون التركيز كله على العقود الشرائية وإيجاد أفضل الأماكن لدخولها والخروج منها . الذهب بعد أن ارتد الذهب من مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند مستويات 1627 دولارا للأونصة والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وذلك في الأسبوع ما قبل الماضي حافظ الذهب على مستويات الدعم المذكور من خلال البقاء فوقه خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث كان افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مستويات 1656 دولارا للأونصة والتي هبط منها إلى أدنى مستوى حققه في الأسبوع الماضي عند مناطق 1642 دولارا والتي تعرض عندها لموجة شراء دفعته للصعود إلى أن وصل في اليوم ما قبل الأخير من التداولات إلى مستويات 1678 والتي فشل في تجاوزها وكانت سببا أيضا في هبوط الأسعار في اليوم الأخير إلى مناطق إغلاقه الحالية عند مستويات 1662 دولارا للأونصة الواحدة ليكون بذلك قد أنهى تعاملات الأسبوع الأخير بمكاسب بلغت قيمتها ستة دولارات فقط وهو يدل بشكل واضح على التذبذب الشرس الحاصل عند تلك المستويات وحيرة المتعاملين حول الاتجاه القادم للأسعار حيث انه لا يزال في موجته التصحيحية التي بدأت من القمة الأعلى لأسعار الذهب عند 1920 دولارا والتي يعتقد الكثير من المحللين أنه لم يتم الانتهاء منها وهدفه الأول حاليا هو مستويات 1523 دولارا وهو الدعم الكلاسيكي الرئيسي والمفصلي حاليا والمتمثل بالضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به الذهب منذ 15 شهرا وهو الخيار الأكثر ترجيحا والذي يؤدي كسره إلى ذهاب الأسعار إلى الدعم التالي له عند مستويات 1446 دولارا المتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة المذكورة أعلاه . أما الفريق الثاني فيتوقع أن الموجة التصحيحية قد انتهت وهو في طور الدخول في موجة صاعدة أخرى تستهدف مستويات القمة الكبرى واختبارها والتحقق من قوتها بشكل عام فإما اختراق يستهدف ما بعد ذلك أو ارتداد عنيف ينبئ بانعكاس الاتجاه .