في بعض الأحيان التي تتسم بعدم وضوح الرؤية والضبابية في الاتجاه ينصح بالابتعاد عن هذا الزوج أو ذاك والتوجّه إلى أزواج أخرى أكثر وضوحًا خصوصًا فيما ستؤول إليه الأسعار وذلك من خلال اكتشافها من بعض النماذج التي تنشأ على الرسم البياني نتيجة لسلوكيات المتعاملين بشكل عام. غالبًا ما تأتي هذه النصيحة بناء على تحليل فني بسيط يعطينا بعض التفاصيل عما سيقوم به محرّك السوق وعليه نكون على أهبة الاستعداد فما أن يخطو تلك الخطوة لنكون خلفه في البيع أو الشراء خصوصًا إن كان متوافقًا مع سلوكياتهم السابقة بالإضافة لوجود قناعة لدى المحلل حول التوجّه العام وثقته بالنماذج التي وجدها في الرسم البياني. اليورو مقابل الدولار بعد أن ارتد اليورو قبيل إغلاق الشمعة الشهرية الماضية أمام الدولار الأمريكي محاولًا تحقيق إغلاق أعلى من مستويات الدعم الأول له عند 1.2290 والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري فقد حقق المتعاملون فعلًا ما أرادوا حيث إن الشمعة الشهرية الماضية أغلقت عند مستويات 1.2302 أي أعلى من مستويات الدعم باثنتي عشرة نقطة فقط الأمر الذي دفع بالمتعاملين للمحافظة قدر المستطاع على مستوى الدعم خلال تداولات الأيام الثلاثة الأولى من الشهر الحالي التي بدت مرتبكة كثيرًا، حيث إن اليوم الأول كان هابطًا طبيعيًا إلا أن اليوم الثاني كان شديد التذبذب حيث صعد في ساعة واحدة قرابة المائة وعشر نقاط إلى أعلى ثم هبط قرابة التسعين نقطة دون مستوى الافتتاح أي أن المدى السعري لشمعة ساعة واحدة بلغت قرابة 190 نقطة بين صعود وهبوط إلى أن جاءت تداولات اليوم الثالث والأخير ليكسب بها الزوج ما قيمته 200 نقطة ليغلق عند مستوياته الأخيرة عند 1.2379 ليكون بذلك قد كسب في تداولاته الأسبوعية اثنتين وثمانين نقطة فوق حاجز الدعم وهي الفقرة الأهم حاليًا. الدولار مقابل الفرنك السويسري بعد أن فشل الدولار الأمريكي في تجاوز مستويات مقاومته الأولى أمام الفرنك السويسري عند مستويات 0.9946 المتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي وذلك في الأسبوع ما قبل الماضي قام الزوج بالصعود كنوع لاختبار مناطق المقاومة المذكورة أعلاه وفعلًا فقد وصل قبلها بعدد قليل من النقاط لم يتجاوز الخمسين نقطة قبل أن يتعرّض لموجة بيع دفعته للعودة إلى أسعار افتتاح الشمعة الأسبوعية 0.9764 قبل أن يتجاوزها هبوطًا ويغلق تداولاته عند مستويات 0.9705 ليكون بذلك قد حقق خسارة بلغ عدد نقاطها تسعًا وخمسين نقطة حيث يتجه إلى هدفه الأول المتمثل بالدعم الرئيسي المقبل عند مستويات 0.9396 والواقع على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فإن أي عقد شرائي يجب أن يكون عند تلك المستويات إضافة لوقف خسارة دونها ببضع نقاط أما العقد البيعي فيجب أن يكون وقف خسارته فوق القمة الحالية والتي تقع عند مستويات 0.9970 دولار لكل فرنك سويسري. إن ما يجب الانتباه إليه جيدًا هو حاجز مستويات 0.9419 والتي يعتبر كسرها بمثابة انطلاقة في المسار الهابط الذي سيستهدف مستويات الهدف الأول المذكور أعلاه عند 0.9396، ومن الجدير ذكره أن البقاء داخل المسار الجانبي بين الدعم والمقاومة الحاليين سوف يدفع بالمزيد من التكهّنات والسيناريوهات والتي من شأنها أن تربك المتعاملين وتدفعهم لدرجات من الحيرة يصعب عندها اتخاذ قرار سليم ومدروس. الدولار مقابل الين بعد أن اخترق الدولار الأمريكي مستويات المقاومة الشرسة أمام الين الياباني والمتمثلة بخط الميل السعري الهابط «الترند» والقادم منذ منتصف العام 2007 والذي تمّ اختراقه في الشهر الثاني من العام الحالي والذي أدى ذلك إلى صعود الزوج إلى مستويات 84.16 قبل أن يتراجع إلى أن وصل إلى مناطق 77.65 والتي كبحت هبوطه وصمد عندها السعر طيلة الأشهر الثلاثة الماضية إلا أن ذلك كان دافعًا للمشترين للإقدام على الدخول الشرائي في الدولار الأمريكي عند هذه المستويات فضلًا عن وضع أمر وقف الخسارة أسفل مناطق 77.65 بقليل، حيث إن كسرها سوف يفتح الباب للوصول إلى مستويات القاع الأدنى حاليًا عند مستويات 75.56 ين لكل دولار أمريكي. وما أود الإشارة إليه أن الإغلاق الأخير عند مستويات 78.56 له دور كبير في الابتعاد عن مصادر القلق ومستوياته، حيث إن ما يعتقده الكثير من المتعاملين أن الشمعة الشهرية الحالية من الممكن أن تكون مفصلية في حركة الزوج خلال الفترة القادمة حيث إن تجاوز مستويات قمة الشمعة الشهرية السابقة يرجّح كفة الانطلاقة لأعلى كثيرًا ، هذا فضلًا عن النموذج المتكوّن حاليًا على الزوج والذي يعطي انطباعًا إيجابيًا حول التوجّه القادم للزوج خصوصًا أن النظر إلى أطر زمنية كبيرة يعطي مزيدًا من وضوح الرؤية في التوجّه العام، وهنا لا بد أن نذكر المتعاملين إلى أن الزوج في موجة هابطة على الإطار الزمني الشهري منذ خمس سنوات فهل تكون الدورة الزمنية له قد انتهت هنا وسيدخل في مرحلة جديدة تستهدف مناطق بعيدة أعلى من الإغلاقات الأخيرة؟ حالة الذهب أغلقت أونصة الذهب عند مستويات 1602 دولار خاسرة بذلك خلال تداولات الأسبوع الماضي ما مقداره عشرون دولارًا وهو ما نسبته 1.2 بالمائة من سعر افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مستويات 1622 دولارًا لكل أونصة والتي صعد منها إلى أن وصل إلى مستويات المقاومة تحديدًا والتي تقع عند مستويات 1627 دولارًا والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي، حيث تعرّض لموجة بيع كبيرة دفعته للهبوط إلى أن وصل إلى مستويات 1584 دولارًا قبل أن يرتد في اليوم الأخير ليغلق عند المستويات المذكورة أعلاه وليقلص خسائره إلى النصف تقريبًا. إن إغلاقه الأخير عند هذه المستويات يعطي انطباعًا جيدًا لدى فئة كبيرة من المتعاملين أن التوجّه القادم لا يزال ضبابيًا إلى حد كبير، حيث إن التذبذب الحاصل ممتد على مدى الثلاثة الأشهر الماضية وبالتالي فإن اتخاذ القرار من الممكن أن يكون خاطئًا إلا أن المريح في الأمر أن أي عقد شرائي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة دون مستويات 1523 دولارًا والتي تعتبر الضلع السفلي للمسار الجانبي المذكور والذي يسير به الذهب منذ ما يقارب عامًا كاملًا بالإضافة إلى أن لا يزال تحت ضغط خط الميل السعري الهابط من قمة السعر الكبرى عند مستويات 1920 دولارًا والتي تصلها أيضًا بقمة العام الحالي حيث يلتقى السعر مع نقطة تلامسه مع خط الميل السعري خلال تداولات الشهر الحالي والتي تأتي عند مستويات 1633 دولارًا والتي إن تم اختراقها فغالبًا ما يحدث انفلات سعري في ذات اتجاه الاختراق، أما عن كسر مستويات 1532 دولارًا فإن السعر لا أعتقد أن يقف قبل أن يهبط إلى مستويات 1446 دولارًا والتي تتمثل في مستويات 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها.