يتسلل «العناد» إلى المشكلات الأسرية، فيعمل على تفاقمها، ووصولها إلى طريق مسدود، لا يجد بعدها المختلفون في الرأي أو المتخاصمون على أمر ما، سوى الانفصال، وهدم كيان الأسر، في لحظة طيش، أو تسرع، يتبعها ندم وحسرة، لا حدود لهما. جهود كبيرة لإصلاح ذات البين . (اليوم) وسعى مركز «ألفة» الاجتماعي في حفر الباطن، إلى إيجاد حلول سريعة وناجعة، للعديد من المشكلات الأسرية التي تصله، ويخصص من أجل ذلك مرشدين أسريين لديهم خبرات في إذابة ثلوج الخلافات وإنهاء العديد من المشاكل الأسرية، ولم شمل الكثير من العائلات. انفصال بعد عشرة ومن المشكلات التي عالجها المركز، مشكلة معقدة نوعاً ما، وهي لزوجة تبلغ من العمر 75 سنة، طلبت الانفصال عن زوجها البالغ من العمر 63 عاماً، بعد زواج دام أكثر من 40 سنة، وتقدم الزوج للمركز طالباً النجدة لإرجاع رفيقة دربه، وحاول المركز الاتصال بالزوجة، وإجراء مقابلة صلح بينهما، إلا أن الزوجة أصرت وبحزم، على عدم الرجوع لزوجها او حتى مقابلته، وأحيلت المشكلة كاملة الى محكمة حفر الباطن للفصل فيها». عامل المشترك وهناك مشكلة أخرى مغايرة، شهدها المركز، تقول تفاصيلها إن زوجة تبلغ من العمر 50 عاما، لديها ستة أولاد، وهي الزوجة الثانية لزوجها البالغ من العمر 60 سنة, طالبت زوجها بالنفقة عليها وعلى أبنائها، رغم أنه لم يطلقها، واستدعي الزوج من قبل المركز، للجلوس مع مستشاريه، الذين أوضحوا له بعض الحقوق والواجبات التي لابد ان يقوم الزوج، بتوفيرها لزوجته، طالما باقية على ذمته، واقتنع الزوج بذلك، وخرجا معاً. والطريف في الأمر أن من أحضر الزوجة، هو ابنها وهو نفسه من قام باحضار والده، وأخذهما سوياً للعيش معه عيشة مستقرة. 4 زوجات يقدمن شكوى ضد زوجهن، لأنه أخبرهن أنه سيطلق إحداهن، دون أن يحددها بالاسم، ويعتزم الزواج من خامسة، والمركز يسعى لحل القضية زوج الابنة ومن القضايا المؤلمة، قضية أم سعت لتطليق ابنتها بعد أسبوع من زواجها، بسبب غضبها من الزوج، لعدم جلوسه مع الفتاة في حفلة أقيمت في قاعة النساء، وأصرت على تطليق ابنتها انتقاماً لنفسها من الزوج, وكان والد الفتاة سلبياً، والبنت لا حيلة لها، وفشلت كل المساعي للإصلاح بين الأطراف المتخاصمة، ووقع الطلاق، وظلمت البنت بسبب سيطرة الأم على زوجها وابنتها. 12 شهراً ومن أصعب القضايا التي واجهها المرشدون بالمركز، قضية زوجة غاضبة عند أهلها، لمدة سنة ونصف السنة، وهي زوجة ثانية لزوج، كان يعاملها بحسب الزوجة نفسها معاملة سيئة، وكأنها خادمة للزوجة الأولى, فغضبت وخرجت من بيتها، لبيت أهلها وهي حامل، وولدت عند أهلها، وظلت هناك إلى أن أتمت الطفلة شهرها العاشر، واستطاع المركز حل الخلاف بينهما، وحضر الزوج الأسبوع الماضي لبيت زوجته، وتعهد باحترامها، ومعاملتها معاملة حسنة, الغريب أن مرشد المركز عندما تابع حيثيات القضية وتفاصيلها الدقيقة، قال: إن حلها مستحيل، ومن الأجدى استغلال الوقت في حل قضايا أخرى، لكن بتوفيق الله تم حلها. تنتقم من زوج ابنتها.. فأرغمته على تطليقها بعد أسبوع من الزواج الملح والغضب ومن القضايا الغريبة التي استقبلها المرشدون عبر الهاتف الاستشاري، قضية أربع زوجات، قدمن شكوى ضد زوجهن، لأنه أخبرهن أنه سيطلق إحداهن، دون أن يحددها بالاسم، لأنه يعتزم الزواج من زوجة خامسة، وحتى هذه اللحظة، يسعى المركز لحل هذه القضية. وحالة أخرى، لزوجة تحرص على أن تطفئ غضب زوجها، باستخدام الملح، لأن لديها اعتقادا بأن لدى الملح خاصية طرد الشحنات السالبة من الزوج، وامتصاص حماس الرجل، فكانت ترش الملح حول سريره وبغرفة النوم، وتسأل عن مشروعيته, بيد أن مرشد المركز أوضح لها طرقاً علمية نفسية، تتعامل به مع حالات غضب الزوج، وكيف تكسب قلب زوجها دون رش ملح أو بهارات.
العنزي:عالجنا 290 حالة وأنجزنا 360 ساعة إرشادية أوضح مدير المركز الشيخ رافع العنزي أن «مركز ألفة بحفر الباطن خيري غير ربحي، تابع لجمعية البر الخيرية في المنطقة، ويقدم خدمات استشارية أسرية وإصلاح ذات البين، ويقدم دورات تدريبية وتطويرية لجميع أفراد الأسرة», مضيفاً: «تأسس المركز في شهر رجب من العام 1428ه»، موضحاً «كان المركز يقدم خدمات الهاتف الاستشاري، ويضم ثلاثة مرشدين أسريين, وكانت نهاية شهر ذي القعدة من العام 1429ه بمثابة الانطلاقة الحقيقية للمركز، والتوسع في أرجائه، وتم إنشاء مركز مختص بالتدريب، بمسمى مركز الأسرة السعيدة، الذي يمنح المشاركين في دوراته شهادات معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وتم في نفس العام استقبال العديد من القضايا الأسرية من المحكمة». وأضاف العنزي :إن «المركز منذ تأسيسه، استقبل أكثر من 290 حالة, كما استقبل في العام 1431ه وحده، 113 مشكلة أسرية، عبر جلسات إرشادية، قدمها المركز. وقدم من خلالها 113 جلسة ارشادية، على مدار العام الماضي, كما تم تقديم 360 ساعة إرشادية، عبر الهاتف الاستشاري». وذكر العنزي أنه خلال نفس العام عقد المركز 12 برنامجا تدريبيا على مدى 49 ساعة، بحضور 202 رجل و166 امرأة, وأكد ان 90 مشكلة من اجمالي المشاكل التي تم حلها وإرشادها، تتمثل في مشاكل زوجية, أما المشاكل العائلية، فمثلت 10 حالات, أما قضايا الدماء، فكانت 6 حالات فقط، ومثلها الحالات الحقوقية وحالة عضل واحدة». وعن أنشطة المركز، أضاف العنزي قائلاً :إنه «يرتكز على جانبين، هما الوقائي والعلاجي، ونسعى من خلالهما لتكوين أسرة صحيحة صالحة، وذلك بدءاً بالشباب والفتيات، وذلك عبر برامج تدريبية، يشرف على تقديمها مدربون لهم باع وخبرة، في طرق التعامل مع القضايا الأسرية, وتطوير الذات, وتهدف هذه البرامج الى رفع مستوى الوعي والإدراك، لدى فئات المجتمع، وتطوير ذاتهم، كما نظم المركز العديد من الندوات والمحاضرات التي تعنى بشؤون الأسرة، كما سعى لإعداد جيل من المدربين الذين سيقودون دفة التوجيه والإرشاد الأسري، حتى يحقق المركز أهدافه بشكل عام». مرشد ومركز ألفة يتابعون احدى الحالات