تلقت زوجة أربع ضربات ب«الساطور» من زوجها في الرأس واليدين، إثر خلاف نشب بينهما. ما أدى إلى نقلها إلى مستشفى الملك خالد العام في مدينة حفر الباطن، الذي رقدت فيه في العناية المركزة، قبل أن تتحسن حالتها الصحية، لتحال لاحقاً إلى غرف التنويم، وخرجت أمس من المستشفى برفقة ذويها، بعد ان تعافت. وتابعت لجنة العنف الأسري، الحادثة، التي وقعت قبل أيام. وقال مدير الإعلام الصحي الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في حفر الباطن بالإنابة محمد وافي الحربي، ل«الحياة»: «إن اللجنة المشكّلة من طريق إمارة المنطقة الشرقية، وتضم في عضويتها مندوبين عن المستشفى والشرطة، تابعت الحالة، وأعطت الإذن بمغادرة الزوجة (26 عاماً) المستشفى، برفقة أهلها». وأضاف الحربي، ان «الزوجة بقيت في العناية المركزة لمدة يوم، قبل أن تغادرها إلى قسم التنويم لمدة يومين، حيث بقيت تحت متابعة لصيقة من جانب الكادر الطبي، ومن ثم غادرت المستشفى بعد تحسن حالتها الصحية». وذكر أنها «تلقت أربع ضربات في الرأس واليدين، وكانت الإصابات متوسطة، واستدعى بعضها تدخلاً جراحياً». فيما أكدت مصادر تابعت القضية، أن الزوج وهو في العقد الثالث، «يعاني من مرض نفسي، ويتلقى العلاج». وتحفظت شرطة المنطقة الشرقية عن الإدلاء بأي تصريح بخصوص ملابسات القضية، وحالة الزوج. وتعد هذه الحادثة استمراراً لحالات العنف الأسري، التي تفتقد إلى إحصاءات دقيقة، ويعزو اختصاصيون اجتماعيون ذلك إلى كون «الضرب والاعتداء يحدث في معظم الأحيان خلف الأبواب المغلقة، لأن الأسر تخشى الفضيحة، وتميل إلى حل الموضوع في إطار عائلي ضيق». وقال المستشار الاجتماعي خلف العنزي ل«الحياة»: «إن العنف الأسري اللفظي والمعنوي أكثر شيوعاً من الجسدي، الذي لا يستحق أن يطلق عليه ظاهرة». لكن العنزي، أوضح أن «بعض العنف اللفظي أو حتى المعنوي، كالتحقير والازدراء، يؤدي إلى النتائج ذاتها التي يخلفها بعض العنف الجسدي، من أضرار نفسية واجتماعية»، مضيفاً أن «الاعتداء بالساطور وما ينتج منه من اعتداء يرفضه المجتمع وقبله الدين، فديننا الإسلامي نهى عن الضرب المبرح. بل حتى حينما أرخص الضرب، جعله كحل ثالث، بعد تنبيه الزوجة ووعظها، فإن لم يفد يهجرها، فإن لم يفد يضربها ضرباً غير مبرح ولا مؤذٍ، ولا يقترن الضرب بالتقبيح، وألا يكون في الوجه، وألا يسبب لها ضرراً. كما ان إباحة هذا الضرب ليست مستمرة على الإطلاق، فإذا لم تمتنع الزوجة عن النشوز، لم يستمر الضرب، فهو لم يؤد الهدف المقصود منه، وهو إعادة الحياة الزوجية إلى مجراها الطبيعي». وأرجع الاعتداء الأسري إلى «عوامل نفسية واجتماعية، تجعل الزوج يميل إلى العنف لحل مشكلاته، وأبرزها العقد النفسية التي ترسبت إبان نشأته وجعلت منه شخصاً يرفض تقبل وجهة النظر الأخرى، ويسعى إلى فرض رأيه بالقوة»، مؤكداً أنه «لن يقوم زوج بالاعتداء على زوجته وهو في كامل قواه العقلية والفكرية، فغالباً تكون الاعتداءات نتاج تغييب العقل بالمسكرات أو ما يشابهها، أو بسبب وجود أمراض نفسية وأوهام، أو بسبب نوبة غضب غير منضبطة، تجعل الشخص يقدم على أفعال يندم عليها».