تمكن قسم إصلاح ذات البين في مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء، من حل 449 قضية أسرية، استقبلها منذ تأسيسه قبل ست سنوات، استفادت من حلها العشرات من العائلات. وأوضحت المستشارة في القسم الدكتورة ميادة الحسن، أن «القسم نجح في حل الكثير من المشكلات المعقدة بين العائلات، التي كان بعضها سيصل إلى الطلاق وتشتت الأبناء». فيما أكد رئيس القسم الشيخ رائد النعيم، أن القسم «أهّل عدداً كبيراً من المصلحين، بهدف المساعدة في حل المشكلات الأسرية التي ترد إلى المركز، وإجادة التعامل معها». وأوضحت الحسن، في كلمة ألقتها أثناء انعقاد ملتقى السيدات في محافظة الأحساء، الذي نظمه القسم النسائي التابع لمركز التنمية الأسرية، أن «عدد القضايا التي وردت إلى قسم إصلاح ذات البين، بلغ 449 قضية»، مشيرة إلى أن القسم تمكن من حل «أكثر من 75 في المئة من عدد الحالات الواردة، كما ساهم في هبوط معدل الطلاق تدريجياً في الأحساء، إلى نسبة متميزة على مستوى المملكة». وأبانت أن القسم «عقد خلال الفترة الماضية لقاءً لمأذوني عقود الأنكحة، لتعريفهم بما يقدمه المركز من خدمات، وذلك بغرض التعاون في المستقبل»، لافتة إلى مشاركة 39 مأذوناً في اللقاء. فيما قدم القسم أكثر من خمسة آلاف هدية للمقبلين على الزواج، ووزع كتبا وأشرطة ومطويات على أصحاب القضايا». وأضافت أن القسم «قدم برنامجاً لتأهيل وتدريب المصلحين الأسريين، وهو برنامج معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. ويهدف إلى تأهيل المتصدرين للإصلاح بين الناس في المجتمع، علمياً ومهنياً، ومدة الدورة 10 أيام، ويقوم بالتدريب فيها متخصصون. وزاد عدد المستفيدين والمستفيدات منها على 160 شخصاً». بدوره، أكد رئيس القسم الشيخ رائد النعيم، أن معظم القضايا الواردة للقسم «خلافات أسرية بين الزوجين، ومشكلات قد تعترض تكملة مسيرة حياتهما»، مشيراً إلى أن القضايا تنوعت بين «تطليق الزوج لزوجته طلاقاً رجعياً، والعلاقات غير الشرعية خارج بيت الزوجية، واستعمال المسكر والمخدرات، والابتزاز بالصور، والعقم، ورفض الزوج عمل زوجته، وضرب الأبناء، والشك بين الطرفين، والخلاف على حضانة الأطفال، والألفاظ البذيئة بين الزوجين، وضرب الزوج للزوجة، والتقصير في النفقة، وعدم توفير المسكن المستقل، والتقصير في حق الزوجة والأطفال، ورغبة الزوج في رجوع طليقته السابقة، وانعدام الحوار بين الزوجين، والتحرش الجنسي». وذكر أن القسم «نجح في حل نسبة كبيرة من هذه القضايا، بعد جهود مكثفة بذلها المصلحون في المركز، وتعاون مجموعة أخرى من المصلحين المؤهلين، الذين انخرطوا في دورات تأهيلية، إذ تم تأهيل أكثر من 140 مصلحاً ومصلحة، ما ساهم في شكل إيجابي في حل الكثير من القضايا. فيما تم توزيع أكثر من خمسة آلاف ألبوم تحوي مواد علمية مفيدة عن ماذا يريد الزوجان من بعضهما؟ وعلى أصحاب القضايا والمقبلين على الزواج أيضاً، والمأذونين». وأبان أن القسم يستقبل القضايا التي تحال إليه من جانب المحاكم الشرعية والمحافظة، والتي تمثل 50 في المئة منها زوجية، إضافة إلى مراكز الشرط، والقضايا التي يحضر أطرافها بأنفسهم إلى المركز، لافتاً إلى أن جميع القضايا يتم التعامل معها في «سرية مطلقة»، من خلال مصلحين مدربين على مستوى عال من الكفاءة، والتي تحتاج إلى تعاون بين أطراف القضية، بهدف إيجاد حلول جذرية للمشكلة. بيد أن هناك أربع قضايا لم يتم حلها، وتعتبر في حكم المنقطعة، نظراً لعدم تواصل أطرافها مع إدارة القسم، ولعلها انتهت بالصلح، ولذلك انقطع أصحابها. ولفت النعيم، إلى أن القسم «لا يقتصر دوره على حل القضايا، وإنما هناك أدور أخرى يقوم بتأديتها، من خلال تدريب المصلحين والمصلحات، ونشر ثقافة الحياة الزوجية، وكيفية التعامل الأمثل بين الطرفين، ونشر التوعية، التي تعد من أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية، والقضاء على المشكلات الأسرية، مبيناً أن هناك قسماً استشارياً خاصاً، تابعاً للمركز، يستقبل الشكاوى، ويقدم الاستشارات المناسبة، إلى جانب التعاون المثمر بين جميع أقسام المركز، بهدف التعامل مع جميع المشكلات التي يتم استقبالها في شكل عام».