كل عام وأنتم بخير وهذا العيد الذي يمر علينا في كل عام نردد ونقول فيه دائما عيد سعيد ولا ندري بأي شكل نرسم البسمة على وجوهنا وكيف نبتهج عندما يأتي العيد ونرى الجسد العربي الواحد ممزقا.. قلنا العام الماضي ونردد هذا العام: كل عام وأنتم بخير وما زالت مصائب العالم تتوالى تباعا حتى لا نكاد نصحو من مصيبة الا وتتبعها الاخرى فتلك الدماء التي تسيل في سوريا وليبيا وتلال من الجثث حصدت ودفنت في تونس وهذا العراق وافغانستان نساء ترملن واطفال اصبحوا يتامى وامهات ثكلى لم يجدوا الا لغة الدم والعنف من رجال زعموا انهم حراس الاوطان وقلوبهم للشعب وانهم في خدمة الامة ومع الحق والعدل والضمير.. ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا.. فتولوا فكشفت لنا الايام سوء النية وسقطت الاقنعة وزال الستار فأهلك الحرث والنسل.. فلا نرى الا قتلة اطفال ومجرمي حرب لا يرقبون في مؤمن رحمة ولا ذمة... ونحن امة واحدة وجسد واحد يتألم العضو فيتألم كل الجسد..فقدنا العيد ولم نعد نشعر بحلاوته إلا في عيون أطفالنا البريئة التي لم يدخل الحقد إلى قلوبها ونراها تلعب وتمرح وتضحك في هذه الأيام في عالم يعيش المتناقضات والحروبيثقل علينا تصور الواقع وهذا حقيقة ما تعيشه امتنا بجراحها و لن تستقيم الاحوال الا برجوعنا الى الدين الحق.. لكننا لا نيأس من رحمة الله وان الظلام يعقبه النور والليل يعقبه الفجر ونحن لا نجيد الا الهروب في اضيق الاماكن.. ونأتي للداخل فنجد القطيعة بين الاهل والاقارب والجار لا يكاد يعرف جاره خصومات واحقاد من اجل دنيا فانية ألهتنا بمشاغلها وبريقها وزخرفها وكلنا اكتفى بما عنده ولايكاد ينشد احد الى احد الا لغرض او حاجة دنيوية الا من رحم الله .... فلم يبق من العيد الا تلك الثياب الجديدة وصور تبتسم من غير لذة الحب فقدنا العيد ولم نعد نشعر بحلاوته الا في عيون اطفالنا البريئة التي لم يدخل الحقد الى قلوبها ونراها تلعب وتمرح وتضحك في هذه الايام في عالم يعيش بالمتناقضات والحروب وسفك الدماء ونشعر بالحسرة اننا فقدنا ايام الفرح والسرور لاننا في الحقيقة لم نشعر بحلاوة ومعنى أيام العيد.