بعد أن تجاهل نظام الرئيس السوري بشار الأسد دعوة الجامعة العربية، قبل يومين، لنظامه لتطبيق اصلاحات ووقف إراقة الدماء، تزايدت شراسة قوات الأمن السورية في مواجهة المتظاهرين المدنيين. وبدأت مواجهات دامية مع عشرات الآلاف المشاركين في مسيرات احتجاجية في مدن وقرى سورية عديدة. وقد قتل شخص وجرح آخرون عندما اقتحمت آليات عسكرية وامنية الاثنين بلدة شمال غرب سوريا في حين اقتحمت آليات عسكرية بلدة تقع على الحدود مع شمال لبنان حسبما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "عشرات الآليات العسكرية والامنية اقتحمت مدينة سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وبدأت حملة مداهمة للمنازل جرى خلالها اطلاق للرصاص مما اسفر عن مقتل شخص واصابة 20 آخرين بجروح". كما افاد مدير المرصد "ان آليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت صباح الاثنين بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترين اثنين من الحدود مع شمال لبنان". واضاف ان "اصوات اطلاق نار كثيف سمع ابتداء من الساعة (6,00 تغ)". يأتي ذلك غداة مقتل 6 اشخاص خلال عمليات عسكرية وامنية في مدن سورية. وكان مدير المرصد افاد ان "ثلاثة اشخاص قتلوا مساء الاحد في مدينة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق كما قتل شخصان وجرح 9 آخرون في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) وقتل شخص في بلدة انخل القريبة من درعا (جنوب)" التي شكلت مهد الحركة الاحتجاجية منذ منتصف اذار/مارس الفائت. وقال ناشطون محليون ان قوات الاسد قتلت على الاقل اثنين من المحتجين في البوكمال. وقال أحدهم (تدفقت حشود خارجة من المسجد الرئيسي الى الساحة الرئيسية ليقابلوا بطلقات رصاص أطلقتها قوات الامن والقناصة. كما أصيب أيضا ثلاثة محتجين). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرأسه المنشق رامي عبد الرحمن نقلا عن شهود ان نحو 15 ألفا تظاهروا خلال الليل في بلدة سراقب بمحافظة ادلب قرب حدود تركيا. وقال عبد الرحمن من لندن (هذه أضخم مظاهرة في سراقب منذ بدء الانتفاضة. كما شهدنا مظاهرات ضخمة خلال الليل في محافظة درعا وأحياء دمشق). وفي بلدة الحراك بسهل حوران الجنوبي ردد حشد هتافات تندد بالطغيان وتتوعد بسقوط النظام وبالقصاص. واقتحمت قوات سورية بلدة على الطريق الرئيسي المؤدي الى تركيا يوم الاحد. وقال سكان بلدة خان شيخون على الطريق الرئيسي على بعد 245 كيلومترا الى الشمال من العاصمة دمشق ان شخصين قتلا في هجوم للجيش على بلدتهم. وقال ناشط ان ناشطين محليين آخرين هما طارق النسر ومصعب طه اصيبا بجروح. واضاف الناشط الذي قال ان اسمه ابو وائل (لقد كانت محاولة اغتيال. بدأت شرطة الامن والشبيحة اغتيال أشخاص بعينهم واعتقال الناس بأعداد أكبر). واندلعت مظاهرات معتادة في العاصمة دمشق تطالب بإسقاط النظام، ولكن ما أجج المشاعر الوطنية أسباب من بينها تعرض رجل الدين أسامة الرفاعي للضرب على يد قوات الاسد يوم السبت. وعولج من اصابات في رأسه بعدما اقتحمت القوات مجمع مسجد الرفاعي في كفر سوسة حيث يوجد مقر الشرطة السرية لمنع مظاهرة من الخروج من المسجد. وكان الرئيس السوري بشار الاسد ابلغ في 17 اب/اغسطس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية ضد المعارضين "قد توقفت" في بلاده، حسب ما اعلن متحدث باسم الاممالمتحدة. وقال مساعد المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق في بيان ان هذا ما اجاب به الرئيس الاسد خلال محادثات هاتفية مع الأمين العام الذي طالب بان "تتوقف جميع العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية فورا" في سوريا. واعرب بان كي مون عن "انزعاجه" ازاء الاخفاق المتكرر للرئيس الاسد في الوفاء بالوعود التي قطعها بما في ذلك وقف حملته العسكرية على المحتجين. كما أعرب الرئيس التركي عن امتعاضه بمراوغات النظام السوري واحجام الرئيس الأسد عن الوفاء بتعهداته لأنقره بتطبيق اصلاحات سياسية تنهي حقبة الدولة البوليسية في سوريا. وفي ريف دمشق، "اقتحمت قوات امنية كبيرة بلدة قارة صباح الاثنين وتنفذ الآن حملة مداهمة واعتقالات بحثا عن مطلوبين ضمن قوائم لكن الاعتقالات تجري بشكل عشوائي" حسبما اضاف المرصد. واشار المرصد الى ان "حملة الاعتقال شملت نحو 40 شخصا حتى الآن" لافتا الى ان القوات الامنية "نصبت رشاشات على أسطح المباني الحكومية". وادى قمع الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا والتي اندلعت منتصف اذار/مارس الى مقتل 2200 شخص بحسب حصيلة للامم المتحدة. وتشير منظمات حقوقية الى ان بين القتلى 389 جنديا وعنصر امن في غياب احصاء رسمي. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.