دمشق، عمان - رويترز، أ ف ب - تواصل السلطات السورية حملتها الأمنية في محافظة دير الزور حيث اعتقلت مئات الأشخاص بعد مقتل ثمانية في حمص، فيما قام السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أمس بزيارة إلى مدينة جاسم في جنوب البلاد. وقال ناشطون محليون إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نفذت غارة في ريف مدينة حماة أمس وقتلت خمسة أشخاص على الأقل في هجمات لقمع احتجاجات المطالبة بالديموقراطية في حين يقوم فريق من الأممالمتحدة خاص بالمساعدات الإنسانية بجولة في البلاد. وأضافوا أن القوات اقتحمت المنازل في قرى وبلدات عدة في سهل الغاب، وهو منطقة زراعية شرقي ساحل البحر المتوسط توجد بها مدينة أفاميا الرومانية. وأشار ناشط في حماة التي يحاصرها الجيش منذ اقتحمها في بداية شهر رمضان إلى أن «الشبيحة (عناصر ميليشيا موالية للأسد) رافقوا الجيش. ولدينا اسم احد الشهداء الخمسة ويدعى عمر محمد سعيد الخطيب». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «عملية اقتحام أمني وعسكري جرت (أمس) في قرى القورية والعشارة والطيانة الواقعة قرب الميادين على الطريق الواصل بين البوكمال ودير الزور (شرق) أسفرت عن اعتقال العشرات». وأشار إلى أن «الدبابات مرت من أمام الميادين باتجاه البوكمال». وأضاف أن «القوات الأمنية السورية نفذت حملة اعتقالات واسعة في أحياء مدينة دير الزور» التي أعلن الجيش انسحابه منها الأسبوع الماضي، مضيفاً أن حملة الاعتقالات «تركزت في شكل أساسي في حي الجورة وطالت أكثر من 300 مواطن (أول من أمس)، كما اقتحمت قوات الأمن فجر (أمس) حي الغوطة في حمص» التي قتل فيها أول من أمس 8 أشخاص، بحسب المرصد الذي لفت إلى «سماع صوت إطلاق نار كثيف في شكل عشوائي وأصوات انفجارات في الحي». وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد أن «الشيخ عمر مصطفى الخطيب المتحدر من بلدة كفرنبل توفي متأثراً بجراحه عندما أطلق قناصة في قرية الهبيط غرب مدينة خان شيخون النار عليه مساء الاثنين». وأضاف أن «أجهزة الأمن نفذت صباح (أمس) حملة مداهمات في مزارع بجوار بلدة سراقب واعتقلت الناشطين أسامة الحسين وهائل درويش»، مشيراً إلى «مخاوف من تعرضهما للتعذيب». ويأتي ذلك فيما قام السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد بزيارة إلى مدينة جاسم جنوب سورية أمس. وقال الناطق باسم السفارة الأميركية في دمشق إن «السفير الأميركي قام بزيارة روتينية صباح اليوم إلى مدينة جاسم (65 كلم جنوبدمشق)». وأشار إلى أن «الزيارة كانت قصيرة عاد بعدها السفير إلى السفارة». وتقع مدينة جاسم في ريف درعا الذي شهد الجمعة الماضي تظاهرات دامية أسفرت عن مقتل 15 شخصاً. وتعتبر درعا (جنوب) معقل الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري والتي انطلقت في منتصف آذار (مارس) الماضي. وكان فورد أثار حفيظة الحكومة الشهر الماضي حين زار والسفير الفرنسي ايريك شوفالييه كل منهما على حدة مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) بعيد تظاهرات حاشدة ضمت نحو 500 ألف مشارك ضد الرئيس بشار الأسد ومنع من مغادرة دمشق. وحذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم عقب ذلك سفيري الولاياتالمتحدة وفرنسا من التجول خارج دمشق من دون إذن رسمي. وقال أحد سكان مدينة جاسم إن السفير «جاء بالسيارة صباحاً رغم أن جاسم مليئة بالشرطة السرية. خرج من السيارة وأخذ يتجول لبعض الوقت. كان حريصاً على ألا يُرى وهو يتحدث مع الناس حتى لا يسبب لهم على ما يبدو أي ضرر».