تضع الأسواق متعامليها بين حين وآخر في موقف صعب وذلك عندما تبدأ عملية التخبط التي تسبق أي تصريح مهم من أحد الأشخاص الذين يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة ومنهم بن برنانكي رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والذي ينتظر الغالبية العظمى من المتعاملين خطاباته وتصاريحه التي تعصف بالأسواق وخصوصا في الآونة الأخيرة وكانت آخر التصاريح قبل يومين ومن يستمع إليه جيدا يجد أنه لا تفاؤل بالنظرة على الواقع الاقتصادي لأكبر اقتصاد في العام بل على العكس. حيث أراد أن يوحي بأن الفترة القادمة ستكون عصيبة وأمام اقتصاد الدولة العظمى عراقيل اقتصادية وانتكاسات كثيرة ولكنها ستختفي مع بداية الخروج من الأزمة .... كل هذه الكلمات المنمقة والتي يختلف في تحليلها كثيرون لا تزيد من النظرة القاصرة للمتعامل البسيط إلا حيرة، وعليه فإن الأفضل دائما هو قراءة تحركات صناع السوق والذين يقرؤون هذه الكلمات بشكل جيد واللحاق بهم في ذات الاتجاه ولمعرفة قراءة هذه الحركات فإن التحليل الفني هو أبسط وأقوى الحلول لمعرفة اتجاهاتهم، حيث إنه يقرأ الأفعال وليس الأفكار ... الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني أغلق الدولار الأمريكي أسبوعه الماضي عند مستويات 76.68 وذلك أمام الين الياباني مبتعدا بعدد نقاط بسيط عن أدنى سعر حققه خلال العقود الماضية والذي يأتي عند مستويات 75.95 ين لكل دولار وهو الرقم الذي بدأت عنده الأقاويل عن احتمالية تدخل البنك المركزي الياباني لكبح هذا الهبوط الذي يعد من الأمور ذات الضرر الكبير التي تؤثر سلبا في الاقتصاد الياباني، حيث إنه وعلى سبيل المثال كلما ارتفع الدولار الأمريكي أمام الين الياباني انتعشت الصادرات اليابانية وعليه فإن احتمالية صمود مستويات الدعم الحالية عند القاع الأدنى يعتبر احتمالا واردا خصوصا بعد تلك الإشاعات التي تتطاير هنا وهناك وإن ثبت فعلا فإن الأسعار قد تأخذ منحنى جانبيا ريثما يتم التجهيز لانطلاق موجة صاعدة أيا كان نوعها والتي قد تستهدف مستويات 87.32 مبدئيا والتي تقع على حاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي ويكون السعر بالوصول إلى تلك المناطق قد اخترق مقاومة مهمة جدا تتمثل بخط الميل السعري الهابط والقادم من منتصف العام 2007 والذي يعطي انطباعا إيجابيا قويا عن الفترة القادمة من التداولات وقد يكتسب الدولار الأمريكي بعض القوة ويصعد بعد موجة الهبوط المستمرة منذ أربع سنين مضت .. أما السيناريو الآخر وهو عدم ثبات الدعم الحالي وكسره وهذا يفتح الباب للوصول إلى مستويات متدنية قد تم ذكرها في مقالات سابقة ويأتي أولها عند مناطق 73.80 . الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري عندما ننظر إلى الشمعة الشهرية للدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري نجد أنها تقترب من الإغلاق على نموذج إيجابي انعكاسي يطلق عليه اسم Hammer والتي إن استمرت في الأيام الثلاثة المتبقية للتداول في الشهر الحالي عند هذه المستويات أو أعلى فإنها ستكون إشارة إيجابية للمتعاملين للتوجه إلى الدخول في عمليات شرائية، ومن حيث المبدأ إنه في حال دخوله في موجة تصحيحية للموجة الإجمالية الهابطة على الإطار الزمني الشهري والممتدة منذ العام 2001 إلى الآن أي عقدا كاملا من الزمن فإنه سيستهدف المقاومة الأولى له عند مناطق 0.9733 والواقعة على حاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري ولكن ما يجب علينا الحذر منه أن ندخل بعملية شراء غير محسوبة أو متسرعة حيث إنه من الواجب علينا أن نضع أمر وقف الخسارة قبل أن نحدد سعر الدخول وإن كان الدعم الرئيسي الحالي المتمثل بالقاع الحالي عند مستويات 0.7111 فإن أمر وقف الخسارة يجب أن يكون دونه ببضع نقاط مثلا وعليه فإن سعر الدخول يجب ألا يتجاوز عددا معينا من النقاط فوق ذات المستوى وعليه فإن السعر حاليا يقع في منطقة الوسط والدخول من هذه المستويات وعلى الرغم من إيجابية النموذج إلى حد كبير إلا أنها مغامرة وخطأ كبير ... وأخيرا أود الإشارة إلى أن مؤشر ال MACD على ذات الإطار المذكور أعلاه لم يعط أي إشارة انعكاسية بل من الواضح أنه مستمر في هبوطه وحتى إن لحق بالسعر كما هي العادة فأعتقد أن احتمالية العودة إلى مستويات قريبة من القاع أمر وارد كنوع من إعادة اختبار المناطق القوية قبل الانطلاق. الذهب بعد أن حقق الذهب قمته الكبرى قبل أربعة أيام عند مستويات 1912 دولارا للأونصة الواحدة انخفض بشكل سريع إلى مستويات الدعم الثالث له والواقع عند مستويات 1699 دولارا عند حاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي ولكنه سرعان ما ارتد منه أيضا ليعود فوق حاجز الدعم الأول والواقع عند مستويات 1811 المتمثل بحاجز 23.6% من ذات الموجة المذكورة أعلاه ويأتي إغلاق الأخير عند مستويات 1822 دولارا للأونصة إغلاقا إيجابيا إلى حد كبير إلى أن ارتداده العنيف من مستويات القمة الحالية التي لم تبتعد كثيرا عن توقعاتنا له منذ أسابيع طويلة حول الوصول إلى مستويات 1933 دولارا والواقعة على حاجز FE161.8 % من الموحة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي، حيث إن الفارق لم يتجاوز 21 دولارا، وهذا أمر جيد، حيث إنه يثبت أن التحليل الفني يمكنه أن يحدد بدقة كبيرة أفضل مستويات الدخول والخروج والتي تتمثل عادة بمستويات الدعم والمقاومة ... تجدر الإشارة الى أنه فيما لو أغلقت أسعار أونصة الذهب عند هذه المستويات ستكون مكاسب الشهر الحالي فوق حاجز 196 دولارا وهو ما نسبته 12% من مستويات الافتتاح التي كانت عند مناطق 1626 دولارا لكل أونصة. [email protected]