يعيش الكثير من المتعاملين حالة الرعب التي اقترنت خلال الفترة الماضية بسبب الأزمة السياسية التي طفت على السطح في الإدارة الأمريكية وتحديدا فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية وأزمة الديون وما عليها من ترتيبات وتصرفات قد تنقذها من المأزق أو تزيد من غوصها فيه، وما أيقنته قبل الإعلان عن الإجراء الذي سوف يتم اتباعه أنه سيكون في صالح الدولار الأمريكي وذلك ليس تحليلاً سياسيا أو اقتصاديا أو أساسيا أو ماليا بل تحليل فني صرف تماما وقد تمت الإشارة إليه في أكثر من مقال تحليلي سابق وشبه أكدنا على أن الدولار الأمريكي في طور تكوين نموذج انعكاسي أمام العملات الرئيسية وهو ينتظر حدثا مهما لتكون ساعة الصفر ولحظة الانطلاقة وقد كانت تلك الأزمة هي ساعة الصفر تحديدا ... إن تكوين نموذج Failure Swing الانعكاسي على الرسم البياني لا يأتي من فراغ بل من الكميات المهولة التي يشتري بها المتعاملون الرئيسيون ومحركو السوق بشكل عام من بنوك مركزية وغيرها والتي لا تشتري بشكل اعتباطي بل لديها من المستشارين والاقتصاديين الخبراء الكثير مما يؤهلها في اتخاذ القرار الصحيح، والمستشارون والاقتصاديون ليسوا ممن يضعون تحليلاتهم على الهواء مباشرة أو في المنتديات وغيرها بل يضعونها على طاولات أصحاب القرار تحديدا وما نستطيع عمله بكل بساطة هو قراءة أوامر وحركة أصحاب القرار لنعرف الاتجاه القادم والدخول بناء عليه دون الخوض في تحليلات ليس كل منا مؤهلا للخوض فيها. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بعد أن اخترق الدولار الأمريكي مستويات مقاومته الأولى له أمام الين الياباني عند مناطق 83.37 ين لكل دولار والمتمثلة بأعلى إغلاق أسبوعي خلال الستة وثمانين أسبوعا الماضية والقريبة أيضا من أعلى مستوى حققه الزوج خلال ذات الفترة عند مناطق 84.16 ين لكل دولار أمريكي وهو ما حدث قبل أربعة أسابيع من الآن حيث أغلق تلك الشمعة عند مستويات 83.50 أي أعلى من مستويات المقاومة المذكورة وهو ما حولها لدعم يحتاج التأكيد فقط وهو فعلا ما حدث في تداولات الأسبوع الذي تلاه حيث حاول الزوج العودة إلى ما دون تلك المستويات إلا أنه تعرض لموجة شراء كبحت عودته مما أدى إلى إغلاقه أيضا فوق الحاجز المذكور للأسبوع الثاني على التوالي وهو ما أعطى المتعاملين جرعة من الثقة في التوجه الصاعد ودفعهم بالتالي للشراء الأمر الذي أدى إلى توجهه إلى مستويات مقاومته التالية عند مستويات 87.02 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والأسبوعي أيضا والتي بحكم الانفلات السعري الحاصل باختراق المقاومة الأولى أدى ذلك لاختراق المقاومة المذكورة وتحولها لدعم أيضا وقد أشرنا فيما سبق حول هذا الأمر تحديدا وفي عدة مقالات سابقة ونوهنا عن ترجيح التحول في المسار خصوصا عندما كان الزوج في طور تكوين نموذج ال Failure Swing وهو نموذج انعكاسي ذو ثقة كبيرة وهو ما حصل فعلا فيما بعد وتأكد النموذج باختراق القمة التي وقعت بين آخر قاعين، وما أود الإشارة إليه أن التحول هذا قد يدفع المتعاملين لمزيد من الشراء واستهداف مستويات المقاومة التالية عند مستويات 94.11 الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه. أما بالنسبة لأفضل مناطق للدخول الشرائي فإنها تأتي عند مستويات الدعم الكلاسيكي الرئيسي الحالي بين مناطق 84.16 ومناطق 83.37 . الجنيه الاسترليني مقابل الين الياباني ما أن اخترق الجنيه الاسترليني مقاومته الرئيسية أمام الين الياباني عند مستويات 133.41 قبل أربعة أسابيع من الآن حتى انطلق بشكل سريع بفعل الانفلات السعري المرافق لاختراق مقاومة عنيفة جدا قبع دونها قرابة الثمانين أسبوعا وكانت نتيجة ذلك الاختراق أن سعر الجنيه قد ارتفع بشكل كبير أمام الين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حيث واصل صعوده وخصوصا في آخر أسبوعين إلى أن وصل إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 141.67 ين لكل جنيه استرليني مستهدفا مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند مناطق 148.50 الواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الكلية الهابطة على الإطار الزمني الشهري - أسبوعي والموضحة بالرسم المرفق، ويأتي الإغلاق الأخير في مناطق الوسط حيث من الخطر الدخول الشرائي عند هذه المستويات لبعده عن أقرب دعم رئيسي حيث من المحتمل أن تتراجع الأسعار بهدف إعادة اختبار المستويات المخترقة قبل الدخول في موجة صاعدة دافعة تستهدف المستويات التي ذكرناها أعلاه وربما ما يليها من مقاومات وهذا ما قد لا يتحمله حساب المتعامل البسيط وعليه فإن البحث عن فرصة أفضل في السوق يعتبر خيارا جيدا في الوقت الراهن ... قد يقول البعض: إن الشراء عند هذه المستويات خطر على المحفظة الاستثمارية فهل البيع آمن ؟ الجواب بكل بساطة: إن البيع عند هذه المستويات أخطر بأضعاف مضاعفة من الشراء حيث إن احتمالية استمرار الصعود تعتبر أكبر من التصحيح ولكننا عندما أشرنا إلى تفضيل عدم الشراء فذلك لوجود احتمال ولو بسيط من التصحيح ذي الطبيعة الصحية عند هذه المستويات وبوجود نماذج سعرية انعكاسية بدت واضحة على الرسم البياني. الذهب أغلقت أسعار أونصة الذهب عند آخر تداولات له يوم الجمعة الفائت عند مستويات 1656 دولارا للأونصة متراجعا بدولار واحد فقط حيث كانت افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 1657 دولارا والتي بدأ منها صعودا وصل إلى مستويات 1694 دولارا التي تعرض عندها لموجة بيع كبيرة دفعته للتراجع في آخر يومين إلى مستويات 1625 دولارا حيث يتمركز أول مستوى دعم رئيسي للذهب عند مستويات 1627 المتمثل بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق والذي ما أن وصل إليها حتى تعرض لموجة شراء كبيرة دفعته للصعود لمستويات إغلاقه الأخيرة في غضون تسع ساعات فقط وهو ارتفاع جيد خلال فترة زمنية قصيرة بنهاية تداولات أسبوعية ... وما أود الإشارة إليه أننا قد أشرنا مرارا إلى أهمية تلك المستويات حيث إنها تعتبر من الناحية الفنية حاجزا مهما للغاية في كبح أي هبوط للأسعار خصوصا وإن علمنا أن كسر تلك المستويات سوف يفتح الباب أمام أسعار الذهب للهبوط إلى مستويات الدعم الرئيسي المفصلي الواقع على مناطق 1523 دولارا أمريكيا لكل أونصة. وهنا أود إضافة أحد الأمور الهامة لسير أسعار الذهب خلال الفترة القادمة حيث لا يعني أنه ارتد ارتدادا كبيرا جراء اصطدامه في أول دعم رئيسي أنه من المؤكد أن أسعار الذهب سوف تنطلق بقوة إلى أعلى فهذا قد يحصل أثناء الصعود المتواصل وليس في حالة وجود الأسعار داخل موجة تصحيحية كالتي هو بداخلها الآن، وهذا فضلا عن أنه قد كسر خط الميل السعري الصاعد والقادم منذ أواخر العام 2008 والذي تم كسره في الشهر الخامس من العام الماضي وعاد وصعد فوقه لبضعة أسابيع قبل أن يعود ويكسره مجددا وهذا ما قد يدفع المتعاملين لعدم الثقة بالاتجاه الصاعد للذهب رغم توجه الكثير من كبار المتعاملين والبنوك المركزية لزيادة احتياطياتها من الذهب جراء المخاوف الحاصلة من احتمالية تدهور الأوضاع الاقتصادية بالولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر في الدولار الأمريكي واليورو وهو ما يخشى منه المتعاملون فيذهبون باتجاه تحويل جزء من الاحتياطيات إلى ذهب وهو ما يزيد الطلب عليه، وبهذه النظرة التي تحمل الكثير من الحيرة خلال مستقبل الأسعار على المدى قصير الأجل فإن أفضل ما يمكن عمله هو الشراء عند أفضل مستويات قريبة من مناطق الدعم مع التأكيد على وضع أمر لوقف الخسارة أسفل مستويات الدعم الحالي ببضعة دولارات تحسبا من أي انزلاق سعري قد يحدث جراء كسر ذاك المستوى.