قصفت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي الجمعة مقرا للزعيم الليبي معمر القذافي في سرت بينما أعلن المجلس الوطني الانتقالي نقل لجنته التنفيذية إلى طرابلس. وإلى جانب البحث عن القذافي الذي يصدر رسائل صوتية "يعود آخرها إلى الخميس"، يسعى الثوار للحصول على مساعدات مالية. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات بريطانية قصفت الليلة الماضية مقرا للقذافي في مدينة سرت مسقط رأس العقيد الليبي الهارب. وقرر المجلس الانتقالي من جهته نقل لجنته التنفيذية من بنغازي إلى طرابلس بعد أيام من تمكن مقاتليه من دخول طرابلس واقتحام مقر القذافي في باب العزيزية والسيطرة على مناطق واسعة من العاصمة والبلاد. غير أن جيوبا من المقاومة ما تزال باقية في طرابلس. وقال علي الترهوني نائب رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي: إن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل سيصل إلى طرابلس عندما يسمح الوضع الأمني بذلك ، وأضاف الترهوني الذي تولى أيضا وزارة النفط والاقتصاد في الحكومة الانتقالية، في مؤتمر صحافي بالعاصمة "أعلن بدء استئناف عمل اللجنة التنفيذية في طرابلس". وبعدما أشاد "بليبيا الديموقراطية والدستورية" ومن سقطوا من القتلى، أعلن الترهوني أن شخصيات من المعارضة المسلحة ستتولى وظائف رئيسية في الحكومة الانتقالية ، ودعا القوات الموالية للقذافي لإلقاء السلاح واعدا بمعاملتهم "وفق القانون". وقال: "إذا ألقيتم سلاحكم وعدتم إلى دياركم فلن نثأر منكم، القانون بيننا وبينكم، وأضمن سلامتكم". وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أفرج عن 1,5 مليار دولار من الأرصدة الليبية المجمدة حتى يتسنى استخدامها لتقديم مساعدات عاجلة بعد توصل الولاياتالمتحدةوجنوب أفريقيا إلى اتفاق بهذا الشأن. غير أن جنوب أفريقيا عارضت إفراج لجنة العقوبات بمجلس الأمن عن تلك الأموال لأن من شأن ذلك الاعتراف ضمنيا بالمجلس الانتقالي باعتباره السلطة الشرعية الممثلة لليبيا. وتم التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة وبالتالي لم تلجأ واشنطن إلى ما هددت به من طرح المسألة للتصويت أمام مجلس الأمن. وقال دبلوماسي أميركي: إن الأموال المفرج عنها "سيتم تحويلها خلال أيام" إلى "السلطات المعنية" دون الإشارة إلى المجلس الانتقالي بالاسم ، وكانت واشنطن بررت الخميس تحركها بأن تلك الأموال ستمول برامج للأمم المتحدة في ليبيا فضلا عن دفع فواتير الكهرباء والخدمات الصحية والتعليم والغذاء، وقالت: إنها لن تنفق لدعم "أغراض عسكرية". من جانبه صرح محمود جبريل الرجل الثاني في المجلس الانتقالي ورئيس المكتب التنفيذي الجمعة في اسطنبول "من الضروري أن يفرج الغرب عن كافة الأرصدة الليبية التي جمدت بمقتضى عقوبات فرضتها الأممالمتحدة على نظام القذافي لقمعه للاحتجاجات ، وقال جبريل: "ينتظر الكثير من الحكومة الجديدة بعد سقوط النظام ،والإفراج عن الأرصدة المجمدة أساسي لنجاحها" ، وأضاف: إن هذه الأموال ضرورة لتعمل الخدمات الصحية بشكل طبيعي وليتم دفع رواتب الموظفين الذين لم يتلقوا أجورهم منذ أشهر". يحرص المجلس الانتقالي على العثور على القذافي لإعلان النصر النهائي بعد ستة أشهر من أعمال العنف بدأت باحتجاجات شعبية كاد النظام يقضي عليها قبل تقديم حلف شمال الأطلسي دعما جويا حاسما. ويقول زعماء الثوار: إنهم يريدون محاكمة القذافي الذي يواجه اتهامات بجرائم ضد الإنسانية هو ونجله سيف الإسلام ومسؤول استخباراته عبد الله السنوسي أمام المحكمة الجنائية الدولية.وفي روما أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده ستفرج الأسبوع المقبل عن 350 مليون يورو من الأموال الليبية المجمدة في البنوك الإيطالية ، كما تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتقديم الدعم "لليبيا الجديدة" وحثت المجلس الانتقالى على طي صفحة حكم القذافي وتأسيس دولة ديموقراطية آمنة. ودعت في واشنطن المتمردين إلى تأمين مستودعات الأسلحة وإلى الحزم إزاء "التطرف". وقد دعت رواندا الاتحاد الإفريقي إلى دعم المجلس الوطني الانتقالي بينما شددت كرواتيا وبلغاريا على ضرورة تحقيق "مصالحة ووحدة وطنية وعملية انتقالية سلمية" في ليبيا. وفي الوقت نفسه، ما زال مكان القذافي مجهولا رغم استمرار عمليات البحث من جانب قوات المتمردين. وكان القذافي قد بث الخميس رسالة صوتية جديدة من مكان مجهول دعا فيها أنصاره إلى "المقاومة ضد الجرذان الاعداء الذين سيهزمون بالكفاح المسلح"، وتابع "لا تخشوهم أبدا واخشوا الله، اخرجوا حرروا طرابلس ودمروهم". ويحرص المجلس الانتقالي على العثور على القذافي لإعلان النصر النهائي بعد ستة أشهر من أعمال العنف بدأت باحتجاجات شعبية كاد النظام يقضي عليها قبل تقديم حلف شمال الأطلسي دعما جويا حاسما. ويقول زعماء الثوار إنهم يريدون محاكمة القذافي الذي يواجه اتهامات بجرائم ضد الإنسانية هو ونجله سيف الإسلام ومسؤول استخباراته عبد الله السنوسي أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وعرض المجلس الانتقالي مكافأة قدرها 1,7 مليون دولار لمن يساعد في القبض على القذافي حيا أو ميتا، وعفوا لمن يقتله أو يساعد في اعتقاله بين دائرته المقربة. ويسعى المسلحون للسيطرة على سرت، 360 كيلومترا شرقي طرابلس، وكسر الحصار عن زوارة غربا. وفي تلك الأثناء جرى إجلاء عمال أجانب في وقت متأخر الخميس على متن أول سفينة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة تمكنت من الرسو في طرابلس ، وانتظرت السفينة ليلتين حتى يتحسن الوضع الأمني ومن ثم نقلت فيليبينيين ومصريين وكنديين وجزائريين ومغاربة. وصرح رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل الخميس: إن أكثر من 20 ألف شخص قتلوا خلال الحملة التي بدأت منذ منتصف شباط/فبراير لإنهاء حكم الزعيم الليبي الممسك بالبلاد بقبضة من حديد منذ 42 عاما. في الوقت نفسه، دعت منظمة العفو الدولية إلى وقف "أعمال التعذيب وسوء المعاملة" التي ترتكب سواء من جانب المعارضة المسلحة أو من جانب القوات الموالية للقذافي.