يستثمر الكثير من شبان أهل مكة أوقات فراغهم، خلال الشهر الفضيل، بالسفر إلى المنطقة الشرقية، بمعدل مرة أو مرتين في الأسبوع، قاطعين 1300 كيلو متر، من أجل بيع جوالين ماء زمزم على المارة من أهالي المنطقة والقادمين من مملكة البحرين، فيقصدون الطرقات السريعة، مستقبلين عابريها، الذين قد يجدون أن الحصول على ماء زمزم، في المنطقة الشرقية، فرصة لا ينبغي أن تفوت. واستطاع الشبان حصد بعض الأرباح من وراء هذه التجارة عابرة المناطق. ويقول البائع صلاح الانصاري: "رمضان شهر الخير، والعمل فيه، يجلب الخير للجميع"، مضيفاً "أبيع ماء زمزم التي نشتريها من مكةالمكرمة في المنطقة الشرقية، فأنا مواظب على الجلوس ببضاعتي مع مجموعة من أصدقائي في هذا المكان طيلة أيام الشهر الكريم من أجل بيع جوالين ماء زمزم سعة 10 لترات على العابرين من هذا الشارع، سواء كانوا من المواطنين السعوديين أو القادمين من مملكة البحرين وذلك بسعر لا يتعدى 20 ريالا للجالون الواحد"، موضحاً "حققت مكاسب عظيمة ومنفعة مادية تعينني على ظروف الحياة الصعبة من استحداث هذه التجارة. واضاف الانصاري "أحضر للشرقية قادماً من مكةالمكرمة، ومعي 300 جالون، وأستطيع أن أبيعها جميعها في غضون ثلاثة أيام، وبعدها أستعد للعودة مرة أخرى الى منطقة مكة لإحضار كمية أخرى"، مؤكداً "ثبت لي أن هذه التجارة تحقق لي ما أتمناه من مال، خاصة أن هذه الأوقات من الشهر الفضيل، كنت أقضيها في السهر والجلوس مع الشباب في مسقط رأسي في مكة، وحالياً أشعر براحة كبيرة، وأنا أحقق أرباحاً طيبة، زادت من دخلي الشهري"، متوقعاً أن "أستمر في هذه التجارة بعد انتهاء الشهر الفضيل". ويضيف الانصاري ان "الكثير من الناس بل الجميع يفضل ان يفطر وبجواره ماء زمزم"، وعن اختيار الموقع قال: "في الغالب يكون على الطرقات الرئيسية خاصة الطرق التي يعبرها مسافرون"، نافياً أن يكون الماء مغشوشاً أو تم خلطه بماء عادي على أنه ماء زمزم" مؤكدا أن "الشركة التي قامت بتعبئة الماء اوضحت أنه ماء زمزم أصلي". وأضاف الانصاري إن "عوامل التلوث البيئي وأشعة الشمس المباشرة والرطوبة والاتربة لا تؤثر على جودة الماء قبل فتح الجالون، ولكن في حال فتحه، ينبغي أن يحفظ بعدها في مكان بارد، حتى لا يتعرض للتلف، بسبب الغبار أو الحرارة العالية"، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك ضرر أو مخالفة من بيع ماء زمزم في الطرقات بهذه الطريقة، بحجة أنه عرضة لحرارة الشمس والأجواء المناخية الصعبة، فنرجو من البلدية أن تؤجر أكشاكا لنا، بأسعار معقولة، تحمينا وتحمي الماء من حرارة الشمس". واضاف: "لي زبائن معروفون يأتونني خلال مرورهم عبر هذا الطريق، وهناك الكثير من المعتمرين الذين يتعذر عليهم جلب ماء زمزم خلال عمرتهم، لبعدهم عن مواقف السيارات، وخلال عودتهم تستوقفهم هذه الجوالين المعروضة ليجلبوها كهدايا بعد عودتهم". وذكر أحد الزبائن: "كونه ماءً مباركا، فهو يشجع الناس على شرائه بغض النظر عن مصداقية الباعة في أن هذا الماء هو زمزم فعلاً، وغير مخلوط بماء عادي، ولكن في كل الاحوال يبقى في اعتقادي أن هذا الماء هو من ماء زمزم حتى ولو كانت نسبة ماء زمزم فيه قليلة جداً".