«عتاولة أشياب زمزم» مجموعة من الأفارقة يحتكرون صنابير أشياب مياه زمزم، وتحديدا مع قرب شهر رمضان المبارك لتعبئة الجوالين وبيعها في سوق سوداء على الطرق السريعة وبجوار مخارج المسجد الحرام والتكسب من خلالها ورفع أسعار التعبئة لتصل ل30 ريالا، وتتضاعف خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم. شرطة العاصمة المقدسة لم تغفل في خطتها توزيع عدد من أفرادها على مواقع تعبئة المياه وكذلك نقاط توزيع عبوات الملك عبدالله لسقيا زمزم، حيث تتولى مجموعة من رجال الأمن ضبط عملية البيع ومنع الاحتكار للصنابير. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن الضبط الإداري في شرطة العاصمة المقدسة يتولى متابعة أشياب زمزم ومواقع التوزيع، مشيرا إلى أنه خلال شهر رمضان تحديدا وعلى مدار العام بشكل عام، هناك متابعة لتوزيع وتعبئة مياه زمزم حيث تحتكر مجموعة من الأفارقة صنابير المياه، إضافة إلى تنظيم حركة البيع في نقاط التوزيع في مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم. وأضاف الميمان فيما يخص الباعة المتجولين ومن يقومون بالجلوس على الطرق السريعة، فإن هناك لجنة الظواهر السلبية والتي من ضمنها شرطة العاصمة المقدسة، إضافة إلى فرق المرور وأمن الطرق تتابع من يقومون ببيع زمزم على الطرقات. وأكد الميمان خلال شهر رمضان سيتم متابعة الأشياب على مدار ال24 ساعة من حيث التعبئة وضبط جميع الأمور الأمنية في الموقع. «عكاظ» قامت بجولة على أشياب زمزم في حي كدي، حيث حددت الجهات المسؤولة موعدا محددا لتعبئة مياه زمزم من الثامنة صباحا وحتى الحادية عشرة ظهرا كفترة صباحية لتنظيم عملية البيع، حيث سيتم فتح الأشياب خلال شهر رمضان على مدار الساعة. افتراش على السريعة وعلى الطرق السريعة يفترش مجموعة من المواطنين والمقيمين أطراف الطريق ويجلسون في صناديق سياراتهم وأمامهم جوالين مياه زمزم، إضافة إلى عبوات مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم سعة عشرة لترات التي يتم بيعها بضعفي سعرها، والتي تباع بخمسة ريالات في نقاط التوزيع في حي كدي، بينما يتم بيعها تحت أشعة الشمس ب 15 ريالا من قبل باعة جائلين، حيث أوضح أحد البائعين أنه من المتوقع أن يرتفع السعر في رمضان إلى أربع أضعاف. محمد الوسيقي أحد المعتمرين يقول: حقيقة لا أثق في الشراء من الباعة المفترشة على الطرق السريعة، حتى وإن كانت العبوات خاصة بزمزم، وذلك لأسباب كثيرة منها أن طريقة التخزين وعرضها للبيع غير صحية، فضلا عن الغش الذي يستغله البعض في خلط مياه زمزم بمياه عادية لزيادة الكمية، ورفع الكسب المادي. أما مصلح النفيعي القادم من الطائف فيقول كنت اشتري عبوات زمزم من الباعة الجائلة وتحديدا على طريق مكة - جدة السريع، ولكن اكتشفت يوما أن إحدى العبوات بها طعم غريب، ويبدو أن العبوة كانت معرضة للشمس، ما أثر بطبيعة الحال على الماء، لهذا قررت عدم الشراء من الجائلة والحصول على ماء زمزم من الصنابير المخصصة للتعبئة. أحد باعة مياه زمزم على طريق مكةجدة رفض الحديث بحجة أن ذلك يستثير الأمانة عليه وبالتالي قد يتسبب الأمر في قطع رزقه. وأظهرت نتائج سابقة أجريت لعينات عشوائية من جوالين مياه زمزم المعروضة على طرقات مكةالمكرمة وجرى تحليلها في مختبر الإدارة العامة لصحة البيئة عدم مطابقة معظم هذه العينات للمواصفات والمعايير الخاصة بماء زمزم الأمر، الذي يؤكد وجود غش ولا يستبعد إتمام استبدال أو إحلال بديل أو عملية خلط ونحو ذلك. من جهتها حذرت الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة من خطورة التعامل مع الباعة الجائلين مهما كانت السلعة وطريقة تخزينها، كما أشارت إلى أن الحرارة تؤثر على الخواص لماء زمزم. تأثر المياه من جانبه أوضح مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد بن هاشم الفوتاوي بأن ماء زمزم يتأثر بالحرارة وعدم التعامل مع الباعة الجائلين، مشيرا إلى أن الإدارة العامة لصحة البيئة تؤكد على حرصها على اقتناء ماء زمزم مطابق للمواصفات والمعايير وذلك من خلال المنافذ المتاحة والمعروفة للجميع. وأضاف الفوتاوي، جوالين الزمازمة لونها أزرق والذي يخفف قليلا من تعرضها للحرارة ويحجب أشعة الشمس، حيث إن الحرارة قد تؤدي إلى تغيير الخواص وظهور بعض الطحالب. وحذر الفوتاوي من التعامل مع الباعة كي لا يقع الضرر على المستهلك، حيث إن العبوة تتعرض لدرجة حرارة مرتفعة، قد تؤدي إلى تغير لبعض الخواص الطبيعية للمياه، وبالتالي ما قد تسببه من مخاطر صحية على المستهلك. وحذر من أن البعض من ضعفاء النفوس يقومون بخلط مياه زمزم بمياه أخرى عادية بغرض زيادة الكمية وبالتالي زيادة الربح المادي، لذا فإن ما يتم عرضه وبيعه من مياه زمزم بالطرقات غير مأمون.