أعلن الثوار الليبيون الخميس أنهم سيطروا على مرزوق إحدى البلدات المهمة في جنوب غرب ليبيا ليزداد إحكام الحصار حول طرابلس العاصمة. وقال لوكالة فرانس برس قائد مجموعة يدعى محمد وردوغو ان مقاتلين يتحدر معظمهم من الطبس القبائل المتمركزة جنوب غرب ليبيا والموجودة ايضا في شمال النيجر ومنطقة تيبستي في تشاد تمكنوا من السيطرة على مرزوق وحاميتها العسكرية بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من ساعة. واضاف ان نحو 12 عسكريا موالين للقذافي قتلوا وأسر خمسة ضباط بينهم عميد وعقيد. واوضح ان الثوار استولوا ايضا على آليات عسكرية رباعية الدفع واسلحة ثقيلة وذخائر، مشيرا الى سقوط قتيل من المهاجمين. ومرزوق هي ثاني مدن منطقة فزان التي تعد سبها كبرى مدنها. وتشكل فزان عقدة اتصال حيوية باتجاه جنوب الصحراء وموقعا اساسيا لقوات القذافي. كما أكد مراسل رويترز في بلدة غريان أن المعارضة تسيطر على البلدة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس. وقال المراسل ان علم المعارضة بألوانه الاحمر والاخضر والاسود يرفرف في ميدان وسط البلدة وان المعارضة وضعت دبابة تي-34 ومدفعا مضادا للطائرات في الميدان. وقال معارضون ان قوات القذافي انسحبت بعد أيام من القتال بالبلدة التي تسيطر على الطريق السريع الرئيسي من الجنوب الى العاصمة. وكان المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، قد أكد أن نظام القذافي بدأ يتهاوى، وان ساعة الحسم «تلوح في الأفق بعد التقدم العسكري الكبير الذي حققه الثوار في مختلف الجبهات. وقال قائد مجموعة ان 12 عسكريا للقذافي قتلوا في معركة مرزوق وأسر 5 ضباط بينهم عميد وعقيد كما استولى الثوار على آليات عسكرية رباعية الدفع وأسلحة ثقيلة وذخائر، مشيرا الى سقوط قتيل من المهاجمين ولم يستبعد عبدالجليل أن يقدم القذافي على خطوات جنونية مثل حرق طرابلس وتحويل معركة تحريرها إلى مجزرة بعد تلغيم شوارعها ومنشآتها الحيوية والاستراتيجية». والأربعاء، كانت قوات المعارضة تخوض قتالا الى الغرب والى الشرق من العاصمة طرابلس ضد فلول قوات القذافي من اجل السيطرة على منشآت نفطية حيوية لتحقيق النصر في الحرب الاهلية المستمرة منذ ستة أشهر. وقالت المعارضة ان 18 من مقاتليها قتلوا واصيب 33 آخرون يومي الثلاثاء والأربعاء في مدينة البريقة الواقعة شرقي طرابلس في معركتهم لطرد فلول القذافي من الميناء والمصفاة النفطية بالمدينة التي تشهد قتالا منذ عدة ايام. وشنت قوات المعارضة هجوما على مصفاة النفط في مدينة الزاوية يوم الاربعاء لطرد آخر القوات الموالية للقذافي من المدينة التي تقع الى الغرب من طرابلس وتضييق الخناق على العاصمة. وبعد 41 عاما من السلطة المطلقة في ليبيا يبدو القذافي البالغ من العمر 69 عاما معزولا. وتقترب قوات المعارضة من الغرب والجنوب والشرق لتعزل معقله في طرابلس التي تقع على ساحل البحر المتوسط. ومصفاة النفط في الزاوية من مصادر الوقود القليلة الباقية لقوات القذافي وسكان طرابلس. وقال قائد ميداني لقوات المعارضة ان خط الانابيب الذي يربطها بطرابلس قطع يوم الثلاثاء. وبمساعدة من قاذفات ومقاتلات حلف شمال الاطلسي وطائرات الهليكوبتر الهجومية والحصار البحري حقق المعارضون تحولا في المعركة في الايام القليلة الماضية بعد اسابيع طويلة من الجمود. وقال مسؤول امريكي لرويترز ان الولاياتالمتحدة نشرت طائرتين بدون طيار اضافيتين للقيام بعمليات مراقبة فوق ليبيا بينما تواجه قوات القذافي ضغوطا لم يسبق لها مثيل. واضاف المسؤول - الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته - أن الطائرتين وصلتا الى ليبيا قبل أيام ولم يتضح على الفور عدد الطائرات الامريكية بدون طيار الموجودة حاليا في ليبيا لدعم مهمة حلف شمال الاطلسي. ويأتي قرار الولاياتالمتحدة ارسال طائرات بدون طيار اضافية في اعقاب نداءات الشهر الماضي من أندرس فو راسموسن الامين العام لحلف الاطلسي للدول الاعضاء لتقديم مزيد من الدعم الجوي وبينما يحقق المعارضون المسلحون الليبيون تقدما مهما في جبهات القتال في ارجاء البلاد. وفي القاهرة، شهدت صالات الوصول بمطار القاهرة الدولي الأيام الماضية ظاهرة جديدة تمثلت في قيام عدد من رجال الأعمال العرب والمصريين بنقل ملايين الدنانير الليبية إلى مصر للتصرف فيها تحسبا لسقوط نظام القذافي وتعرض العملة الليبية إلى الانهيار. وقالت مصادر جمركية بالمطار إن «رجال الأعمال قدموا فور وصولهم إلى القاهرة إقرارا بوجود الأموال معهم ويتم السماح بدخولها بصحبتهم طبقا لقانون النقد مع الركاب حيث لا بد من تقديم إقرار عن وجود عملات أجنبية في حالة زيادتها عن 10 آلاف دولار أو ما يعادلها من العملات الأخرى». وكان على طائرة واحدة هي الإماراتية القادمة من دبي سبعة ركاب يحملون ما يزيد على مليون دينار ليبي منهم رجل أعمال قدم إقرارا بوجود 290 ألف دينار ليبي وتم السماح بدخولها. وقالت المصادر إن «الظاهرة دفعتنا لنستعلم من الركاب القادمين عن سببها فقالوا ان بعض التجار يتخلصون من الأموال الليبية خاصة المطبوع عليها صورة القذافي خوفا من الإلغاء بعد سقوطه خاصة في ظل تزايد التوقعات بحدوث ذلك قريبا وهروب بعض المقربين منه وأن سعر الدينار الليبي انخفض بشكل كبير وأنهم سيحاولون بيع الدنانير لعدد من رجال الأعمال الليبيين لاستخدامها في ليبيا سواء لشراء ممتلكات أو أراضي أو معدات».