أحرز الثوار الليبيون انتصارات في العديد من مناطق القتال، فيما أعادت المعارضة أمس فتح السفارة الليبية في واشنطن. فقد سيطر الثوار الليبيون على المصفاة النفطية في مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم غرب طرابلس، كما سيطروا على مناطق سكنية حول المصفاة. وقال قائد ميداني للثوار في الزاوية إن مسلحي المعارضة نجحوا مساء أول من أمس في "السيطرة على المصفاة" الإستراتيجية لنظام العقيد معمر القذافي. وفي الإطار نفسه أعلنت قوات المعارضة في مصراتة أنها توغلت 40 كيلومترا جنوباً باتجاه مدينة سرت؛ حيث تحدث المتمردون عن السيطرة عن نقطة إستراتيجية على هذا المحور. وذكرت في بيان أنه "تم تقدم الثوار في هذه الجبهة حتى منطقة أبوقرين بعد جسر السدادة بحوالي أكثر من 40 كيلومترا"، وذلك على مقربة من تاورغاء. وبحسب البيان الذي وقعه "مركز المعلومات للمجلس العسكري لمصراتة" فقد قتل أربعة من الثوار خلال تقدمهم. وقال البيان إن الثوار قاموا "بتمشيط المنطقة وتم تحرير عائلات من مدينة مصراتة كانت تحتجزها كتائب القذافي هناك لاستغلالها كدروع بشرية". كما أعلن الثوار أنهم سيطروا على بلدة مهمة في جنوب غرب ليبيا. وقال محمد وردوغو أحد مسؤولي مجموعة من المقاتلين يتحدر معظمهم من الطبس القبائل المتمركزة جنوب غرب ليبيا "هاجم رجالنا بلدة مرزوق وبعد معارك عنيفة استمرت أكثر من ساعة تمكنا من السيطرة على البلدة وحاميتها العسكرية". وأضاف أن نحو 12 من القوات الموالية للقذافي قتلوا وأسر خمسة ضباط بينهم عميد وعقيد. وأوضح أن الثوار استولوا أيضا على آليات عسكرية وسيارات رباعية الدفع وأسلحة ثقيلة وذخائر، مشيراً إلى سقوط قتيل من المهاجمين. وأضاف المتحدث "مرزوق باتت بكاملها خاضعة لسيطرتنا غير أن الكهرباء والماء انقطعت عنها والوضع الإنساني مترد". ولم تؤكد مصادر مستقلة تصريحات وردوغو الذي تحدث بالنيابة عما يطلق عليه "كتيبة درع الصحراء" التي يقودها بركة وردوغو طوباوي. ويواصل الثوار تضييق خناقهم على طرابلس وقد استعادوا زمام المبادرة على خطوط الجبهات الأخرى، فيما تعد فزان منطقة حيوية بالنسبة للنظام حيث توفر له أحد آخر خطوط الإمداد من النيجر بدعم من قبائل الطوارق في المنطقة. سياسياً أعادت المعارضة الليبية رسمياً أول من أمس فتح السفارة الليبية في واشنطن، معتبرة أنها تمثل للمرة الأولى منذ 42 عاماً "ليبيا الحرة". وأعاد علي العوجلي، السفير الليبي في واشنطن حتى فبراير الماضي حين أعلن انشقاقه عن نظام العقيد معمر القذافي، افتتاح البعثة القنصلية الواقعة في فندق ووتر غايت في العاصمة الأميركية. وقال العوجلي أمام عشرات من المناصرين الحاملين الأعلام الليبية الخضراء "للمرة الأولى منذ 42 عاماً، تمثل هذه السفارة ليبيا الحرة". وأعتبر أن "الاعتراف الدبلوماسي ليس هدفاً في ذاته بل مرحلة مهمة" بهدف التوصل إلى تعاون أكبر بين المجلس الوطني الانتقالي والولاياتالمتحدة. وأضاف "أنا واثق بأن الولاياتالمتحدة ستحرر قريباً الأرصدة المجمدة للقذافي في الولاياتالمتحدة التي تعود إلى الشعب الليبي". وتابع "نحن في حاجة إلى هذه الإمكانات في أسرع وقت لتفادي أزمة إنسانية واسعة النطاق ولتقديم الحاجات الأساسية ومواصلة إعداد أنفسنا لانتقال ديموقراطي".