بنغازي، الزاوية - أ ف ب - أعلن الثوار الليبيون أمس الخميس أنهم سيطروا على المصفاة النفطية في مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم فقط غرب طرابلس. وقال قائد ميداني للثوار في الزاوية لوكالة فرانس برس إن مسلحي المعارضة المسلحة نجحوا مساء الأربعاء في «السيطرة على المصفاة» الاستراتيجية لنظام العقيد معمر القذافي، كما سيطروا على مناطق سكنية حول المصفاة. وتعد الزاوية ميناء نفطياً حيوياً على ساحل المتوسط. وكان المتمردون أعلنوا الاثنين سيطرتهم على «معظم» المدينة، غير أن قوات القذافي كانت لا تزال تقصف المنطقة بصواريخ غراد ما يستتبع تبادلاً مدفعياً كثيفاً بين الجانبين. ومساء الثلثاء كان المتمردون يسيطرون على الجزء الأكبر من الموقع النفطي الذي يمتد على مساحة ستين هكتاراً ويحاولون طرد آخر جنود القذافي الذين كانوا لا يزالون موجودين في المصفاة. لكن بعد معارك استمرت أربعة أيام في الزاوية ما زال المستشفى بين أيدي قوات النظام. واعترف المتمردون بوجود «صعوبات» في استعادته بسبب وجود «مرضى مدنيين» في داخله. من جهة أخرى قال الثوار الليبيون إنهم «حددوا مواقع كل القناصة» الموالين للقذافي في الزاوية. وعلى بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً الى الغرب من الزاوية، استولى المتمردون على كل صبراتة تقريباً باستثناء شرق المدينة الذي ما زال موالون للقذافي يطلقون منه قذائف هاون، كما قال عبد السلام عثمان الناطق العسكري باسم المتمردين في الغرب. وأضاف إن المتمردين تساندهم غارات جوية لحلف شمال الأطلسي قتلوا في المنطقة 25 جندياً موالين للقذافي وأسروا أربعين آخرين. كذلك أعلنت قوات المعارضة أمس الخميس أنها توغلت 40 كيلومتراً جنوباً باتجاه مدينة سرت حيث تحدث المتمردون عن السيطرة على نقطة استراتيجية على هذا المحور. وذكر بيان أصدرته المعارضة المسلحة أنه «تم تقدم الثوار في هذه الجبهة حتى منطقة ابوقرين بعد جسر السدادة بحوالى أكثر من 40 كيلومتراً»، وذلك على مقربة من تاورغاء. وبحسب البيان الذي وقعه «مركز المعلومات للمجلس العسكري لمصراتة» قتل أربعة من الثوار خلال تقدمهم. وقال البيان إن الثوار قاموا «بتمشيط المنطقة وتم تحرير عائلات من مدينة مصراتة كانت تحتجزها كتائب القذافي هناك لاستغلالها كدروع بشرية». وتقع تاورغاء على بعد 40 كيلومتراً جنوب مصراتة. وقد سيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة قبل أسبوع بعد هجوم خاطف. وبحسب البيان يكون المعارضون قد تقدموا الى مسافة 80 كيلومتراً باتجاه الجنوب من مصراتة على الطريق الصحراوي بمحاذاة الساحل وباتجاه مدينة سرت وهي المنطقة التي تعود إليها أصول القذافي وحيث معقل أنصاره. وقال أحد الناطقين باسم الثوار الليبيين أمس إنهم سيطروا على بلدة مرزوق في جنوب غربي ليبيا. وأوضح محمد وردوغو أحد مسؤولي مجموعة من المقاتلين يتحدر معظمهم من قبائل الطبس المتمركزة جنوب غربي ليبيا أن الثوار هاجموا بلدة مرزوق، «وبعد معارك عنيفة استمرت أكثر من ساعة تمكنا من السيطرة على مرزوق وحاميتها العسكرية». وأضاف إن نحو 12 من القوات الموالية للقذافي قتلوا وأسر خمسة ضباط بينهم عميد وعقيد. وأوضح أن الثوار استولوا أيضاً على آليات عسكرية وسيارات رباعية الدفع وأسلحة ثقيلة وذخائر، مشيراً الى سقوط قتيل من المهاجمين. وأضاف المتحدث: «مرزوق باتت بكاملها خاضعة لسيطرتنا غير أن الكهرباء والماء انقطعت عنها والوضع الإنساني مترد». ولم تؤكد مصادر مستقلة تصريحات وردوغو الذي تحدث بالنيابة عما يطلق عليها «كتيبة درع الصحراء» التي يقودها بركة وردوغو طوباوي. ويتواجد ممثلون عن تلك المجموعة من مقاتلي الطبس منذ عدة أيام في بنغازي معقل الثوار الليبيين في شرق البلاد للحصول على دعم «المجلس الوطني الانتقالي»، الهيئة السياسية للثوار. ولقبائل الطبس ممثل سياسي في المجلس الوطني الانتقالي. ومرزوق هي ثاني مدن منطقة فزان التي تعد سبها كبرى مدنها. وتشكل منطقة فزان نقطة اتصال حيوية على الطرق المؤدية الى النيجر وتشاد جنوباً والجزائر غرباً وطرابلس شمالاً. كما تعد فزان، ومدينة سبها خصوصاً، موقعاً هاماً للإمدادات بالنسبة الى قوات القذافي، حيث تلعب قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد القذافي دوراً سياسياً واقتصادياً محورياً. ويواصل الثوار تضييق خناقهم على طرابلس وقد استعادوا زمام المبادرة على خطوط الجبهات الأخرى، فيما تعد فزان منطقة حيوية بالنسبة الى النظام حيث توفر له أحد آخر خطوط الإمداد من النيجر بدعم من قبائل الطوارق في المنطقة.