توقع عدد من الخبراء العقاريين والمتعاملين في القطاع العقاري، استمرار ركود سوق العقار في محافظة الأحساء خلال شهر رمضان. مؤكدين على أن التعاملات العقارية حققت تراجعا ملحوظا، حيث يشهد السوق حاليا ركودا كبيرا، مسجلا درجة نزول وصلت إلى أدنى معدلاته الطبيعية، نظراً إلى إحجام الناس عن عمليات البيع والشراء على مستوى الأفراد الراغبين في شراء الأراضي كسكن، والاكتفاء بمراقبة حركة السوق، التي تتسيد فيها حركة عقارية جيدة اقتصرت على المستثمرين، وذلك من خلال عقد التحالفات والتكتلات الاستثمارية في قطع الأراضي الكبيرة، بحسب ما أفاد به متعاملون في السوق العقارية، الذين أكدوا على أن فترة الركود ستستمر إلى نهاية شهر رمضان المبارك، كما أوضحوا أن طبيعة الشهر المبارك وخصوصيته أثّر بشكل واضح وكبير على إجمالي حجم التعاملات، متوقعين بأن يشهد القطاع العقاري في الأحساء، نموا سريعا وحيويا خلال الربع الأخير من العام الحالي. واعتبر الخبير العقاري عبداللطيف العفالق، بأن شهر رمضان موسم ضعيف بالنسبة للتسويق العقاري، لانصراف عامة الناس سواء المستثمر أو المشترين نحو الجانب العبادي والاجتماعي، خصوصا في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك التي تنحسر فيه بعض الأنشطة العقارية، وبالتالي في كل موسم رمضاني يشهد السوق حالة من الركود، مؤكدا أنه لا يمتلك إحصائية دقيقة تمكنه من تحديد نسبة حجم التعاملات اليومية في الأيام القليلة الماضية لابتعاده عن السوق مؤقتا في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن السوق سيتخلص من حالة الركود بعد إجازة عيد الفطر خصوصا الفترة التي تتزامن مع افتتاح المدارس، مضيفا بأن سوق العقارات في الأحساء سيتحرك مجددا وسيصل إلى مستويات تبقى ضمن الحد الطبيعي. ويتفق معه في الرأي المستثمر العقاري أمين الشخص، الذي أوضح بأن ركود تعاملات البيع والشراء تزامنت مع الأيام الأولى لشهر رمضان وهي مستمرة حتى الآن، لكن الركود انحصر فقط في جانب التعاملات الفردية التي سجلت معدلات هبوط وصلت نحو 50 بالمائة تقريبا، مقارنة بمستوى معدلاتها قبل شهر رمضان، وقال «يمكن ملاحظة ذلك في تناقص عدد إفراغ الصكوك في مكاتب العدل» لافتا إلى أن هناك حركة تعاملات جيدة في السوق بصفة عامة، وذلك من خلال تشكيل حركة تكتلات من قبل المستثمرين لشراء القطع الكبيرة، مضيفا بأن التعاملات هذا العام أقل بكثير من العام الماضي التي تركزت على المخططات المخدومة التي كانت متوفرة مثل مخطط المهندسين، والمنار. وقال الشخص: إن هناك تعويضات قادمة متوقعة في الفترة المقبلة، في ظل القروض الميسرة التي تمنحها البنوك الخاصة في ظل منافسة تخفيض هوامش الربح التي تشجع في الإقبال على مثل هذه القروض البنكية، إلى جانب العروض العقارية في المساهمات الجديدة، التي تحفز المواطن للدخول فيها بمبالغ تأسيسية، عن طريق الحصص غير المرخصة رسميا والمسموح بها نظاما. بينما أكد رجل الأعمال حسن الصالح: أن الاستثمار العقاري من الاستثمارات ذات الطبيعة الخاصة، حيث يعتبر ذلك الاستثمار، من أولى الاستثمارات التي تتأثر سلبا في شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أن العرض والطلب هو من يتحكم في حركة السوق، مبينا بأن سوق الأحساء العقاري يتمتع حاليا بقلّة المعروض من القطع السكنية، مقابل شدة الطلبات المتزايدة ، خصوصا في المناطق والمخططات المخدومة بالنسبة لشمال الأحساء، والتي يتراوح سعر المتر فيها بين 1300و1400ريال للمتر، مضيفا بأنه توجد حركة شراء جماعية جيدة للعديد من التكتلات العقارية، إضافة إلى مضاربات المستثمرين في مخططات البلدية، متوقعا أن يشهد السوق حركة شرائية قوية بعد شهر رمضان.