الفنان التشكيلي بكر شيخون واحد من الفنانين التشكيليين السعوديين الذين بدأوا مبكرا من خلال مشاركات محلية في جدة مواكبا البدايات الاولى للحركة التشكيلية في المملكة اواخر الستينيات من القرن الماضي. وهو احد اسماء الدفعة الاولى التي تخرجت في معهد التربية الفنية بالرياض 1969 ليلتحق بعد ذلك لدراسة الفن في ايطاليا التي عاد منها 1980 واكب شيخون التغيرات الفنية التي شهدتها الساحة العربية فقدما اعمالا ضمن ما عرف بالمفاهيمية في اكثر من مناسبة دولية مثل بينالي الشارقة وبينالي القاهرة وغيرهما من تلك الاعمال ويفضل نعتها أعمال ما بعد العام 2000م: ( السلم المقلوب.. أولاً أنا أفضل تسميتها فن ما بعد اللوحة, وهو ليس فقط طريقة للتعبير الجمالي بل وأيضا وسيلة للتفكير بطريقة جميلة آلة الفوشار.. الكرسي والبيضة.. مقطع من جريدة يومية.. حجرة التنفيس.. أوراق التقويم 1 / 2 / 3 / 4 ..سيمفونية النغمة الواحدة.. أمجاد يا عرب «فيديو آرت».. لماذا رقصنا ذلك اليوم «تقنية فلاش».. الحذاء والشاشة المكسورة).. في حديثه ل (اليوم) وعن المفاهيمية في الفن يقول: أولاً أنا أفضل تسميتها فن ما بعد اللوحة, وهو ليس فقط طريقة للتعبير الجمالي بل وأيضا وسيلة للتفكير بطريقة جميلة؛ وأشير بالمناسبة إلى مقولة «الفكر الجميل» التي اقترحتُها في كتابي «حكايات تشكيلية» عوضاً عن فكرة «الجمال العقلي» تلك التي انتقدها الشاعر الرومانسي «شيللي» بسبب ارتباطها بالمقولات الماورائية ما أدى بالفن الحداثي «بحسب زعمي « إلى طريق مسدود, وبالتالي فإن ما يجري اليوم من تحولات في ميدان الفن إنما هو بحث عن مخرج من المأزق الذي انتهى إليه الفن الحديث مع التجريدية التعبيرية. أما الخلاف حول الفن «المفاهيمي» فشأنه شأن أي خلاف حول كل جديد. ويتابع شيخون: هذا لا يعني أن الفن التجريدي إلى زوال ولا أحد يقول بهذا, خصوصاً أن التجريدية التعبيرية وبما تتسم به من غموض تعتبر من أكثر طرائق التعبير قدرة على المراوغة, ومن ثم القدرة على البقاء والانتشار. وحول ما يثار عن صعوبة التعاطي مع الأعمال المفاهيمية في نظر البعض من زوار المعارض الفنية يرى «انه من المفترض أن تكون الحقيقة غير ذلك، إذ من المعروف أن التفاعل الصحيح مع الفن الحديث, هو الذي يتسم بقدر من الصعوبة لحاجته إلى أدوات معرفية خاصة من بينها الخبرة البصرية مثلاً وما يتبعها من تعقيدات وإشكالات لا تكاد تنتهي, بينما يتخلى الفن «المفاهيمي» عن هذه النخبوية ليخاطب سائر الناس بلا وسيط.. هذا ما لمسته على الأقل في استجابة الناس وتفاعلهم مع أعمالي». وعن أعماله الأخيرة مثل «الكرسي والبيضة» و»السلم المقلوب» يقول شيخون: «ربما لأنني جاد بما يكفي لأن أنجز أعمالاً بهذه الكيفية، فأنا دقيق جداً في غربلة الأفكار التي تراودني لاختيار أفضلها ولا أتردد في استبعاد العشرات غيرها ثم لا أجد غضاضة في الاكتفاء بعدد قليل من الإنتاج.. وأظن أن الجدل المثار حول هذه الأعمال وغيرها من أعمالي الأخيرة ليس فقط بسبب غرابتها بل ولأنها تلامس بحسب ظني مشاعر الناس وعقولهم بطريقة غير متوقعة وتحفزهم على التفكير». وعندما سئل ولكن الحداثيين يعولون كثيراً على الكم . أجاب :»هذه من سمات الحداثة.. لكني أنوه بأن كثرة الإنتاج قد تعني أيضاً قيمة إيجابية. أحد الاعمال الفنية وعن إحجامه عن إقامة معرض شخصي لأعماله الجديدة حتى الآن يعلق باسماً: «أصارحك القول بأنني أجهل تماماً الكيفية التي يمكن أن تظهر عليها المعارض الشخصية للأعمال المشابهة ومازلت أتساءل فيما إذا كان من المناسب أن أقوم بعرض عشرة من أعمالي مثلا أو أكثر دفعة واحدة.. ولا شك في أن المعرض الشخصي أمر مهم, لكن الأهم عندي ألا أتوقف عن تقديم ما لدي ولو على دفعات, وألا أكف عن الركض وراء المسائل المتعلقة بمشروعي حتى عندما أكون منشغلاً بأشياء أخرى.»