انضممنا إلى الأعمال و التثقيف التطوعي منذ حوالي ثلاث سنوات... نعمل في الفترة الصباحية ممرضتين حتى ما بعد الظهر... نعمل ثمان ساعات كمتوسط في العمل التطوعي في كل يوم من الأسبوع المخصص للعمل التطوعي... في كل شهر نخصص أسبوعاً واحداً للعمل التطوعي.نقوم بتثقيف الناس حول كيفية عمل الإسعافات الأولية، و الالتزام بمعايير السلامة في المنزل و المطبخ و برك السباحة و غيرها . نتواجد عادة في المهرجانات و الفعاليات الثقافية و البرامج الترفيهية التي تقام بين الفترة و الأخرى ، كما نقوم بالتواجد في بعض الأحيان في التجمعات النسائية الاجتماعية. نقوم بتوزيع نشرات تثقيفية عن الدفاع المدني و الأمراض المزمنة و كيفية التعامل معها ، مع التركيز على بعض الظواهر التي يجب الحد منها كإهمال الأطفال في المطبخ أو تركهم في الحمام لوحدهم أو عند الأجهزة الكهربائية الخطيرة... كان هذا جزءاًَ من حديث دار بيني وبين «الفاطمتين» فاطمة بنت حسين آل أرقية ، وفاطمة بنت أحمد آل نجمة، هاتان الفاطمتان كما أسلفت تكرسان حصة من وقتيهما للعمل التطوعي كجزء أساسي اعتادتا عليه. لب حديثي... الفاطمتان تعملان من الصبح حتى ما بعد الظهر في وظيفتيهما الأساسيتين، وبعد أخذ قسط من الراحة بعد خروجهما من وظيفتيهما تعملان ما يقارب الثمان إلى العشر ساعات على مدى سبعة أيام متواصلات عملاً تطوعياً، وتكونان بذلك تعملان ما يقارب السبع عشرة ساعة يومياً ما بين العمل الأساسي و العمل التطوعي... نعم هذه هي ثقافة العمل التطوعي و خدمة المجتمع وخدمة هذا البلد المعطاء ، العمل التطوعي الذي ينسلخ فيه الإنسان من الأنا ، فتراه يعمل دون مقابل يبتغي مرضاة الله و خدمة مجتمعه والارتقاء بروح التكافل و العمل الاجتماعي . إن وطننا ليفخر بمثل هاتين «الفاطمتين» كونهما تعدان أنموذجين للمرأة السعودية المشاركة في بناء وطنها ، كما أنهما تذكرانا بمسؤوليتنا تجاه تربية أولادنا على حب العمل التطوعي و ضرورة المساهمة في إثراء المجتمعات وتنميتها فكرياًسؤال يدور في ذهني... يا ترى ما هو دافع هاتين الفاطمتين للعمل التطوعي طوال هذه المدة بنفس راضية مقبلة و بشكل متواصل دون كلل أو ملل ؟ أهو حب الخير ؟ الجميع يحب الخير ، و لكن ليس الجميع يحب العمل التطوعي ، فالعمل يعني الإرهاق و التعب لتقديم خدمات للمجتمع دون مقابل . أظنني أقف على الجواب بكلمة واحدة «التربية» نعم... يجب علينا تربية أولادنا على حب العمل التطوعي ، على الإخلاص لهذا الوطن عن طريق الإخلاص للمجتمع ، معلوم أن العمل التطوعي يصقل الإنسان و يجعله على خط التماس بينه و بين الناس ، و بالتالي تقل عندنا حالات الاكتئاب و الابتعاد عن المجتمع و رهاب مقابلة الناس و الأهم من ذلك نزيد من درجة التكافل الاجتماعي و نقلل من هدر الوقت كما نقلل من الجرائم و المشكلات التي تنشأ بسبب الوحدة ووقت الفراغ . آخر قولي... إن وطننا ليفخر بمثل هاتين «الفاطمتين» كونهما تعدان أنموذجين للمرأة السعودية المشاركة في بناء وطنها، كما أنهما تذكرانا بمسؤوليتنا تجاه تربية أولادنا على حب العمل التطوعي و ضرورة المساهمة في إثراء المجتمعات وتنميتها فكرياً بمثل هذه النماذج ، فلهما منا كل التحية و التقدير على ما تقدمانه من جهد للوطن و المجتمع . و دمتم سالمين ...