وظفت الجمعية الخيرية بالدلم طاقات أبنائها في العمل التطوعي لأنه حس ديني و هاجسا لا يغيب عن أي تربوي لأن غرس ثقافة العمل التطوعي في نفوس الناشئة وأهميته في تنمية شعورهم بالواجب الوطني والتعبير الحسي لهذا الواجب رسالة أسرة ونجاح مجتمع نشاهد الشباب أبناء الجمعية الخيرية بالدلم ونراقب عن بعد غياب ثقافة العمل التطوعي بين أوساط بعض الشباب الآخرين عموما فنفرح بهؤلاء ونحزن لأولئك فشباب جمعية الدلم ضرب أروع المثل في التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي والإندماج فيه كثير من قيم التلاحم والأوجه الإنسانية الرائعة مجتمع شبابي قادر وبكل نجاح أن يعطي بلا حدود وبلا مقابل لأن العطاء عود قويم من نهج حياة هذا المجتمع نواته تعاليم الدين الإسلامي والقيم العربية الأصيلة. الإستعدادت الفطرية والإنتماء الديني مخرجات العمل التطوعي تتفوق في أهم الأنشطة الخيرية في هذه المؤسسة الاجتماعية الحاضنة للفقراء والمحتاجين والتي ينتمي لها أهالي الدلم بالرعاية والدعم فمشروع تفطير الصائمين نجد فيه روح التنافس الشريف وجودة الإخلاص والتميز لنجد في صالات إعداد الوجبات شباب وقودهم طلب الأجر بكل فخر استثمروا دقائق الشهر الكريم ليضيفوا لصيامهم وقيامهم أعمالا جليلة نراها فخرا للشباب وعنوان استثمار لخدمة الدين ولوطن العمل التطوعي له أهمية متزايدة مع تعقد الظروف الحياتية وحاجة المجتمع المدني إلى من يشعر بمسؤلياته فهو يعكس ثقافة المجتمعات ويعبرعن مدى تلاحمها وتكافلها الإجتماعي مؤشرعلى الجانب الإنساني و حيوية ذلك المجتمع حيث أنه يعمق مفهوم التعاون وروح الجماعة وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وتتضح أهمية العمل التطوعي المدني في حالات المناسبات مثل مناسبة مشروع موائد الإفطار التابع للجمعية وغيرها من المناسبات الأخرى شباب التعاون في جمعية الدلم الخيرية لم يكونوا قدوة عمل في هذا العام فحسب بل إنهم امتداد ثقافة تطوع ولدت في رحم هذه المدينة فهم الآن خلية نحل في الجمعية عصرا وخلايا نحل أخرى في مدارس تحفيظ القرآن الكريم مساء وأيضا هم أبناء متطوعين للجمعية سابقا لا ريب إذا أعتبر التطوع ركن يساند القطاعين الحكومي والخاص في بناء المجتمعات الحديثة ولا عجب إذا أقيمت من أجله المؤسسات والجمعيات ليقدم من خلالها المتطوعون وقتهم وجهدهم ومالهم دون مقابل في سبيل رفعة مجتمعاتهم. فمن هنا نقول العمل التطوعي في الثقافة الإسلامية له أهمية كونه نابع من عقيدة إيمانية تحث على التعاون على الخير والتكافل الإجتماعي إبتغاءا لوجه الله سبحانه وتعالى و هذا أساس خير أمة أخرجت للناس تسعى لكل أنواع البذل والعطاء إبتداء "بالإبتسامة" وإنتهاء ببذل الروح رخيصة في سبيل الله. فالعمل التطوعي ملمحا أساسيا من ملامح المجتمع الإسلامي الذي يوازن بين متطلبات الفرد والجماعة. لكن حاليا وفي هذا العصر الالكتروني نتيجة للنزعة الفردية التي فرضتها علينا المتغيرات الحياتية الإجتماعية والإقتصادية أصبح الفرد يعمل في حدود متطلباته ومسؤولياته فقط وأصبحت النظرة للعمل التطوعي على إنه خيارا وليس إلزاما وغابت ثقافة البذل والعطاء في خضم المدنية وتغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة وضعف الرابط الإجتماعي فمن هنا تأتي الحاجة الماسة لإعادة إحياء ثقافة العمل التطوعي وبثها في نفوس الشباب وتكوين بذرة الشخصية الإجتماعية الإيجابية لإنسان الغد. ولا يتأتى ذلك إلا بتكاتف جهود الأسرة والمؤسسات التعليمية التي يعول عليها صياغة شخصية الفرد وتحقيق ذاته الإنسانية ليصبح مواطنا صالحا يستثمر طاقاته بما ينفعه وينفع وطنه ومن حوله. ليمتد العمل التطوعي إلى خارج أسوار المدرسة وهذا ينبع من إحساس الطالب بيئته ومجتمعه ورغبته في تسخير طاقاته وإمكانياته في المشاركة المجتمعية الفاعلة ومن إيمانه بأن خدمة المجتمع شرف والعمل التطوعي عمل إنساني يهذب النفس وينقيها وينمي لديها الشعور بالرضا وتحقيق الذات لأن المناهج الدراسية لها دوره الكبير فهي التي تعد القوة الموجهة لتحقيق هدف تنمية حس العمل التطوعي من أجل إذكاء الشعور بالواجب والانتماء ورد الجميل للوطن الدلم تفتخر بفتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى وطمأنينة واستقامة وعشق للأعمال الخيرية نراهم ورش عمل تطوعي بمشاعرهم الاجتماعية والتربوية نحسبهم أدلة وعناوين لمن أراد أن يعمل كوكبة وضاءة وقناديل جميلة تخدم الدين والوطن بانتماءات الحب في الله وطلب الأجر والمثوبة أدعو الله لهم بالتوفيق والنجاح وأن يحقق أمانيهم فهم عيون الوطن وثروته وعصب حياته وسنراهم مستقبلا مشرقا يحملون الشهادات العلياء وقياديين إن شاء الله وأشكر الأسر التربوية المحافظة التي خرجت وأنتجت للوطن هؤلاء الأجيال من بيئة تربية صالحة فهم عوض لنا فيما فقدناه من الشباب العاطلين المفلسين الذين يزعجون الوطن والمواطن بالتفحيط والدوران والسرقة وسلب العمالة فحينما نرى هؤلاء الشباب الطيب نتأكد بأن المستقبل أطيب و يحمل لنا أخيارا نبلاء لخدمة الوطن ونسأل الله أن يهدي بقية الشباب