"يلاّ بنات الرياض" ليست رواية سعودية جديدة صدرت عن دار نشر خارج الوطن بهدف سبر أغوار المجتمع السعودي وتتصيد أخطاء بناته وسقطات بعضهن وهو ليس مجرد اسم لمنتدى على الإنترنت لتبادل "السواليف" ومضيعة الوقت.. بل هي رسالة أسمى، وعمل عظيم جداً رواده مجموعة من البنات السعوديات تعرفت على نشاطهن في احدى المناسبات عندما التقيت بإحدى الزهرات في حفل لجمعية خيرية، حيث كانت تعد لمعرض خيري ريعه عائد لصالح أطفال الجمعية فعرّفت بنفسها وبمجموعتها وأهدافها والأنشطة التي قمن بعملها.. وكانت بهذا تجيب عن علامات التعجب التي ارتسمت على وجهي وتدفعها تلك الفرحة التي كنت أتأملها .. لقد شعرتُ بالفخر وأنا اسمع عن فتيات سعوديات ينطلقن من إحساس وطني بدافع المسؤولية الاجتماعية ورغبة في الأجر والثواب ليس إلا. فتلك الشابات جمعتهن رغبة العمل التطوعي فعملن بجد وإخلاص وحققن شهرة جيدة بين الفئة التي يتوجهن إليها ومع الجهات الخيرية والخدمية التي يتعاونّ معها. فبرغم عدم شيوع ثقافة العمل التطوعي لدينا إلا أن تلك المبادرة من البنات كان لها وقعها، لقد أثبتن أنهن فاعلات بالقدر الذي يحق لنا أن نعتز بهن ونسارع في دعمهن ومساندة أعمالهن الجليلة، وأعطين بذلك ترجمة حقيقية وصورة واقعية لبنات هذا البلد الكريم .. لقد مثلن من خلال أنشطتهن الخيرية والتوعوية التكافل والتراحم والتعاضد بأروع صوره وأعطين دروساً عملية عن صنيع الفتاة السعودية وليس هذا فحسب بل شجع نجاح يلاّ بنات الرياض.. أولاد الرياض وحسب معلوماتي أنهم يعدون لنشاطهم الأول ومع مرافقة دعواتنا لهم جميعاً بالتوفيق نأمل أن لا يصطدموا بعقبة القوانين والأنظمة التي تعاملهم على أنهم جمعية أو مؤسسة تحتاج إلى تنظيم إداري وسلسلة لانهائية من التصاريح، ونرجو أن لا يشوَّه ذلك العمل التطوعي الجميل وهذا الجهد البريء باسم البيروقراطية وبحجة أن النظام لا يسمح، بل نتطلع إلى اجراءات تشجيعية تعتمد مثل تلك الجماعات في المدارس والجامعات والأحياء لندعم توجه المتحمسين من شبابنا وشاباتنا لمزيد من العطاء نحو خدمة المجتمع في سبيل أن يكونوا أعضاء صالحين يشغلون مرحلتهم الذهبية ويكتبون سيرتهم الذاتية بأعمال مشرفة تستثمر في الدنيا والآخرة.