ما زال بعض مثقفي المملكة يؤمنون بأن فكرة دمج الأندية الأدبية وفروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون خاطئة وربما تتسبب في خسارة كبيرة للحركة الأدبية والثقافية والفنية في البلاد. نموذج لتصميم مركز الملك عبدالله الثقافي، الذي يفترض تنفيذه على واجهة الدمام البحرية ( اليوم) وأعاد وزير الثقافة والإعلام د.عبد العزيز خوجه، قبل أيام، طرح فكرة إنشاء مراكز ثقافية في مناطق المملكة ودمج الأندية الأدبية وفروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فيها. وأوضح المسرحي عبد العزيز السماعيل أن حجم الرقعة الجغرافية للمملكة الواسع والزيادة المطردة لعدد سكانها، يتطلب وجود تنوع ثقافي، وهو ازدياد الحاجة إلى المؤسسات الثقافية. وأكد أن الأندية وفروع جمعية الثقافة والفنون لم تكن فاشلة في عملها، مشيراً إلى أنها قدمت الكثير من النجاحات خلال أكثر من ربع قرن، رغم ضعف إمكاناتها. ويرفض عدد من المثقفين فكرة إلغاء الأندية الأدبية أو فروع جمعية الثقافة والفنون ودمجها في مراكز ثقافية. وقال السماعيل إن فروع جمعية الثقافة والفنون، «كمؤسسات حاضنة للمواهب في جميع أنواع الفنون والآداب في مكان واحد، فكرة خلاقة وناجحة بامتياز ولا تزال تحقق الكثير»، مؤكداً أن «إلغاء هذا التاريخ، ليس من السهولة .. والصواب هو البناء عليه، وزيادة فروع الجمعية وتطويرها ودعمها للارتقاء بمستواها وفعالياتها». وقال إن وجود فروع جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية لا يتعارض مع وجود مراكز ثقافية تخدم جميع الجهات وتنتج في ذات الوقت نشاطها النوعي الخاص، كما هو موجود في كل المراكز الثقافية في الدول الأخرى، مشيراً إلى أن «التجربة العملية للمراكز، إن وجدت، هي الكفيلة بإثبات أهمية الدمج أو عداه .. أما الدمج قبل ذلك سيكون مغامرة، وربما خطأ وخسارة كبيرة للحركة الفنية والثقافية في المملكة». من جانبه، ذكر الشاعر عبد الله وافيه ان فكرة دمج المؤسسات الثقافية في مراكز ثقافية لا ينبغي أن يعني إلغاءها، فالعبرة ليست بالاسم بقدر ما هي بمدى الفاعلية. وأضاف : «نحن بحاجة لكل هذه المنافذ التي تحرك الفعل الثقافي .. هي قليلة ومحدودة على أرض الواقع»، موضحاً أن هناك مدنا كبيرة تعد عواصم ثقافية لا يوجد بها إلا مؤسسة أو مؤسستان ثقافيتان، على سبيل المثال جدة بها ناد أدبي وجمعية للثقافة والفنون، وهذا لا يتناسب وحجم الحركة الثقافية. وأكد وافيه أن الدمج ليس هدفاً، بل الهدف مشروع بناء مجتمع المعرفة والحاجة لتفعيله وإيجاده ضرورة ملحة، دون الاضطرار إلى دمج المؤسسات الثقافية. وقال إن «المراكز الثقافية مشروع وطني ثقافي مهم باعتبارها حواضن أساسية للحراك الثقافي .. أدبياً أو مسرحياً أو فنياً .. هي مطلب المثقف والمواطن .. مشروع كهذا يجب أن يكون واقعا ولكل الفئات والطبقات». وأضاف : «يكفي في عملية التنمية الثقافية إدراك الحاجة إلى التغيير واتخاذ قرار بتنفيذه وإتاحة إمكانيات التغيير عن طريق إيجاد مراكز ثقافية، وإدراجها ضمن السياسة الثقافية، بحيث تصبح هذه المراكز نقاط تألق ثقافي لتوسيع نطاق تجاربنا المعرفية»، موضحاً أنه يجد «هذه المراكز تحقيقا للتكامل الثقافي وتنمية للوعي».