تفاوتت ردود فعل الوسط الثقافي السعودي، على توجه وزارة الثقافة والإعلام، لدمج الأندية الأدبية مع جمعيات الثقافة والفنون، بين مؤيد لهذه الخطوة، ومعارض لها. واستعرض المؤيدون والرافضون لهذه الخطوة التي كشف عنها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، نهاية الأسبوع الماضي، مبررات موقفهم من هذا التوجه في استطلاع رأي أجرته «الحياة» مع شريحة منهم. وأبدى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سامي الجمعان، رفضه للفكرة محذراً من «عواقبها الوخيمة، إذ ستزداد حركة الثقافة خمولاً، ويحدث خلطاً في الأوراق من دون فائدة. وستكون غير مجدية»، مؤكداً «أننا في حاجة إلى قنوات اتصال ثقافية متعددة، ووجود مؤسستين خير من واحدة». ورجّح أن «يقلص الدمج من سعة دائرة المستفيدين من فرص الصقل، والتدريب، وإتاحة الفرص»، متوقعاً «تناقص عدد الأقنية الموصلة للأصوات الجديدة، بعد إلغاء الجمعية، التي تنهض بدور فاعل وكبير في تهيئة المواهب للظهور على الساحة». وشدد على أن الأندية «عجزت في المقابل عن القيام بهذا الدور، لأنها تولي اهتمامها في فئة تجاوزت مرحلة الصقل وإتاحة الفرصة». ولفت الجمعان، إلى أن جمعيات الثقافة والفنون، «تحتضن المئات من الشبان، وهي فئة عمرية تتطلب برامج ومجالات معينة، مثل المسرح، والتصوير الضوئي، ووجود كل هذه الفنون تحت مظلة مؤسسة واحدة يجعل من الصعب تلبية حاجات الفئات العمرية المختلفة، من أديب متمرس بلغ من العمر والخبرة عتياً، وشاب متحفز يبحث عن فرصة لإظهار موهبته». وشدّد على أنه يتحدث «من واقع خبرة، وممارسة، بحكم إدارتي لجمعية الأحساء، وأيضاً لالتصاقي الكبير بحركة الأندية الأدبية». وقال: «أكسبتني التجربة وعياً في الدور الاستراتيجي الكبير الذي تؤديه الجمعيات، نحو الشباب الذين يجدون فيها ملاذاً. ولا يستدعي الأمر أكثر من تعزيز موازنتها، لتتمكن من استيعاب إعدادهم ونشاطاتهم». وفي السياق نفسه، اعتبر رئيس نادي حائل الأدبي محمد الحمد، عملية الدمج «تضييقاً وخنقاً للعمل الثقافي، وإغراقاً له في البيروقراطية والمركزية التي آن الأوان للتخلص منها». وأضاف «في الوقت الذي تتعدد فيه مظاهر التنمية في السعودية، في شتى المجالات، نكون في حاجة إلى تعدد المنابر الثقافية، وزيادة التواصل مع المثقفين، واستقطاب أكبر عدد ممكن من أبناء المجتمع، للدخول في دائرة العمل الثقافي، وتوسيع دائرة الوعي، وننتظر أن يتوافر في الرياض والمنطقة الشرقيةوجدة، وغيرها من المدن الكبيرة، عدد كبير من الأندية، مثل: ناد للمسرح، وآخر للشعر، وثالث للقصة، ورابع للسينما، وهكذا لبقية الفنون. كيف تحدث عملية الدمج؟» فيما اعتبرت رئيسة اللجنة النسائية في النادي الأدبي في تبوك الدكتورة عائشة الحكمي، أن الدمج «أمر ايجابي، يمنع تشتت الموازنة، ويضمن وجود الفنون الإبداعية كافة، تحت مظلة مركز ثقافي واحد، يعمل على توحيد الجهود، بحيث تتوحد، الفكرة، والرؤية، والرسالة، ما يضاعف النتاج الثقافي». واقترحت أن «تشكل للمركز لجان، مطالبة بدور فاعل للمرأة المثقفة فيه، مماثل لدور المثقف الرجل، وأن لا تحرم من تبوء رئاسة المركز». وتساءلت: «ما المانع والمرأة السعودية تدير الجامعات، ووصلت إلى منصب نائبة وزير؟»، وشددت على أنه «في الثقافة لا يوجد رجل وامرأة، بل ثقافة، يديرها الاثنان على حد سواء، بعد اختيارهما من طريق الانتخابات»، مشددة على أهمية «الانتقاء بتمعن وروية، والغربلة، وبعد النظر في اختيار المرشحة، والمكان الذي تشغله لإعطائها بعد ذلك الفرصة». أما رئيس قسم المسرح في جمعية الثقافة والفنون في جدة علي دعبوش، فلا يرى ضرورة في التعجل في تقويم الدمج، مفضلاً «الانتظار بعد طرح المشروع على أرض الواقع». وأرجع السبب إلى أننا «لا نعرف بعد، آلية التنفيذ، والأهداف، والخطط، والموازنة».