دشنت السعودية المنصة الوطنية للمهارات ضمن مبادرة مسرعة المهارات في أثناء أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025، المنعقد في الرياض، فيما تؤهل المنصة أكثر من 300 ألف متدرب في قطاعات استراتيجية تشمل: الطاقة، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، وتجارة التجزئة، عبر رحلة تعليمية متكاملة. وتقدم المنصة نماذج تدريب مرنة تدمج بين التعلم الرقمي والتطبيقي، وذلك بالتعاون مع برنامج تنمية القدرات البشرية، كما توظف هذه المنصة تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصنيف المهارات، وتوجيه الأفراد نحو المسارات التدريبية الأكثر توافقًا مع متطلبات السوق، مؤكدًا أنها تمثل أداة استراتيجية لتمكين الكفاءات الوطنية. من جهته، قال وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس سليمان الراجحي: "إن الوزارة دشّنت المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتدريب "وعد"، التي تستهدف تقديم 3 ملايين فرصة تدريبية، بعدما حققت المرحلة الأولى أكثر من مليون فرصة في نصف الفترة الزمنية المستهدفة، بمشاركة 60 جهة من القطاعين العام والخاص". وأشار الوزير في سياق حديثه إلى أن مبادرة التدريب الموازي للمرأة سجّلت نتائج تجاوزت المستهدف بنسبة 22%، عبر شراكات مع 70 مؤسسة تدريبية وأكثر من 45 ألف منشأة، فيما حققت معدل احتفاظ وظيفي بلغ 92% في القطاع الخاص. وشدد الراجحي على أن تنمية رأس المال البشري تمثل ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن السعودية تعتمد في تطوير سوق العمل على ثلاث ركائز تتلخص في: المرونة في السياسات، وشمولية الفرص، والتكامل بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية، بما يضمن استجابة فعالة للمتغيرات العالمية وتسارع وتيرة التغيير في بيئات العمل. في الأثناء، أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد الراجحي، أن السعودية تشهد تحولات جوهرية يقودها الذكاء الاصطناعي والتطور المتسارع في الأتمتة، ضمن ملامح الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، موضحًا أن هذه التحولات لم تعد جزءًا من المستقبل، بل أصبحت واقعًا يعيد تشكيل سوق العمل ومفاهيمه الأساسية. وأوضح في مشاركته في أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025، المنعقد حاليًا في مدينة الرياض، أن التحدي لم يعد في توفر الفرص بل في نقص المهارات اللازمة لشغلها، مما يتطلب إعادة تصميم نماذج التأهيل والتدريب، ومواكبة التغير المتسارع في احتياجات السوق، مضيفًا أن الشهادات الأكاديمية لا تزال ذات أهمية، لكنها لم تعد المسار الوحيد نحو الفرص، مشيرًا إلى أن المهارة أصبحت محركًا رئيسًا للفرص في سوق العمل الجديد. يذكر أن مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025 يُعقد في نسخته الثانية بمدينة الرياض، ويجمع أكثر من 300 متحدث من قادة الفكر والخبراء من مختلف دول العالم، تحت شعار "ما بعد الاستعداد للمستقبل" بهدف مناقشة سبل تنمية القدرات البشرية، وتطوير رأس المال البشري بما يتوافق مع المتغيرات العالمية المستقبلية.