يُحكى عن جُحا المسكين .. أنه كان يسير هو وابنه فوق الحمار .. فنظر الناس إليهم .. ونقدوهم .. فكيف يتحمل الحمار رجلين فوق ظهره ! ففكّر جحا .. فنزل من الحمار .. وجعل إبنه وحيداً فوق الحمار .. فنظرالناس إليهم .. فاستنكروا فعل الإبن .. وكانوا يقولون له : ياعاق ياعاق .. أتترك أباك يُتعب نفسه .. وترتاح لوحدك فوق الحمار ! فنزل الإبن .. فركب الأب جحا .. فنطر الناس إليهم .. فقالوا ياجحا .. إلى هذه الدرجة وصلت بك الأنانية .. فأين حنان الأب على الإبن؟ فقرر جحا أن يحمل هو وابنه الحمار فوق ظهرهم !! ف ضحك الناس عليهم .. وقالوا .. جحا اشترى الحمار ليكون له حِمار .. هذا حال شارعنا الرياضي بعد التعاقد مع ريكارد .. بالأمس .. يصرخون ويريدون مدربا للأخضر " على سنع " ! وبعد جلب ريكارد .. ارتفعت الأصوات من جديد تصرخ .. وتقول " غالي غالي " ! وإذا جلبوا للمنتخب مدرباً ليس بتلك الشهرة .. قالوا " يبون الرخيص " ! وإن وضعوا مدربا وطنيا، قالوا: " يسمعون بالوطنيّة " ! ذكرتني تلك التناقضات بمَثَلٍ يقول : [ وين ماتقطها .. عوجا .. ! ] ألا تتفقوا معي ياعرب بأن هذا المثل لم يُطابق الواقع إلا في تلك الحالة .. ! فعلاً .. وين ماتقطها ادارة المنتخب .. تحصّل " إعوجاجا " ! أتمنى في هذه المرّة .. أن يطقوها وهم " مغمضين " ! فلا تدري .. يحصلونها من هبوط مستوى اللعيبة .. أو من انتقادات الشارع الرياضي .. أو من " استهجانات " بعض الصحفيين . ! لا أعلم .. إلى متى هذا الحال معهم .. فكُل ما سارت إدارة الأخضر خطوة .. قاموا برفع علامات ال " ضد " ! فمثل تلك الحالات .. تدل على تأصُّل نفساني يبحث عن المعارضة في أي أمر كان .. صالح أم طالح .. لا بُد أن أعارض ! .. جيّد أم سيء .. لا بُد أن أخالف .. ! مُفيد غير مفيد .. لابُد أن أُعاكس .. ! لمرّة واحدة فقط .. أتمنى أن نُحرِّك ماتملكه أنفسنا من ثقة .. فالثقة المربوطة بالعقلانيّة .. ثمارها دائماً إيجابيّة .. أمّا الثقة المربوطة بالعاطفة .. لا شك أنها تُسقِط ثماراً سلبيّة.. فلنثق هذه المرّة بعقلانيّه .. ولننتظر أمطار الثمار الجيّدة . ! [email protected]