نعلم وتعلمون أن المدرب جزء من منظومة منتخب أو فريق كرة قدم وأن اللاعبين أهم بكثير من المدرب فقد تقام مباريات بدون مدربين ولكن من المستحيل ان تقام مباريات بدون اللاعبين وقد يقوم اللاعب بدور المدرب ولكن من المستحيل ان يقوم المدرب بدور اللاعب . شخصيا لست مهتما كثيرا بمن يكون مدرب منتخبنا ولا إلى أي مدرسة من المدارس الكروية يتبع فالاهتمام الأكبر والمهم يتمثل بنوعية اللاعبين فكم من مدرب صنعه لاعبون . حتى التشكيلات التي يضعها المدربون والطرق الفنية والتكتيكية تعتمد على اللاعبين أولا فليس من المعقول أن يتم تطبيق خطة أو وضع تشكيل دون معرفة واضحة بمدى إمكانيات اللاعبين النفسية و الفنية فليس كل لاعب يمتلك الإمكانيات التي تجعل منه نجما قادرا على أن يقوم بالأدوار والمهام التكتيكية المطلوبة لهذا التكتيك أو التشكيل . المدرب الناجح والقادر على خلق بيئة كروية جيدة وقوية وحيوية هو المدرب الذي يستطيع أن يبني تكتيكاته وتشكيلاته من خلال اللاعبين بمعنى أن طريقة اللعب يضعها اللاعبون من خلال التصور الكامل من قبل المدرب لإمكانيات اللاعبين النفسية والفنية واللياقية فاذا ما أراد مدرب تطبيق طريقة الضغط في ملعب الفريق الآخر فإن العامل اللياقي هو من يحدد مدى قدرة الفريق على النجاح أو الفشل في تطبيق تلك الطريقة . ريكارد المدرب الجديد لمنتخبنا الوطني أعتقد من خلال تصريحاته الصحفية والتي اعتمد فيها على التعرف والاطلاع والمعرفة بكل ما يخص كرة القدم السعودية أعتقد أنه يسلك الطريق الصحيح فهو لن يستطيع أن يحقق النجاح دون العلم والمعرفة بالإمكانيات والقدرات (السعودية) . الخطوة الجيدة التي نشيد فيها ليس في التعاقد مع هذا المدرب بل المنهجية التي سيقوم عليها العمل وأعتقد أن منهجية عدم الاستعجال والصبر على المدرب حتى 2014 م خطوة جيدة وتخدم عملية الاستقرار والتطوير وصناعة منتخب قوي . صناعة النجوم في الأندية تبدأ بالفئات السنية وحتى يتم الاهتمام والتركيز بتلك الفئات فإن الكرة السعودية ستكون بألف خير الخطوة الأخرى والتي صرح بها الرئيس العام سمو الأمير نواف بن فيصل والمتمثلة بعدم التدخل في الأمور الفنية تعتبر خطوة جيدة ولكن هناك فرقا بين التدخل وبين المحاسبة والمتابعة وأعتقد أن التعاقد مع مستشارين فنيين فكرة جيدة لعملية المتابعة والمحاسبة دون أن يكون هناك تدخل وتداخل. لن يكون هناك نتائج إيجابية لمنتخبنا إلا من خلال عمل الأندية فالأندية هي البيئة الأكثر إعدادا للنجوم فالمنتخب ليس هو المكان الأنسب للإعداد وبالتالي فإن تطوير العمل الاحترافي في الأندية وتقديم وتطوير اللاعبين للمنتخب يعد عملا لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار . أغلب المنتخبات التي سبقتنا والتي كانت خلفنا اهتمت بمرحلتين إما احتراف بعض اللاعبين خارجيا كما هو حالة القفزات التي شهدتها الكرة العمانية والبحرينية وإما تطوير العمل في الأندية والمسابقات المحلية كما كنا سابقا فقد ساهمت الأندية في تقديم نجوم وليس أشباه نجوم أبدعوا وصنعوا أمجادا للكرة السعودية. صناعة النجوم في الأندية تبدأ بالفئات السنية وحتى يتم الاهتمام والتركيز بتلك الفئات فإن الكرة السعودية ستكون بألف خير وبالتالي فإنني أنتظر اليوم الذي أجد فيه أنديتنا قد تعاقدت مع كبار المدربين للفئات السنية وليس للفريق الأول . * في أي عام ستتعاقد أنديتنا مع مدربين كبار للفئات السنية ؟ [email protected]