شهدت المرحلة الذهبية التي مرت بها منتخباتنا السنية بين عامي 1984م و2003م إنجازات عدة كان أبرزها الفوز بكأس العالم للناشئين عام 1989م باسكتلندا. وبعد تأهل منتخبنا الأولمبي للمنافسات الأولمبية مرتين ( 1984و1996م) ومنتخبنا للشباب لنهائيات كأس العالم ست مرات (85- 87- 89- 93- 99و2003م) ومنتخبنا للناشئين لمونديال الناشئين ثلاث مرات (85- 87والفوز بالكأس في 1989م) دخلت منتخباتنا السنية في دوامة الفشل حتى يومنا هذا، وبعد ان كنا نطمح لتحقيق البطولات العالمية بناء على رصيدنا من المنجزات أصبحنا نتوق وبكل لهفة وشوق لمجرد التأهل.. ونفشل كاثبات فقط على أننا لم نتطور بل وعدنا خطوات للوراء، وبين الطموح والفشل سنوات مؤلمة عايشناها بحسرة وبما يكفي لأن نقول فلنبدأ العمل. ومن هذا المنطلق وإيماناً بواجبنا نقدم لك عزيزي القارئ في نتائج الندوة التي احتضنتها "الرياض" وناقشت فيها موضوع منتخباتنا السنية مع مجموعة من المختصين. حول أسباب فشل منتخباتنا السنية وعدم وصولها الى النهائيات بشكل متكرر تحدث المدرب الوطني خالد القروني فقال: أولاً: اسمحوا لي ان اتقدم بفائق الشكر والتقدير لجريدة "الرياض" على هذه الاستضافة وهذه المبادرة التي تدل على حرص جريدة الرياض بصفة خاصة والاعلام بشكل عام لمناقشة الاشكالات التي تواجه الكرة السعودية والبحث عن علاج لها. واعتقد ومن خلال رأيي الشخصي ان المهم في مثل هذه الموضوعات هو البحث عن اصل المشكلة وذلك من خلال السلبيات التي كثيراً ما تقع فيها الكرة السعودية ومن تلك المشكلات : - طريقة اعداد اللاعب السعودي منذ النشء حيث مازلنا في هذا الجانب في وضع متأخر جداً، وهذا ما يجعل الاعداد للاعب السعودي متفاوتاً، واعتقد ان هذا الجانب اي الاعداد المبكر للاعب السعودي هو ما جعل الدول المتقدمة في المجال الكروي تتطور وذلك يعود لاهتمام اتحادات تلك الدول بالنشء، اذ يبدأ اهتمامهم باللاعب منذ العشر سنوات من عمره وما دون.. اما نحن فمازلنا متأخرين جداً.. وهذا الامر نلاحظه من خلال اعداد المنتخبات السعودية السنية حيث مازالت تعاني من سوء الاعداد وعدم القدرة على تخطي الخصم بالشكل المقنع.. وذلك يرجع في المقام الاول الى المسابقات المحلية "لفئات" ال"16" سنة وما دون حيث مازلنا متأخرين كثيراً في اعداد هذه الفئات مقارنة بالدول الضعيفة ناهيك عن الدول الاوروبية المتقدمة.. وهذا التأخر ادى الى تأخر اللاعب في الالتحاق بالاندية مما يؤثر في اعداده من اجل دخوله في المسابقات المحلية ومن ثم المسابقات الخارجية ولا ننس القصور في إعداد المدرب.. @ ماذا تقصد باعداد المدرب؟ هل تقصد برنامجه ام تكوين المدرب؟ - القروني: انا اقصد تكوين المدرب، لأننا لو لاحظنا نجد ان معظم المدربين للمراحل السنية هم مدربون وطنيون وهم كذلك لاعبون معتزلون، اذن اعداد المدرب ينعكس مباشرة على اعداد اللاعب في المراحل السنية. ولا ننس ان فلسفة كرة القدم تقوم في الأساس على اعداد المدرب لأنه هو الذي يعمل مع اللاعبين لتدريبهم وصقل مواهبهم وعلى هذا فإنه اذا تم اعداد المدرب اعداداً ممتازاً فإن ذلك يعود بالنفع على اللاعب الناشئ. @ كيف يستطيع اي مدرب ان يقنع الاندية على الحرص على ايجاد قاعدة من اللاعبين صغار السن؟ - القروني: هذا الأمر يتم بإيجاد مدارس واكاديميات داخل النادي.. ذلك يتطلب تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم بإلزام الاندية بانشاء اكاديميات، والأخبار تقول إنه ربما يصدر قرار خلال الاشهر القادمة من الاتحاد الدولي (الفيفا) لإلزام الاندية في جميع العالم لانشاء اكاديميات رياضية.. لهذا نحن مطالبون ان نشرع في الاعداد لهذا المشروع. وللأسف الشديد اننا نملك اندية كبيرة من حيث الامكانات والجماهير كالهلال والاتحاد والنصر والأهلي باستثناء الأهلي لديه اكاديمية في حين بقية الاندية ليست لديها اكاديمية، اذ مازالت الاندية لدينا تهتم باللاعب الجاهز والفريق الأول واهملت المراحل السنية.. فحينما اعطى نادي الاتحاد الفرصة للاعبي النادي رأينا نايف هزازي والنمري وغيرهما.. لهذا فإن الاهتمام بناشئي النادي سيكون مفيداً لناديه او ينتقل ليفيد نادياً آخر وهو معد اعداداً جيداً. أما المتخصص في الفئات السنية إدارياً ومدرباً سلطان الخميس فقال: اشكر جريدة "الرياض" لاستضافتنا لمناقشة امر مهم وهو ما يتعلق بخروج منتخباتنا للفئات السنية وعدم تأهلها للنهائيات.. ففي رأيي ان ذلك يعود لاسباب مشتركة بين الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم، اذ من المفترض ان يتم التركيز المدروس من قبل الاتحاد السعودي على الفئات السنية، ولا ننسى ان كرة القدم اصبح علماً يدرس من خلال اكاديميات ويضم علوماً عديدة مثل علم التدريب وعلم الادارة، والتغذية، والطب الرياضي وغيرها من المجالات التي تقوم على العلم.. ولابد من التخصص في كل مجال من تلك المجالات.. وفي الاتحاد السعودي نجد اشخاصاً يعملون في مجال الناشئين وهم غير متخصصين وكذلك في الشباب، لهذا اتمنى ان تكون هناك ادارة متخصصة وللناشئين والشباب تعمل على تطوير التدريب، وتطوير المسابقات المحلية.. الملاحظ في الاندية السعودية انها تبحث عن اللاعب الجاهز وهذا لا يخدم الكرة السعودية بل تحتاج الى خطط طويلة المدى لبناء منتخبات قوية لا تقل عن عشر سنوات بصورة ممنهجة وذلك من قبل الاتحاد السعودي، ومن قبل الاندية السعودية، والا تركز هذه الاندية على الفريق الأول فقط، فالاندية حريصة ان تأتي بأفضل المدربين للفريق الاول وبأفضل اللاعبين وبأفضل الاداريين وبالدعم المالي للفريق الاول ولا تولي اهتماماً بالفئات السنية، علماً ان الاساس يقوم على بناء فريق من الناشئين بحيث يقوم اللاعب الناشئ على علم صحيح، وذلك بأن يتم اعداد المدرب بطريقة علمية كذلك لابد من الاهتمام بالنواحي الطبية، فلو تتبعنا النواحي الطبية بالنسبة للناشئين في انديتنا لوجدنا العجائب، فهناك اندية تعاقدت مع مدرس تربية وبدنية للقيام بعلاج اللاعبين الناشئين طبياً اذ من المفروض ان يكون هناك طبيب مختص لعلاج الناشئين ومتابعتهم طبياً. كذلك هناك مشاكل تتمثل في التغذية يعاني منها اللاعبون وأيضاً اللاعبون يعانون من المواصلات ونلاحظ ان هناك بعض الادارات ينفقون الملايين على اللاعب دون الاهتمام بكيفية المواصلات للنادي!!. كذلك من الاسباب التي ادت الى خروج المنتخبات السنية هي التغييرات التي تحدث في المنتخبين الناشئيين والشباب من مدربين واداريين وفي فترات وجيزة فمدرب منتخب الشباب هو مدرب قدير وسبق أن حقق بطولة العالم لمنتخب شباب البرازيل اذن نحن لدينا مشكلة في تأسيس اللاعب وفي فكر اللاعب. ومن الأسباب كذلك ضعف البطولات المحلية فالبطولات المحلية لم يطرأ عليها أي تطور من كل الجوانب أذ من المفترض أن تكون هناك إدارة مستقلة للناشئين والشباب، وأن نسعى إلى وضع الحلول المناسبة للمسابقات، وإيجاد بطولة لسن 14سنة وليس دوري 14سنة لأن الدوري يسبب ضغطاً للاعبين ولكن البطولة يمكن أن تتم بشكل تجمع.. كذلك دوري الكبار يجب أن يشارك اللاعب ب 50مباراة خلال العام والناشئين والشباب يجب أن يشاركوا في ما لا يقل عن 20مباراة في العام. ومن اسباب ضعف مستويات المنتخبات وجود دوري مناطق في ظل وجود الدوري الممتاز مما أوجد فروقات بين دوري المناطق والدوري الممتاز حيث انه ليس هناك علاقة بين الدوري من حيث المستوى بمعني أن أندية المناطق لا تكون نداً لأندية الممتاز. كذلك من اسباب الضعف القصور الإعلامي في متابعة البطولات والقصور الإعلامي كذلك في إبراز المواهب في دوري الناشئين والشباب فالاعلام لا يذكر لنا من هو أفضل مهاجم وافضل مدافع، أو افضل صانع ألعاب في بطولتي الناشئين والشباب.. كذلك الإعلام لا يتابع تدريبات اللاعبين وإعداد تقارير دورية عنهم بالشكل الذي يجعل الجماهير تتابع مباريات الناشئين والشباب. كذلك هناك ضعف في تقييم أداء اللاعبين الناشئين والشباب، ولايجدون اهتماماً من ناحية مكافأة احسن هداف واحسن حارس أو أحسن لاعب كذلك لا يوجد تقييم وتقدير للمدربين والإداريين الذين يعملون في قطاعات الناشئين والشباب بل كثيراً ما يتعرضون للإقالة والتقليل من شأنهم. فحينما يتعرض الفريق للخسارة لايتم التفكير في شيء سوى إقالةالمدرب والإداري وتظل المشكلة قائمة. وتداخل الكابتن خالد القروني مجدداً يقول: كما ذكرت أن الأمر يتعلق بإعداد المدرب المناسب الذي يساهم في إعداد اللاعب الذي يصل إلى الفريق بالمستوى العالي ثم ينتقل إلى المنتخب بعد إعداده إعداداً جيداً، فعلى سبيل المثال كنت مؤخراً في دولة الامارات العربية وهناك اكتشفت أن اصغر لاعب في منتخب الإمارات الذي فاز ببطولة الشباب شارك في "51" مباراة دولية وهناك لاعبون شاركوا في أكثر من ذلك.. في حين نجد في منتخبنا الأول لاعبين لم يسبق لهم ان شاركوا في عشر مباريات دولية.. أما المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد فقال: في البداية نشكر لجريدة "الرياض" دعوتنا للمشاركة في مناقشة موضوع مثير عنوانه " الفئات السنية .. سنوات بين الطموح والفشل" ولاشك أن الكرة السعودية لديها طموح كبير جداً ولكن الفشل بدأ يصاحبنا في أكثر من مناسبة، واعتقد ان العنوان تم اختياره بعناية، وأنا سعيد للالتقاء بهؤلاء الزملاء المدربين والإداريين. أما فيما يتعلق بالمنتخب فإن المنتخب هو نتاج للأندية فالمنتخب يتلقى اللاعبين من الأندية ويشاركون في المباريات، فعندما نرى مستويات ضعيفة بهذه الطريقة فإن اللوم يقع على الأندية وليس على المنتخب. وأسباب ذلك يعود إلى آلية العمل، فأنا اعتقد أن آلية العمل لا وجود لها في الأندية بالنسبة لقطاع الشباب والناشئين.. وان الاخفاقات التي تعرضت لها المنتخبات يتحمل مسؤوليتها كل الأطراف من لاعبين ومدربين وإداريين وكذلك الاتحاد السعودي يشترك في الاخفاق، إذ ليس من المعقول ان نأتي بمدرب يتسلم زمام التدريب في منتخب من المنتخبات لمدة ثلاثة شهور ثم نستبدله بآخر فكيف نطالبه بتحقيق بطولة؟ ثم لا يستطيع المدرب ان يضيف شيئاً مادام لا يوجد لدينا مواهب تم إعدادهم إعداداً سليماً.. فبالتالي من المستحيل تحقيق بطولات. ولاشك أن عملية إعداد المنتخبات تقوم على منظومة عمل يشترك فيه الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم، فإذا لم يتوفر ذلك فلن نحقق نتائج مرضية، خاصة إذا علمنا ان المنتخب هو نتاج اندية، والمدرب لا يستطيع أن ينجح إذا لم يتلق مواهب ولاعبين ممتازين من الأندية. المشكلة الأولى من وجهة نظري في عدم تطور المنتخبات إن آلية العمل في الأندية معدومة تماماً، حيث أن آلية العمل تقوم على إيجاد تنظيم جيد من خلال مدربين ذوي مستويات عالية ومن خلال امكانات مادية كافية وامكانات بشرية مؤهلة، ومن خلال ملاعب متعددة لأننا لو تتبعنا أنديتنا لانجد فيها إلا ملعب واحد ماعدا نادي الشباب لديه ثلاثة ملاعب، وأحياناً نجد نادياً لديه ملعبان ملعب للفريق الأول وملعب رديف يتمرن فيه "4" فئات، المدرسة والناشئين والشباب، والأول من الساعة الثالثة عصراً إلى الساعة "11" ليلاً يومياً، وكل الأندية على هذا المنوال!!. وإذا وجدنا مواهب نجدهم مواهب بدون خطط واستراتيجيات تقوم على آلية عمل وكل ما هناك هو عمل ارتجالي، لأن معظم رؤساء الأندية يأتون للعمل لموسم واحد فقط!!. في حين نجد أندية تدفع مايزيد على 50مليوناً للتعاقد مع لاعبين لماذا لايتم الاستفادة من هذا المبلغ لإنشاء أكاديميات وبعد 4أو 5سنوات تخرج لاعبين ذوي مستويات عالية بدلاً من استقطاب لاعبين سعوديين بملايين الريالات دون أن يقدموا للنادي شيئاً في حين أن النادي ليس فيه ملاعب لإعداد لاعبين أصحاب مواهب وهذا يدل أن هناك قصوراً واضحاً في التخطيط وفي عدم وجود آلية عمل. أؤكد كذلك ما قاله الكابتن خالد القرني وهو أننا لانملك مدربين مؤهلين لتدريب قطاع الشباب والناشين خاصة فيما يتعلق بتعليم كرة قدم على الطرق الصحيحة وحتى الذين يختارون المدربين ليسوا مؤهلين وكذلك المدربين غير السعوديين الذين يتم اختيارهم ليسوا مؤهلين لتدريب الناشئين أو الشباب لأن المدربين على مستويات فهناك مدرب يصلح لتدريب الكبار ومدرب لتدريب الناشئين وآخر للتدريب الشباب، وليس بالضرورة أن يكون مدرب الكبار صالحاً لتدريب قطاع الشباب أو الناشئين!! وهناك كذلك مدربون للياقة البدنية، ومدربون للحراس وللأسف الشديد أنديتنا لا تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار. هناك جانب آخر يتعلق بالإداريين وهذا يعتبر الطامة الكبرى، حيث نجد أن معظم الإداريين لدينا ليسوا مؤهلين علمياً ولا تربوياً، وهم من الأسباب الرئيسية في عدم الارتقاء بمستوى الكرة السعودية بشكل عام، وذلك لانعدام الثقة بين الأندية وأولياء الأمور، وذلك لعدم وجود الإداري القدير الذي يشجع الأب على إرسال ولده إلى النادي بحيث يضمن أن ابنه سيجد السلوك الحسن والأخلاق وعدم التأثير السلبي على اللاعب.. فلا يمكن أن أرسل ابني إلى النادي ثم يأتيني بعد عام وقد تعلم أساليب وألفاظاً بذيئة!! فهذه الأمور لا شك ستؤثر سلباً على ثقة أولياء الأمور في الأندية. ولا شك أن لدينا مدربين جيدين ومجتهدين ولكن أن نفرق بين الاجتهاد والأداء الروتيني المعروف الذي كان موجوداً قبل 20عاماً والآن، لأن كرة القدم أصبحت علماً وصناعة تقوم على أسس علمية منظمة.. ولكن الموجود لدينا لا يقوم على تنظيم علمي مدروس، لأن الإداري ربما يكون أحد اللاعبين الذين خدموا النادي وتم تعيينه بحكم علاقته بالنادي وليس بحكم قدرته الإدارية القائمة على العلم والتربية والمثل الأخلاقية والمنطقية التي تجعل ولي الأمر يقتنع من إدخال ابنه إلى أي ناد من أنديتنا، أما حينما يرسل ولي الأمر ابنه إلى النادي ثم يفاجأ أن ابنه يتلقى سلوكيات خاطئة فإن ولي الأمر في هذه الحالة سيمتنع من إرسال ابنه إلى أي ناد وهذا ما أدى إلى فقدان الثقة بين أولياء الأمور والأندية بشكل عام.. وإلا فإن المملكة مليئة بالمواهب الكروية، والبيئة التي خرجت الكابتن ماجد عبدالله ويوسف الثنيان، وسامي الجابر، وفؤاد أنور وغيرهم مازالت حبلى بالنجوم الذين بإمكانهم خدمة أنديتنا وبالتالي منتخباتنا.. ولكن السؤال المطروح من يستطيع أن يصقل هؤلاء النجوم؟ ومَن مِن أولياء الأمور يمكنه أن يحضر ابنه؟ وأنا شخصياً رأيت مواهب في ملاعب صغيرة في الحارة أو الاستراحات، وحينما أسأل أولياء أمورهم لماذا لم تبعثوا أولادكم إلى الأندية الكبيرة؟ كان ردهم أن البيئة غير صالحة!! وأن ابن جارنا سجل في أحد الأندية وعمره أقل من 17سنة الان هو يدخن، وقس على ذلك. المشكلة الأخرى والتي اعتبرها مشكلة مفصلية أن معظم قطاعات الناشئين والشباب لا يفكرون إلا في البطولات.. الكابتن سلطان خميس مثلاً لو قام بتدريب ناشئي الشباب لمدة موسم أو موسمين، ولم يحقق بطولة يطرد شر طردة من قبل إدارة النادي، بالرغم من أنه يمكن أن يقدم لاعبين على مستوى عال. لهذا فإن الهم الأول لإدارة النادي واللاعبين والمدربين هو تحقيق بطولة وليس صناعة نجوم للمستقبل.. فالمطلوب أن يكون الهم الثاني هو تحقيق البطولة ومكافأة اللاعب على الإنجازات وأن يكون الهم الأول العمل على صناعة نجم، على أن يخرّج النادي 4أو 5لاعبين وتصعيدهم للفريق الأول من درجتي الشباب والناشئين أفضل بكثير من استقطاب لاعبين من أندية أخرى، إذ بالرغم من الهالة الإعلامية التي يجدها قطاعا الشباب والناشئين في أنديتنا إلا أننا من النادر أن نرى هؤلاء الشباب والناشئين يمثلون الفريق الأول في أي ناد من أنديتنا!! .. ولا ننسى أن كرة القدم أصبحت صناعة وعلماً كما ذكر الزملاء.. والمطلوب من أي ناد أن يصنع نجماً سواء يلعب في ناديه أو يتم بيع عقده لأي ناد آخر، وفي الأخير المحصلة واحدة وهو إيجاد لاعبين يخدمون الكرة السعودية سواء من خلال الأندية أو من خلال المنتخبات.. وأؤكد على ما ذكره الكابتن خالد القروني وهو أنه ليس في الساحة إلا أكاديمية النادي الأهلي في مدينة جدة، أما الأندية الأخرى فحدث ولا حرج. كذلك هناك جانب آخر مهم خاصة في مدينة الرياض، وربما في مدينة جدة وهو بعد الأندية عن الأحياء السكنية، إذ ليس من المعقول أن يذهب لاعب من شمال الرياض إلى نادي الهلال في مسافة تستغرق خمسين دقيقة لهذا أرى أن يتم إنشاء فروع لهذه الأندية وقد سبق أن كتبت هذا في مقترح لنادي الشباب عام 1418ه لهذا اعتبر نفسي أول من طرح اقتراح فتح فروع لهذه الأندية في بعض الأحياء المكتظة في مدينة الرياض أو مدينة جدة.. وبالتالي ينتقل اللاعب المميز إلى المبنى الرئيس للنادي. وقد تم تطبيق ذلك في الأهلي المصري وحقق نجاحاً باهراً.. وتتدرج هذه الفروع على شكل مدارس لأن الأكاديمية تعتبر اسماً كبيراً.. الأمر الآخر الذي اعتبره ذا أهمية كبرى هو دور وزارة التربية والتعليم تجاه الشباب والناشئين، فالوزارة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، وليس في كرة القدم فقط وإنما في الرياضة بشكل عام، فهناك إهمال واضح للرياضة في المدارس، وهؤلاء اللاعبون الذين يمثلون في منتخب الناشئين كانوا معروفين في الأندية قبل المدارس. وعن سؤالنا عن ماذا يعني عدم تأهل المنتخبات السعودية قال الكابتن خالد القروني: كيف تطالب اللاعب بشيء فوق امكاناته إذ أرى أن الإعداد المطلوب غير متوفر في أنديتنا بمعنى أننا لم نجهز هؤلاء اللاعبين لمثل هذه المسابقات.. والملاحظ أن الإعداد الذي يتم لهؤلاء اللاعبين لا يتعدى معسكرات لمدة أربعة أشهر، أو اخضاعهم لبرنامج مكثف في فترة وجيزة.. قد يستمر الفريق في المنافسة ولكن سرعان ما يضعف ويفقد الحماس وذلك الفرق والمنتخبات التي تقابلها نجد إعدادها أقوى وأفضل .. والمطلوب أن تكون منتخباتنا جاهزة بعيداً عن بعض الأخطاء القاتلة التي تقع من الحكام.. فنحن نملك المواهب والقدرات ولكن ينقصنا العمل الجاد والمقنن المنظم الذي يقوم على إعداد اللاعبين إعداداً جيداً منذ الصغر. أما الكابتن سلطان الخميس فرد على السؤال قائلاً: أصبحنا فقط نعد اللاعب للمشاركة دون أن نصقله لإحراز بطولة .. لأن صناعة البطل تحتاج إلى عمل قوي يعتمد في المقام الأول على انتقاء اللاعبين.. في حين قال نجم الكرة السابق الفائز بكأس العالم للناشئين باسكتلندا والإداري الحالي سلمان القريني: أنا أعتقد أن مشاكلنا الرياضية تكمن في أننا لانبادر إلى مناقشتها ودراستها إلا بعد أن نقع في إخفاقات ولا نحقق نتائج مرضية أو نخرج من بطولات بشكل مؤلم كما حدث في مدينة الدمام حينما خرج منتخب الشباب من البطولة الآسيوية فالخروج لا شك مؤلم خاصة حينما تكون البطولة في أرضنا ووسط جمهورنا، فقد واجه هذا الخروج ردود فعل كبيرة، وربما استغل البعض الحضور الإعلامي الكبير لإثارة المشكلة، وأنا أعتقد أن هذا الخروج كما أن له نتائج سلبية إلا أن له نتائج إيجابية أيضاً، ولا ننسى أننا نملك مواهب، وإمكانات كبيرة وإنما المشكلة تكمن في كيفية إعداد هذه المواهب وصقلها، وهذا الأمر يحتاج إلى كوادر مؤهلة تأهيلاً جيداً..