ضمن مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الأول قدمت فرقة مسرح الطائف مسرحية «كنا صديقين» تأليف وإخراج فهد ردة الحارثي تمثيل مساعد الزهراني وسامي الزهراني ومحمد العصيمي وممدوح الغشمري وآخرين. المسرحية تحاكي الصراع ما بين الإبداع واللا ابداع في وضع يضطر المبدع الى حرق إبداعه سواء كان كتابا او مسرحا في حالة اسقاط لتاريخ حرق الإبداع من عام 82هجري، قصة صديقين افترقا طويلا وبعد اللقاء كان هناك اختلاف وخلاف في الفكر والنظرة للحياة، وكذلك أهمية المسرح وكيف كانا يتسابقان في حب المسرح، وخاصة المسرح الذي يحمل رسالة كبيرة وعميقة، مما يجعل قيس المحب للمسرح في لحظة ألم وقهر يقرر بيع المسرح بما فيه، ويحاول العائد نادر ان يثنيه بعد مغادرته للمسرح وللوطن عن موضوع البيع بحضور مجموعة من الانتهازيين ليقوموا بأدوار مسرحية، أصابت قيس بحالة من القهر والقلق من تحويل المسرح والعمل المسرحي الى تهريج وكسب المال ودخول كل من يدعي الابداع والثقافة وخاصة من مجموعة معتوهين همهم المادة والكسب التجاري، كيف يدوسون على ارض المسرح ويستهزئون بنصوص مسرحية مهمة لها تاريخها الفني في عالم المسرح خاصة. وقد كتبت الناقدة لطيفة البقمي عن عرض «كنا صديقين:المسرحية تنتمي للاتجاه التكعيبي، وكأي عمل تكعيبي تحوي عنصر إمكانية التغيير المستمر اللانهائي ، وهي لا تدعي لنفسها المعنى المطلق الذي أنكره التكعيبيون. المسرحية تنتهج اتجاه الفضح والتعرية، ليس تعرية الواقع المعاش فحسب، وموقفه من المسرح، بل فضح لعبة الكتابة نفسها كما تفتت المسرحية الواقع المقدم على خشبة المسرح إلى مستويات متعددة ، تتصارع وتتلاحم ، وتتسم نهايات الفصول في المسرحية بالتقاطع، أي تقاطع المستويات ، بدون سبب مفهوم ، تهدف المسرحية إلى محاولة الوصول إلى الحقيقة عن طريق إعمال العقل وتحليل التجربة المحسوسة تحليلا علميا تجريديا ،» ومحاولة فهم العالم المتغير حولهم والتعبير عنه ، هو الدعوة بأن الفنان يجب –حتى يتوصل إلى الحقيقة – أن يعمل ملكة العقل لديه في تفسير وتحليل الظواهر ، وأنه بدون اعمال العقل لن يتوافر للرؤية الفنية القدر اللازم من الصدق « ومسرحية الحارثي تنطلق من الممارسة (الميتامسرحية ) وتشخص (صراع المسارح) كما تجسده تصورات الممثلين ، لذا فهى تحاول الإجابة عن سؤال أساسي هو قضية الفن المسرحي ؟ فالمسرحية تنتهج اتجاه الفضح والتعرية، ليس تعرية الواقع المعاش فحسب، وموقفه من المسرح ، بل فضح لعبة الكتابة نفسها وتعرية مكونات العرض أمام الجمهور. فأثارت بذلك المتلقي وخلخلت أفق انتظاره ، ودعته إلى اتخاذ موقف مما يقدم أمامه . كما تقوم المسرحية على مستويين أساسيين في الخطاب هما: أولا الخطاب الميتادرامي «الفني» الذي يقوم على مسرحة قضايا المسرح المتمثل في معالجة أهم قضايا المسرح السعودي وأبرز إشكالاته المتمثلة في نوعية النصوص المسرحية ، وأبرز الاتجاهات الفنية، والمسرح التجاري. ثانيا الخطاب الدرامي «الذاتي والشخصي» فالكاتب يرى أن قضية المسرح الأساسية لا تكمن فقط في صراع المنظورات الجمالية ، وإنما تتمثل في علاقة المسرحي بالحرية والدعم .