بحث الكاتب ياسر مدخلي أزمة المسرح السعودي، عبر إصداره الجديد الصادر عن دار ناشري. يستعيد الكاتب في كتابه «أزمة المسرح السعودي» الراقع في 105 صفحات، الأزمات المختلفة التي مر فيها المسرح السعودي منها أزمة الأدب المسرحي، متمثلا في الخطاب اللغوي، لأن المسرح يخاطب العقل، وصولا إلى الأسلوب الأدبي ومناحي الكتابة المسرحية وأشكالها، مذاهبها وتياراتها، أزمة النص المسرحي وأهميته، التكوين التنظيمي والأدبي. وتطرق إلى الأسلوب الأدبي الخاص في هذا الفن، ومناحيه، وعرض نظرة عامة عن المسرح المعاصر كأدب. وانتقل إلى قواعد التأليف المسرحي، الحكاية، الحبكة، الشخصية، الصراع والموضوع ووضع التأليف المسرحي في المملكة. تناول الكتاب تاريخ الحركة المسرحية في المملكة، حيث قسمها إلى مراحل عدة: مرحلة الإرهاصة الأولى، مرحلة المحاولات الجريئة، مرحلة التأسيس، وركز في أدب المسرح على قواعده وأركانه، فقدمها كدروس أساسية في فن الكتابة المسرحية ليمسك الموهوب رؤوس أقلام التأليف المسرحي، ويتعرف على أبجدياته ليبحر بعد ذلك بأدبه على أساس صحيح سليم. وتطرق إلى أزمة الإعداد، لأنه فن غفل عنه الكثير، فهو السلاح الذي يمكن من خلاله إعادة أفكار النص، وتنسيقه، وتغيير ما يلزم ليناسب الظرفية التي نعيشها. أما أزمة المسرح السعودي، فهي بنظر الكاتب: لغة الحوار المسرحي والكاتب، أزمة الإعداد، فن التجريب، الرابط التراثي، دور العرض، منافسة التلفاز، انعدام الدراسة ومجال العمل ما يخدم موهبته في فنون المسرح. وكتب مدخلي عن شأن المسرح السعودي وأزمة التأريخ له، والمشكلات التي تواجهه داخل المملكة، فجميع الشتات المسرحي السعودي يعمل في كلل. وتمنى أن يضيف هذا البحث إلى القارئ والباحث ما يفيده، كي يكمل من يريد أن بسير بهذه المسيرة التثقيفية في المسرح، فتقديم الغامض والغريب لا يبرر إلا بالتجريب لذلك كان شماعة «المتمسرحين». ويختم مدخلي كلامه لكل من يريد أن يعمل في المسرح أن يتعلم الأسس الصحيحة، ويبحث بلا ملل حتى لا يحرق حماسنا، فالمتلقي من هذا الجيل والأجيال القادمة هو من يتجرع ما نعمل له، وما نعمل به الآن، لأن الأجيال تتشرب دائما ما يقدمه آباؤهم وأجداده، فعمل الأجداد قدوة، وفعل الآباء أجدر أن يتبع.