لا تستقيم الحياة الإنسانية إلا بمقدار الاهتمام بالحقيقة: إدراكاً لخفائها وإحساساً بكثرة الصوارف عنها وحرصاً على التحقق منها ورغبة صادقة في الالتزام بها، ومن هنا حرصتُ على الدخول في تفاصيل العوائق الخمسة التي يرى بريخت أنها تحجب الحقيقة عن الناس فاستغرق الحديث عنها أكثر الحلقة الأولى مما استوجب أن استكمل الكلام عن بريخت بحلقة ثانية. أشرتُ في الحلقة الأولى إلى أن مؤسِّس مسرح التغيير (بريخت) متخصص دراسياً في الطب لكنه لم يكتب ويؤلف ويشتهر في المجال الذي تخصص فيه وإنما عَرَفَتْه الدنيا بمجالات اهتمامه التي تختلف كلياً عن تخصصه الدراسي وسيظل الدارسون يعرفونه بأنه شاعرٌ موهوب وكاتبٌ مبدع ومثقفٌ ملتزم وناقدٌ اجتماعي ومناضل سياسي ومهموم بقضايا الإنسان وصاحب نظرية في المسرح نالت شهرة عالمية وهذا التنوع الإبداعي كله قد جاء خارج مجال تخصصه الدراسي وهو شاهدٌ قوي من شواهد كثيرة جداً أوردتُ منها سابقاً العديد من الأمثلة وسوف أورد لاحقاً ما يكفي لتأكيد نظرية (عبقرية الاهتمام) التي أرى أن إغفالها يُعدُّ أحد أسباب استمرار تخلف المجتمعات العربية وغيرها من المجتمعات التي اقتبست من الغرب شكليات التعليم وتوهمت أنها بهذا الاقتباس الشكلي قد ملكت مفتاح الازدهار. إن الإنسان سواء كان فرداً أو مجتمعاً لا يبدع إلا في المجال الذي يستغرق اهتمامه كما أنه لا يُنتج إلا في الحقول التي يهتم بها ويثابر عليها عن اقتناع ورغبة. فاهتمام بريخت بالشأن الإنساني والاجتماعي والسياسي نقل نشاطه من مجال أمراض الأفراد البدنية إلى مجال أمراض الثقافات والمجتمعات وهما مجالان مختلفان كلياً فجاء انشغاله بالمسرح تطبيباً للثقافة والمجتمع واهتم بالمسرح بوصفه أداة حية ومباشرة للتواصل مع عامة الناس فهو لا يعتبر المسرح مجرد وسيلة للتسلية وإنما يَعُدُّه جهازاً تثقيفياً ووسيلة تعليمية وعاملاً هاماً من عوامل التغيير والإصلاح. إن عنصر التسلية في المسرح ليس غاية في ذاته وإنما هو وسيلة لإثارة اهتمام المشاهد وجذبه وفتح منافذ عقله ودغدغة عاطفته ليكون متهيئاً للتأثر ومستعداً للاستجابة، إن المسرح يُقرِّب أعمق الأفكار ويجعلها ميسورة الفهم، إنه يجسِّد الفكرة الصعبة ويحيلها إلى حركة مشهودة وإلى سلوك حي يفهمه الأميون والمتعلمون، لذلك اهتم بريخت بالمسرح واعتبره وسيلة هامة للنقد الاجتماعي والسياسي وأداة ناجعة لنشر التنوير.. إن بريخت هو الرائد والمؤسس والمنظر لمسرح التغيير الملحمي فهو في الفن المسرحي صاحب مدرسة متميزة: تنظيراً وتأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً، وبذلك ذاعت شهرته في الآفاق وأصبح ذا مكانة عالمية له أتباع كثيرون ليس في ألمانيا وحدها وإنما في الكثير من أقطار الأرض، بل في كل العالم وهم أتباع يتعصبون لأفكاره ويعلنون ريادته وينشرون أعماله ويبالغون في تضخيم إبداعاته. إنهم يُنسبون إليه ويحملون اسمه (البريختيون) فهو عندهم (إمامٌ) متبوعٌ ومعلّم مسموع وبالمقابل له ناقدون وخصوم لا يقلون حماسة عن الأتباع ولكن في الاتجاه المضاد إنه مبدعٌ خصب ومثير مما جعل الطرفين يواصلان إصدار الدراسات والمؤلفات الضافية عنه مدحاً أو قدحاً، وهذا ما يؤكد اتساع أثره وأنه أديب عالمي كبير فلولا أهمية إبداعاته لما كان له أتباع بهذا الاتساع ولولا ذلك لما كان مستحقاً لكل هذا الاهتمام من النقاد والخصوم المناوئين له، فهذا الاختلاف حوله يؤكد أهميته واتساع تأثيره حتى قال عنه أحد الناقدين له وهو بول جونسون: «كان برتولت بريخت يستطيع تصريف أمور امبراطورية ثقافية» وهو يعني بذلك اتساع شهرته وقوة تأثيره في الثقافة العالمية.. لقد أراد بول جونسون في كتابه (المثقفون) أن يُبرز الوجه السيئ لأشهر المثقفين منذ القرن السابع عشر فاختار اثني عشر مثقفاً عالمياً ابتداءً من جان جاك روسو ومروراً بشلي وماركس وابسن وتولستوي وهمينجواي وبريخت وراسل وسارتر وادموند ولسون وفكتور جولانسنر وليليان هليمان وخصَّ كل واحد منهم بفصل كامل حَشَر فيه ما يزعم أنه من نقائصه ونقاط ضعفه ثم أنهى الكتاب بفصل أخير بعنوان (هروب العقل) تحدَّث فيه عن ثمانية من أشهر المثقفين العالميين الآخرين وقد بدأهم بجورج أورويل وخَتَمهم بنعوم تشومسكي... ورغم أن كتاب (المثقفون) هو نص هجائي كثيف فإن الذي يكفينا منه هو دلالة أن يكون بريخت من أبرز المثقفين العالميين على مر العصور وأن يعدُّه الناقد في صف راسل وسارتر وروسو وهذا هو الشاهد الذي يهمنا في تأكيد نظرية (عبقرية الاهتمام) وسواء كان بريخت قد أنهى دراسة الطب كما يُفهم من الكثير من المراجع، أو أنه ابتدأ في دراسة الطب وأدى اندلاع الحرب العالمية إلى تجنيده وقطع دراسته فإن النتيجة لا تتغير فهو قد أبدع في مجال مختلف كلياً عن الطب إن كان قد أكمل دراسته أو أنه أبدع وهو لا يحمل سوى شهادة الثانوية وعندئذ يكون الشاهد أقوى وسوف أتأكد من هذه النقطة قبل طبع الكتاب إن شاء الله.. ولد بريخت في ألمانيا سنة 1898 وتوفي عام 1956م أي أنه عاش أقل من ستين عاماً قضاها في التأمل العميق والإطلاع الواسع والعمل الجاد الكفاح المنظم وقد دَرَسَ الطب في جامعة ميونخ وفي عام 1919 جرى تجنيده للتمريض في الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى فأفزعته مشاهد القتل وآلمه سفك الدماء وأدمت قلبه جراحات الناس وأثارت عقله حماقات الحروب وأصبح من أنصار السلام وأحسَّ بأن الثقافة البشرية بحاجة إلى تغيير جذري يؤهل الإنسان للتعايش والانسجام والتآخي، وراح في كتاباته النقدية والمسرحية وفي قصائده الشعرية يحاول تثقيف العامة ويفضح الطغيان ويندِّد بالحروب ويصوِّر شناعات الظلم والقهر ويدين المثقفين الانتهازيين المؤازرين للطغيان ويهاجم االشراهة والاستبداد ويُعرِّي التهالك على المال والسلطة ويعتبر أن هذا التهالك من أقوى عوامل الكوارث الإنسانية ومن أكبر أسباب انتشار التجهيل والتغفيل والاختلال والفساد وعمى البصائر والبؤس في الحياة الإنسانية.. لقد كان بريخت مهموماً بقضايا الإنسان يريد أن تتوفر له المعرفة والحرية والمحبة والاخوة والجرأة والازدهار لذلك كان يمقت التعمية ويحارب حجب الحقائق ويندِّد بالتعصب ويكره ضيق العقل ويستهجن النفاق ويحاول كشف أساليب التجهيل والتدليس والتمويه ويحتقر الممالئين للمتسلطين ويثيره انخداع العامة بالمظاهر وعجزهم عن اكتشاف الحقائق، كما كان يستبشع الحماقات البشرية في الحروب والصراعات ويتعاطف مع الفقراء والبائسين ويحزن لوقوع الجماهير في مصائد الدعاية والتجهيل والتضليل ويحاول أن يستنفر عقول الناس لكي يفتحوا بصائرهم على الحقائق المُرة وأن لا يبقوا أسرى للتضليل المتقن وأن لا ينقادوا للعواطف المستثارة لذلك كان يرى أن على المثقفين مسؤولية كبرى في توعية الناس وإخراجهم من كهف المألوف والعمل على تعرية مساوئ المجتمع وإدانة العدوان واستهجان التعصب وإشهار المساواة وتمجيد العدل والتنفير من قبائح الظلم.. كان يرعبه أن تنفرد قوة واحدة في التصرف بأمور الناس سواء على مستوى العالم أو على مستوى كل قُطْر بمفرده ويرى أن الشرور تتفاقم إذا لم تكن هناك قوة أخرى ضاغطة معاكسة، فالتنافس بين القوى داخل كل مجتمع وعلى مستوى العالم هو شرط ضروري لحياة إنسانية كريمة ومزدهرة، إنه في مسرحه كان يريد التأكيد على وجود البديل لأي وضع سيئ أو غير مناسب وأن هذا البديل ممكن ومستطاع إنه يرى أن إحساس الناس باستحالة البديل يمثل عائقاً حضارياً مقعداً وكارثة إنساني مدمرة لأنه يستبقي الأوضاع السيئة كما هي ويقتل الأمل في تغييرها واستبدالها ويعطل فاعلية الإنسان ويئد قابلياته الإبداعية. إن بريخت بواسطة المسرح وعن طريق تنوع اتجاهات الممثلين واختلاف مواقفهم وتعدد صور الأداء عندهم يريد أن يجسِّد تناقضات المجتمع وأن يكشف للمشاهدين «أغوار الواقع» إن مواقف الناس وعواطفهم قد تشكَّلت بعوامل ليست من فعلهم وهم لا يعرفون أسبابها العميقة لذلك فلا بد من تشريح الواقع وتعريته وتحليله وكشف آليات عمله من أجل الفهم أولاً ثم من أجل التمكين من إعادة التكوين ثانياً.. إن التآلف مع الأوضاع السيئة هو علة استمرارها لذلك فإن الواجب الأول هو الحث على التوقف عن الانسياب التلقائي والتحديق بالواقع ببصيرة جديدة لأن هذا الفعل العقلي الاستثنائي يوقف تلقائية التآلف ويتيح للإنسان أن ينظر إلى الأوضاع نظرة جديدة قد تقترب به من النظرة الموضوعية أو قد يعتاد على التوقف أمام كل حدث وكل موقف وكل تقييم وبذلك يصبح المألوف موضوعاً للتعامل العميق والمراجعة الفاحصة فتزول عنه حصانات البداهة الواهمة... إن مسرح التغيير الذي نظَّر له بريخت يستهدف ألا يستكين الناس للواقع وألا يرضوا به وأن يتطلعوا دوماً إلى ما هو أفضل حتى الأوضاع الجيدة ينبغي دفعها لتصير أجود. إنه مهتم بكشف تعقيدات العلاقات الاجتماعية وما ينجم عنها من كوابح للطاقة الإنسانية الإبداعية إنه يرى أن الأوضاع الاجتماعية والحضارية لا يمكن أن تتطور بأيدي الراضين القانعين وإنما حُداة الحضارة وبُناتها هم الذين لا يقنعون بأي إنجاز ولا يرضون بالتوقف حتى لو كانت النتائج باهرة، فالأوضاع لا تتغير نحو الأفضل إلا بواسطة الذين لا يروق لهم الشعور بالكمال وإنما يَعُدّون الكمال حلماً حافزاً وليس نهاية يمكن بلوغها... إن هذا الطبيب لم يقدِّم نظرية في الطب الذي درسه في الجامعة وإنما قدَّم نظرية في المسرح الذي أولاه اهتمامه وانشغل به وكما تقول الدكتورة ماري إلياس: «ارتبط اسم بريخت بمفهوم المسرح الملحمي نظَّر له وكتب نصوصه وقدَّمها بهذا الأسلوب الجديد ومفهوم المسرح الملحمي يُشكّل نظرية متكاملة تعالج العملية المسرحية بكل أبعادها من كتابة وإعداد للعرض وإخراج وشكل أداء ومكان وموسيقى ومؤثرات سمعية وإضاءة وطبيعة تأثير على المتفرج وقد تبنَّى بريخت هذا الأسلوب في المسرح لأنه آمن بدور المسرح في التوعية والتغيير ولأنه تعامل مع المسرح من منظور جمالي وفلسفي وسياسي بآن واحد ولم يعزل المسرح عن الواقع والفكر» وإنما جعله أداة لتحليل الواقع ونشر الفكر وتقول أيضاً: «لقد صاغ بريخت مفاهيم جديدة دخلت اللغة المسرحية وتخطَّتها إلى الفن والأدب واللغة والنقد وكان أن وسَّعت هذه المفاهيم آفاق رؤية العمل الفني برمته وبكل الاتجاهات»، وهذا الإبداع والتنظير والإنجاز في الحقل المسرحي كوَّنه بنفسه لنفسه بمحض اهتمامه القوي المستغرق وبمحض مواهبه السخية وعتاده الذاتي حيث كان كله مغايراً تماماً لتخصصه الدراسي... ومما امتاز به مسرح بريخت أنه لم يكن يريد من المتفرجين أن يبقوا سلبيين وأن يستجيبوا لتوجيهات مباشرة من العرض المسرحي وإنما يريد منهم المشاركة والتفاعل وتفسير المواقف والأحداث بما يتناسب مع تجاربهم الشخصية المتنوعة وبذلك تتسع دوائر التأثير ويصبح العرض حفْزاً للتساؤل وليس تقديماً للإجابات فتتنوع التأثيرات بقدر تنوع التجارب الفردية وكما تقول الدكتورة ماري إلياس: «إن رؤية بريخت المسرحية لم تطرح نفسها كرؤية ثابتة فبريخت لم يعتبر كتاباته النظرية نصاً مكتملاً، وكذلك الأمر بالنسبة لمسرحياته وإنما كمشروعات عمل قابلة للتغير والتطوير ومما لا شك فيه أن هذه الرؤية شكلت منعطفاً في تاريخ المسرح في العالم بأسره وساهمت في تحديث المسرح» وهذه الناقدة تعتبر مسرحيتا (أوبرا القروش الثلاثة) و(الأم كوارج) لبريخت من أهم المسرحيات التي قُدِّمت في أوروبا في القرن العشرين والأكثر تأثيراً» إن مسرح بريخت لا يقدم للجمهور حلولاً جاهزةً وإنما مهمة المسرح عند بريخت هي بالدرجة الأولى مهمة تعليمية وتنويرية وتثقيفية إن مهمته أن يثير التساؤلات وأن يكسر انسياب المألوف وأن يدفع كل فرد إلى أن يقارن بين ما يحصل في الواقع وما يقال في المسرح وهذا تطور نوعي في المسرح وكما تقول الدكتورة ماري إلياس: «إن بريخت رفض المسرح الدرامي ورفض مبدأه القائم على التمثل والإيهام ومحاكاة الواقع بشكل مباشر واقترح كسر الإيهام في مرحلة ما من مراحل العرض من خلال الإعلان عن المسرحية أو من خلال التغريب وذلك لكي يخلق علاقة مختلفة بين الواقع والمسرح أي بين المتفرج وواقعه والحقيقة أن منهج بريخت كان يقصد تفتيت الواقع وتفكيكه للبحث في آلية تشكُّله وأن يطرح على المتفرج هذه الآلية وهي بحالة التشكُّل» إنه يريد أن يدرك الناس بأن الأوضاع السيئة ناشئة بفعل البشر وأنها ليست أزليةً ولا أبدية ولا ثابتة وأنها قابلة للتغيير. إنه يحاول: «بعث الحركة عند الراكدين من الناس» ممن استسلموا للأوضاع واعتادوا عليها وتوهموا ديمومتها وأبديتها واعتقدوا ثباتها واستحالة تغييرها ليقول لهم من خلال المسرح الحي: انظروا ها هي تتشكل بأفعال البشر فبادروا بإعادة تشكيلها لتكون بالشكل الذي يرتقي بكم وبحياتكم.. يقول ماكس شريدر في دراسة له عن بريخت: «كانت كل مسرحية من أعماله بمثابة مشروع جاد يهتم بنشر الثقافة والتنوير الضروريين لدفع التقدم الإنساني، إن الشرعية الفنية للأسلوب البريختي تظهر على سبيل المثال في حقيقة قدرته على جعل الممثل منسجماً مع فكرة ما وبدلاً من تقييد قواه الخلاّقة يتطور أداء الممثل بطريقة أخاذة» إنه لا يتحكم بالممثل وإنما يكتفي بإعطائه الأفكار وتزويده بالنصوص ويترك له الحرية في أن يتصرف بما توحي به اللحظة ليضيف أو يحذف أو يعدِّل فالمهم أن يتمكن من توصيل الفكرة وإحداث التفاعل وأن يتوفر في أدائه عنصران رئيسيان هما: التعليم والامتاع، وقد شرح نظريته بتفصيل في كتابه (نظرية المسرح الملحمي) وقد ترجم الكتاب الدكتور جميل نصيف ووضع له مقدمة زَعَم فيها بأن: بريخت يتميز بين جميع المشتغلين بالمسرح الحديث بهذا التنوع في المواهب المسرحية مع غنى وعمق ويبالغ في تبجيله وتمجيد إنجازاته، فيعتبر مسرحه آخر وأسمى مرحلة من مراحل تطور المسرح العالمي منذ أيام المسرح الأغريقي ويعدُّه ظاهرة حضارية وثقافية بارزة وأن هذا التميز القوي هو الذي جعله موضع نقاش وخلاف شديدين.. ورغم أن الكتابة عن بريخت قد استغرقت حلقتين فإني أرى أنه بحاجة إلى المزيد من النقاش وسأعود إليه قبل نشر الكتاب فهو يحارب الأيديولوجيا مع أنه أيديولوجي حتى النخاع لكن الذي يهمني منه أن إبداعاته وشهرته وكافة أعماله قد جاءت مخالفةً لتخصصه الدراسي وأنه قد صدرت عنه رسائل دكتوراه في أرفع الجامعات العالمية مثل جامعة هارفارد وهو بذلك شاهد قوي من شواهد نظرية: عبقرية الاهتمام...