قريبا لن تكون هناك حاجة إلى حمل نقود أو بطاقات ائتمانية، فالهواتف الذكية أصبحت في وقتنا الحالي تلبي معظم متطلبات حامليها اليومية بدءا من تنظيم المواعيد وتصفح البريد الإلكتروني وحتى تنفيذ عمليات البيع والشراء عن طريق الإنترنت. وفي هذا الاطار طورت شركة خدمات الإنترنت الأمريكية «جوجل» خدمة جديدة مؤخرا ستغير مفهوم عمليات البيع والشراء الاعتيادية في القريب العاجل من خلال خدمة محفظة جوجل «Google Wallet». ومحفظة جوجل هي عبارة عن خدمة تقدم من خلال تطبيق هاتف يقوم بتحويل محافظ النقود العادية والبطاقات الائتمانية الى محافظ الكترونية في الهواتف الذكية بحيث يتم تخزين معلومات البطاقة البنكية في الهاتف والتي تمكن المستخدمين من الدفع لاسلكيا من خلال ملامسة الهواتف لنقاط البيع في المحلات الداعمة لهذه الخدمة. «Google Wallet» عبارة عن خدمة تقدم من خلال تطبيق هاتف يقوم بتحويل محافظ النقود العادية والبطاقات الائتمانية إلى محافظ الكترونية في الهواتف الذكية بحيث يتم تخزين معلومات البطاقة البنكية في الهاتف والتي تمكن المستخدمين من الدفع لاسلكيا. ولا تعتبر هذه الخدمة جديدة في بعض الدول فقد كانت مطبقة منذ بضع سنوات ولكن ضمن نطاق محلي في بعض دول العالم مثل اليابان, بينما عالميا تعتبر شركة جوجل أول من صمم هذه التقنية بشكل واسع وعلى بطاقات بنكية عالمية مثل ماستر كارد «MasterCard» بالإضافة إلى امكانية استخدام بطاقات مسبقة الدفع والتي ستوفرها الشركة, كما توفر الخدمة إمكانية إضافة أكثر من حساب بنكي واحد على الهاتف لمساعدة المستخدم من اختيار بين البطاقات التي يريد أن يدفع من خلالها, كما أنه من المتوقع تطبيقها في صيف العام الحالي. ويتوقع بعض الخبراء عدم انتشار هذه الخدمة في الفترة القريبة القادمة بسبب عدم توفر الحماية الكاملة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل عام, ولأن أمن المعلومات هو أهم ما يثير قلق المستخدمين حول هذه الخدمة، فقد بينت جوجل أنها تهتم بحماية بيانات المستخدمين بشكل أساسي منذ اليوم الأول التي بدأت فيه الإعداد لهذه الخدمة, وأوضحت أن المستخدمين بإمكانهم غلق المحفظة الالكترونية وعدم تفعيل البطاقات بمنتهى السهولة, كما قامت بأخذ بعض الحلول والاحتياطات الأمنية الأخرى، فعندما يتم غلق الهاتف أو تصبح الشاشة مظلمة أو يكون الهاتف في وضع السبات يتم على الفور إلغاء تقنية «NFC», ولن تعمل هذه التقنية إلا في حالة فتح التطبيق وإدخال رقم التعريف الشخصي المكون من أربعة أرقام, كما تقوم جوجل بإرسال المعلومات لعدد من القنوات الأمنية للتحقق من صحتها. ويصف خبراء جوجل رقاقة «NFC Secure Element» على أنها جهاز كمبيوتر صغير، يقوم تطبيق «Google Wallet» بتخزين بيانات الدفع وبطاقات الائتمان بطريقة مشفرة على الرقاقة «Secure Element», وهذه الرقاقة منفصلة تمامًا عن ذاكرة الهاتف, حيث يمكنها تخزين البيانات وتشغيل التطبيق فضلا عن أنها تشغل البرامج الآمنة فقط للوصول إلى المعلومات المحفوظة بها, وفضلًا عن ذلك توفر تقنية» PayPass» المقدمة من قبل ماستركارد لحماية للبيانات أثناء انتقالها من الهاتف للقارئ أو جهاز الاستقبال. واكد صالح محمد مسؤول تقنية المعلومات في احدى الشركات السعودية : أن أمن المعلومات يجب التعامل معه بجدية ،مشيرا الى ان جوجل عملت على ان تكون التقنية المستخدمة في بطاقات العمل و تصاريح دخول المناطق المحظورة في الشركة مؤمنة بشكل جيد ضد هجمات الليزر والعديد من أشكال سرقة البيانات, فضلا عن ذلك، فإن العنصر الأمني «Secure Element» غير قابل للاختراق من قبل أي نوع من البرمجيات، حيث يتطلب الوصول إلى المعلومات التحقق من شخصية المستخدم, كما أن المعمارية مصممة ليكون» Secure Element» معزولا بجدار ناري عن بقية النظام مثل المستعملة جوازات السفر الالكترونية. وتوقع الخبير التقني سعيد العمودي أن تواجه هذه التقنية بعض الصعوبات في بادئ الأمر والتي تتركز في عدد الشبكات التي ستدعمها في فترة تشغيلها, لأن الخدمة حتى الآن تعمل على شبكة «citi bank» و» MasterCard «, ولا تعمل على الشبكات الأكثر شيوعا مثل «visa» و «American express « وأيضا كون الخدمة مبدئيا تعمل على جهاز « Nexus S 4G « فقط وليست على جميع أجهزة أندرويد, بالإضافة الى عملية تثقيف المستخدمين حول هذه الخدمة الجديدة, كما تجدر الإشارة إلى كلفة استخدامها في نقاط البيع واعتمادها على البنية التحتية في المنطقة. وبنيت خدمة جوجل الجديدة استنادا على تقنية الاتصالات قريبة المدى»Near Field Communication» هي تقنية اتصال بين الأجهزة لمسافة تقدر من 4 إلى 10 سم من خلال رقاقة مدمجة في أجهزة الهواتف الذكية, وهي التي بنيت على سرعة تراسل البيانات واستخدام تقنيات تشفير معقدة لتشفير البيانات والمستخدمة في الدفع الالكتروني في بطاقات الائتمان و بطاقات الهوية, كما تعمل هذه التقنية في التواصل بين الأجهزة في عملية القراءة والكتابة بينها, كما تستعمل في البطاقات اللاسلكية وهي شبيهه بتقنية البلوتوث, لكن الفرق الأساسي بينهما أنها لا تتطلب الإعداد المسبق للاتصال مثل البلوتوث والواي فاي «Wi-Fi» فجرد ملامسة الأجهزة ببعضها يتم إرسال البيانات بشكل مباشر. و تتوقع جوجل أن تكسبها الخدمة الجديدة « Wallet» تفوقا وميزة تنافسية بين شركات التكنولوجيا والإنترنت في اقتحام السداد عبر أجهزة الهواتف في السوق مع وصول حجم التعاملات فيها إلى ما يقارب 245 مليار دولار بحلول عام 2014 .