تعتبر غوغل من الشركات الإبداعية التي تثري العالم بخدماتها على الانترنت وبدأت تتدرج إلى أن أصبحت ذات صيت في كل ما يتعلق بعالم التقنية. ظهرت علينا غوغل مؤخرا بخدمة جديدة أطلقت عليها اسم محفظة غوغل (Google Wallet) وهي خدمة تتيح لحاملي الهواتف من استخدام أجهزتهم كبطاقات ائتمانية. هذه الخدمة التي أعلنت عنها غوغل في مؤتمرها الأخير في نيويورك تمكن ملاك الهواتف المحمولة من شراء حاجياتهم عبر تثبيت تطبيق خاص بهذه الخدمة يقوم بحفظ بيانات البطاقة الائتمانية ومن ثم تمكين عملية الشراء عبر تمرير الهاتف على جهاز الدفع بعد إدخال الرقم السري. هذه الخدمة أثارت حفيظة القائمين على موقع باي بال (PayPal) الشهير والذي اتهم غوغل بسرقة أفكار المحفظة الالكترونية وكذلك سرقة موظفيها الذين قاموا بالفعل بعرض هذه الخدمة الجديدة في غوغل بعد أن كانوا يعملون سابقا في باي بال. محفظة غوغل الجديدة تعتمد في تصميمها على نظام (Near Field Communication) وبالاختصار (NFC) وهي عبارة عن تقنية يتم من خلالها التخاطب والتفاعل من خلال أجهزة الهواتف المزودة بهذه التقنية مع أجهزة أخرى و في محيط معين. هذه التقنية موجودة في الهواتف التي تحمل نظام التشغيل اندرو يد وستكون هذه الخدمة متوفرة وبشكل كامل في هاتف غوغل القادم (Nexus S 4G) بالإضافة إلى إعلان شركتي أبل ونوكيا بتوفيرهم هذه التقنية الجديدة في هواتفهم المستقبلية. من الناحية المالية، يجب أن ترتبط هذه الخدمة ببطاقات ائتمانية صادرة من بنوك حيث يتم تخزين معلومات البطاقة الائتمانية في جهاز الهاتف للتمكن من استخدامها بدلا من حمل البطاقات الائتمانية الممغنطة الاعتيادية. كان أول الداعمين لهذه الخدمة من الجهات المالية هما شركة ماستر كارد وكذلك سيتي بنك بالإضافة إلى العديد من الشركات العالمية التي قبلت بتوفير الجهاز الخاص بالبيع في متاجرها. من ناحية الأمان، تعامل هذه الخدمة تماما كما تعامل البطاقات الائتمانية، ففي حال ضياع أو سرقة الهاتف، سيقوم صاحب الهاتف بالاتصال بالبنك الذي قام بإصدار البطاقة ليتم إلغاؤها كما هو حاصل في الحالات الطبيعية. إذن، تطبيق النقود الالكترونية سيكون قائما وبشكل فعلي ليس من خلال بطاقات الائتمان فقط، بل سيكون من خلال هواتفنا المحمولة والتي ربما كان الهدف منها زيادة الاستهلاك والتسوق من خلال تسهيل عمليات الشراء وبث العروض والتخفيضات الالكترونية عبرها. * متخصص في أنظمة المعلومات